متجر يعرض حلوى العيد وسط العاصمة عمّان
متجر يعرض حلوى العيد وسط العاصمة عمّانرويترز

عقب تراجع ملحوظ.. تجار الأردن يأملون في انتعاش الحركة الشرائية خلال العيد

يعقد التجار في الأردن، آمالا كبيرة على موسم عيد الفطر السعيد، لتحسن الحركة الشرائية في البلاد التي شهدت ما وصف بـ"حالة ركود"، جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتعطل حركة الشحن الطبيعية، بالإضافة إلى أسباب أخرى من أبرزها ارتفاع الأسعار ومحدودية الدخول.

ويشكل العيد موسما وفرصة لكثير من التجار لتعويض الخسائر التي لحقت بهم، جراء الأزمة المرتبطة بالحرب على غزة، فيما يتزامن موسم العيد مع إعلان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إصدار عفو عام، شمل إعفاء المواطنين من مخالفات مالية وعلى رأسها مخالفات المرور، مما قد ينعكس على حالة السوق والحركة الشرائية.

تداعيات الحرب

وبيّن الخبير الاقتصادي محمد البشير، بأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ألقت بظلال ثقيلة، على المنطقة العربية، وعلى الحالة الأردنية بشكل عام، والاقتصادية بشكل خاص، مشيرا إلى أن آثار وتبعات هذه الحرب انعكست على استهلاك المواطنين لكثير من السلع، خصوصا في شهر رمضان المبارك، الذي يعتبر بالنسبة للأردنيين "شهرا للكرم".

بائع أردني يعرض حلويات شعبية في سوق شعبي
بائع أردني يعرض حلويات شعبية في سوق شعبي رويترز

وقال البشير في حديث لـ"إرم نيوز"، إن عادات الأسر الأردنية، من حيث التواصل الاجتماعي وإقامة الولائم العائلية وغيرها يرفع بشكل ملاحظ استهلاك الكثير من السلع، خصوصا الغذائية منها، لكن الشهر في هذا العام كان مختلفا نظرا لكون الحرب على غزة، تركت آثارا نفسية، فرضت نفسها على استهلاك كثير من السلع.

وأشار إلى حديث نقيب أصحاب المخابز، الذي أكد فيه انخفاض إقبال المواطنين الأردنيين على شراء "القطايف" وهي سلعة موسمية يرتفع الاقبال عليها في شهر رمضان، بنسبة كبيرة، لافتا كذلك إلى خروج بعض الشركات المسوقة من السوق، جراء تراجع الإقبال على شراء كثير من السلع، خصوصا الأجنبية منها.

تراجع الاستهلاك

ولفت البشير، إلى أنه ورغم كون شهر رمضان شهرا مميزا في الاستهلاك والإقبال على شراء الكثير من السلع والمواد الغذائية، إلا أنه شهد العام الحالي شيئا مختلفا عن الفترات السابقة، مما قد ينعكس على شراء الملابس باعتبار أن العيد عنوان من عناوين الاستهلاك في هذا القطاع.

ورأى البشير بأن أولويات الأسر في رمضان والتوجه نحو توفير السلع الغذائية الأساسية، سيؤدي إلى خفض إقبال كثير من المواطنين على شراء مستلزمات العيد، سواء من الحلوى والملابس وغير ذلك، وهو ما سيدفع إلى إنتاج كميات أقل من السلع، مما سينعكس على الشركات المصنعة والمنتجة، التي تطمح أن يكون تسويقها في العيد ورمضان أفضل.

تحديات الشحن والنقل

وأكد البشير بأن ما حدث في مضيق باب المندب، أثر بشكل مباشر على أسعار كثير من السلع خصوصا تلك المنتجة في دول عربية، بسبب ارتفاع كلف الشحن والتأمين، رغم أن بعض السلع وصلت إلى ميناء العقبة.

وأوضح بأن هذه التحديات، تجعل شهر رمضان المبارك، وموسم العيد ليست كما كانت عليه في الأعوام الماضية، متوقعا أن تشهد الأسواق حركة متوسطة خلال أيام رمضان الأخيرة، فيما لن تكون هذه الحركة قوية نظرًا لأسباب غير مرتبطة بالحرب، منها ارتفاع كلف الطاقة والضرائب على المبيعات وغير ذلك.

وبيّن الخبير الاقتصادي بأن "الشعب الأردني شعب مقترض"، حيث اشترى الأردنيون بقيمة 600 مليون دينار، مركبات كهربائية خلال العام الماضي، مما رتب ديونا ضخمة، تعكس نفسها ككلفة إضافية، تؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض القوة الشرائية للمواطن.

حاويات البضائع في ميناء العقبة
حاويات البضائع في ميناء العقبةرويترز

دعوة للتأني

ودعت جمعية حماية المستهلك المواطنين الأردنيين، وخاصة رباب البيوت الى التأني وعدم التسرع عند شراء مستلزمات عيد الفطر ، وعدم تأخيرها حتى لا يتم استغلالهم من قبل البعض وتحديدا الملابس، داعية إلى عمل جولات في الأسواق لمعرفة الأسعار الحقيقية.

وقال رئيس الجمعية محمد عبيدات في بيان، إنه "ينبغي على الأسر طلب فاتورة الشراء من المحلات والاحتفاظ بها لغايات استعمالها في حال تعرضها لبعض عمليات الغش في نوع البضاعة؛ مما يحفظ حقها في الاستبدال أو الإرجاع".

ودعا عبيدات في البيان، الذي تلقت "إرم نيوز" نسخة منه، التجار إلى "ضرورة مراعاة الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين والاكتفاء بهوامش أرباح معتدلة ومقبولة، إضافة الى ضرورة عدم التلاعب بجودة البضائع أو ممارسة الغش والتدليس بشأن منشأها".

كما طالب الجهات الرقابية بضرورة تكثيف جولاتها الرقابية على الأسواق قبيل عيد الفطر المبارك، ولا سيما محلات بيع الملابس والحلويات التي تعتبر من المتطلبات الأساسية لاستقبال عيد الفطر المبارك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com