"التونسيون من هم؟ ومن أين أتوا؟".. كتاب طبي نادر يثير جدل الهوية في تونس
"التونسيون من هم؟ ومن أين أتوا؟".. كتاب طبي نادر يثير جدل الهوية في تونس"التونسيون من هم؟ ومن أين أتوا؟".. كتاب طبي نادر يثير جدل الهوية في تونس

"التونسيون من هم؟ ومن أين أتوا؟".. كتاب طبي نادر يثير جدل الهوية في تونس

أصدرت مجموعة من الباحثين التونسيين، الأسوع الحالي، كتابا بعنوان لافت "التونسيون من هم؟ ومن أين أتوا؟"، وهو عبارة عن عملية تشريح للشخصية التونسية وتركيبتها وطبيعة الهوية التونسية في تفاعلها مع بقية الأعراق.

ويضم الفريق المؤلف للكتاب، الصادر بالفرنسية، عددا من الباحثين في علم الوراثة، ومن المنتظر، وفقا لتقارير محلية، أن تثير مضامينه جدلا واسعا.

والكتاب الصادر عن دار "سيريس" للنشر في تونس، هو ثمرة 20 سنة من البحوث، التي قام بها أعضاء من مختبر علم الوراثة المناعية بإشراف الدكتورة أمل بن عمار القعيد، المتخصصة في علم الوراثة المناعية، وهي باحثة في معهد باستور في باريس ثم أستاذة في كلية العلوم بتونس، حيث تدير أيضًا مختبر علم المناعة وأمراض الإنسان.

ومن المرجح أن يكون هذا الكتاب الجديد محور نقاش سياسي وأيديولوجي، وهو نقاش لم يضعه فريق العمل، ذي الصبغة العلمية الطبية، في الحسبان، حيث إن إنجاز هذا العمل دعت إليه دوافع علمية معرفية طبية بحتة.

وكان هدف الفريق الذي أشرفت عليه القعيد، هو معرفة سبب تواتر أمراض أكثر من غيرها لدى التونسيين ومعرفة ما إذا كان هناك عامل وراثي يستوطن في الحمض النووي للإنسان التونسي ويجري تناقله عبر الأجيال.

وانطلق البحث من معطيات تاريخية تشير إلى أنه يمكن إعادة أصول الشعب التونسي إلى واحدة من أربع مجموعات كبرى، وتنحدر هذه المجموعات من أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب الصحراء.

ووفق ما خلص إليه فريق الباحثين فقد اتضح أن الأوروبيين والأفارقة وفدوا على تونس منذ أكثر من عشرين ألف عام وأن هذه الهجرات الضاربة في القدم خلقت حالة من التمازج والتهجين التي ينتفي معها مبدأ الصفاء والنقاوة العرقيين.

وأشار الكتاب إلى أنّ هذا التماذج العرقي يحول دون تبني التونسيين للأفكار العنصرية.

وكشف البحث أيضا عن دور كبير اضطلعت به النساء في عملية تنوع الأعراق والسلالات في تونس.

ومن المعطيات اللافتة التي توصل إليها البحث أن 9% من سكان تونس حاليا هم من أصول فينيقية وأن العرب لا يمثلون إلا 25 % من سكان تونس حاليا.

وبحسب ما توصل إليه فريق الباحثين فإن الأمازيغية هي بالأساس "حالة ثقافية" لأنه لم يوجد "عرق أمازيغي" خالص.

وتمثل هذه الحقائق بشأن التنوع الجيني للسكان التونسيين الحاليين وغيرها من الاستنتاجات، مقدمات لإعادة طرح جدل الهوية المحتدم في تونس في السنوات الأخيرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com