"مراسلات".. كتاب ينبش عمق السياسات الثقافية التونسية

يغوص وزير الثقافة التونسي الأسبق محمد زين العابدين، في كتابه الجديد "مراسلات" في عمق السياسات الثقافية التي تتبعها الدولة التونسية، وفي مسائل ثقافية تونسية وأفريقية وعربية ومتوسطية، وينطلق من تجربته كوزير وأكاديمي وفنان.

والكتاب الذي نشر حديثًا، كتبه زين العابدين، بالاشتراك مع أندريه مالرو، وهو المؤلف الثامن لوزير الثقافة التونسي الأسبق بعد 7 كتب سابقة تناول فيها المسألة الثقافية من مقاربات مختلفة.

ومنذ أن ترك وزير الثقافة الأسبق منصبه، في 2016، تفرَّغ للكتابة والبحوث الأكاديمية، وفي مؤلفه الجديد حيث يسترجع 30 عامًا من الحياة الفكرية والجامعية والفنية والسياسية، ويستحضر محاضراته في جامعات السوربون، وباريس فينسين، ومعهد العالم العربي في باريس، وجامعتي برلين، وجامعة شمال كارولينا، وجورج واشنطن في الولايات المتحدة.

والكتاب يجمع بين السيرة الذاتية والبحث الأكاديمي والرأي السياسي، ويطرح فيه زين العابدين، خبرة تزيد على 30 عامًا، ويقدم شهادة خاصة بسياق تونسي خاص، إضافة إلى سياق عربي وأفريقي.

واستلهامًا من النظريات الثقافية المقارنة يقدم محمد زين العابدين، رؤية نقدية إلى حد ما للحقيقة الثقافية وأهميتها السياسية، في السياقات الجغرافية والتاريخية لتونس التي أكد أن ثقافتها خصبة ومتنوعة المجالات، وأن مثل هذا التنوع هو الذي يتيح تجديد هذه الثقافة باستمرار، ويمكن فهمها في السياقات الجيوسياسية والرمزية المتغيرة.

وبالنسبة إلى المؤلف لا يمكن الحكم على السياسة الثقافية دون معرفة نظرية وعملية بالثقافة والدولة المعنية، كما أنه يفترض التقييم استنادًا إلى معايير منها الشفافية والوضوح وشروط الجدوى وإمكانية الوصول إلى الشأن الثقافي والديمقراطية والموازنة العامة ومكانة الثقافة داخلها والكفاءة.

ويشارك محمد زين العابدين، في هذه الرؤية وزير ثقافة سابق آخر، هو الفرنسي أندريه مالرو، الذي ساهم بتأليف الكتاب الصادر عن دار "سوتيميديا" للنشر والتوزيع.

ومحمد زين العابدين، هو دكتور في العلوم الموسيقية، شغل منصب وزير للثقافة في الحكومة التونسية التي قادها الحبيب الصيد، من أواخر 2014 إلى 2016، وكان مديرًا للمعهد العالي للموسيقى بمحافظة سوسة الساحلية.