يسعى المغرب لزيادة توفير احتياجاتها من الغاز
يسعى المغرب لزيادة توفير احتياجاتها من الغاز(أ ف ب)

التنقيب عن الغاز بالمغرب يتنامى وسط توقعات مبشرة

تواصل شركات التنقيب عن الغاز بالمغرب إعلان اكتشافاتها في مجموعة من الآبار المتفرقة بالمملكة، وسط توقعات مُبشرة.

والعام الجاري قد يشكل مرحلة انتقالية جديدة في إنتاج الغاز المغربي، في ظل إعلان مجموعة من الشركات من بينها "شاريوت" البريطانية، و"بريداتور"، عن خططها لتطوير امتياز الحقول التي تشتغل عليها، مستبشرة بنتائج "واعدة ومكاسب كبيرة".

وتوقعت "شاريوت" في بلاغ صدر عنها الاثنين، أن تبدأ الحفر البري في المغرب بحلول نهاية الربع الأول من عام 2024، والحصول على الموافقات الحكومية على صفقة الاستحواذ التي وقعتها مع شركة "إنرجيان" الإسرائيلية.

وقالت "شاريوت" إنها تعمل مع "إنرجيان" على خطة تطوير حقل غاز "أنشوا" المغربي؛ بما في ذلك التفاوض على عقد منصة الحفر البحرية والخدمات لحملة الحفر والاختبار في العام الجاري، والتي تستهدف زيادة التطوير إلى أكثر من تريليون قدم مكعبة.

أخبار ذات صلة
المغرب يخطط لبناء شبكة غاز رئيسة

وحقل "أنشوا" المقابل لساحل مدينة العرائش شمالي المغرب، يعد أحد أهم الحقول المكتشفة في عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي التي تعرفها البلاد.

وتفيد توقعات الشركة البريطانية أن "أنشوا" يتوفر على إمكانيات مهمة، وأن بدء عملية إنتاج الغاز من شواطئ العرائش سيكون مرتقبا خلال العام 2024.

بدورها، تتطلع شركة "إس دي إكس إنرجي" البريطانية، إلى إنتاج كميات تجارية من الغاز المغربي من البئر "كسيري-21"، وذلك بعد نجاح الحفر والوصول إلى اكتشاف الغاز في أواخر شهر سبتمبر 2023.

وتفيد تقارير مختصة بمجال الطاقة، بأن إنتاج الغاز المغربي أثبت خلال العام 2023 قدرته على تحقيق عوائد كبيرة، وتلبية احتياجات العملاء المحليين.

وفي وقت سابق، قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب ليلى بنعلي، إن بلادها تستهدف رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي من 100 مليون متر مكعب في الوقت الحالي إلى 400 مليون متر مكعب في الأعوام القليلة المقبلة.

وأوضحت بنعلي، أن رفع الإنتاج سيغطي 40% من الاستهلاك المحلي، مع وجود اكتشافات جديدة تخضع للتطوير حالياً في منطقتي "تندرارة" و"العرائش".

وتحول المغرب إلى وجهة للعديد من الشركات، فبالإضافة إلى شركة "شاريوت" البريطانية، التي تنقب عن الغاز بحقل "أنشوا" بالعرائش، وشركة "بريداتور أويل أند غاز" البريطانية، هناك شركات بريطانية أخرى من قبيل شركة الطاقة "إس دي إكس إنرجي"، التي تتمتع بامتياز منطقة "سبو"، وشركة "ساوند إنرجي"، التي أعلنت في وقت سابق عن اكتشاف احتياطات ضخمة من الغاز في حقل "تندرارة"، إضافة إلى شركة "إيني" الإيطالية والتي تشتغل بطرفاية.

أخبار ذات صلة
نيجيريا تعوّل على خط غاز يربطها مع المغرب لخفض انبعاثات الكربون

مفعول محدود

وقال الباحث والخبير في قانون الأعمال والاقتصاد بدر الزاهر الأزرق، إن البشائر المعلن عنها فيما يخص اكتشافات الغاز الطبيعي بالمملكة تظل إلى حدود الساعة "محدودة".

وأوضح الأزرق لـ"إرم نيوز"، أن هذه الاكتشافات لا تتعدى تقريبا 2% من احتياجات المغرب من الغاز الطبيعي، مشيراً إلى أن المغرب فتح أبوابه خلال السنوات الماضية في وجه شركات متنوعة راغبة في التنقيب عن الغاز الطبيعي.

وزاد أن رهان المغرب على التنقيب عن الغاز الطبيعي مرتبط بالإستراتيجية العامة للطاقة في البلاد.

وأضاف الأزرق، أن "هدف المغرب اليوم ليس هو الرهان على الطاقة الأحفورية سواء تعلق الأمر بالنفط أو الغاز وإنما على الطاقات المتجددة، ولكن هذا لا ينفي أن المملكة ترغب في بناء سلة من الاختيارات الطاقية المتنوعة".

واستطرد الخبير المختص في قانون الأعمال والاقتصاد بالقول، إن "المغرب يريد أن يحظى بجزء كبير مرتبط بالطاقات المتجددة، وجزء آخر على صلة بالطاقات الأحفورية، ولكن بتوجهات تتسم بالتراجع بهدف التخلي بشكل نهائي عن الطاقات الأحفورية".

ويعتقد الأزرق، أن الاعتماد على الغاز سيظل قائماً، أخذاً بعين الاعتبار وجود اكتشافات جديدة ومستقبلية، وكذا إنجاز خط أنبوب الغاز الذي سيربط نيجيريا بالمملكة المغربية وما سيحققه من مكاسب ستفضي إلى سيادة طاقية للبلاد.

وأردف قائلا: "لا ننسى الحديث في المغرب عن إنجاز محطة للطاقة النووية لتخفيف الفاتورة الطاقية، وكل هذا التحرك الطموح مرده السعي إلى تنويع اختياراتها".

وشدد على أن المملكة تعلمت الدرس؛ بحيث فهمت بأنه "لا يجب الرهان فقط على مصدر وحيد للطاقة، وهو ما جعل البلاد تتخلى عن تبعية الغاز والبترول والتوجه بسرعة كبيرة إلى الطاقات المتجددة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com