بابلو بيكاسو
بابلو بيكاسو

"تهديد للمدينة".. كتاب جديد يرصد بابلو بيكاسو "الأجنبي في فرنسا"

صدر للكاتبة آني كوهين سولال كتابٌ جديدٌ بعنوان "تهديد للمدينة"، يكشف عن حياة الرسام الإسباني بابلو بيكاسو في فرنسا.

ويضم الكتاب تفاصيل من حياة بيكاسو كشخص أجنبي في فرنسا، والكم الهائل من الملفات والقضايا التي كانت باسمه فيها. فبحسب أرشيف شرطة باريس، فإنه تم التعبير عن وصول بيكاسو إلى باريس للمرة الأولى كـ"أجنبي" في الـ25 من أكتوبر/تشرين الأول من عام 1900، ليجد نفسه متابعًا من قبل الشرطة بعد أشهر قليلة.

وكتبت كوهين سولال أن معاناة بيكاسو في فرنسا ستزداد تعقيدًا مع مرور كل عام لبقية حياته، إذ كان أرشيف الشرطة الفرنسية مليئًا بالتقارير ونسخ الاستجواب وتصاريح الإقامة وصور الهوية وبصمات الأصابع وإيصالات الإيجار وطلبات التجنس.

وقالت كوهين سولال لصحيفة "الفن" البريطانية، إن اكتشاف أرشيف بيكاسو لدى الشرطة الفرنسية "صدمة فعلية" ولا يمكن تصديق عدد المرات التي اضطر فيها للذهاب إلى مركز الشرطة من أجل الحصول على بطاقة هوية الشخص الأجنبي (أوراق الهوية المطلوبة للأجنبي)، والتي كان يجب تحديثها كل عامين، مع بصمات أصابعه وصور الهوية، حيث بدا وكأنه خارج على القانون.

وفي ملف بيكاسو، الذي تم فتحه عام 1901 – عندما لم يكن بلغ 20 عامًا بعد - كتب ضباط الشرطة أنه يمثل "تهديدًا للدولة".

واعتبرت كوهين سولال أنه خلال السنوات الـخمس والأربعين التي قضاها بيكاسو في فرنسا، تعرض للوصم بثلاث طرق: كأجنبي وفوضوي وفنان طليعي.

وتتابع مؤلفة الكتاب: "اكتشفت أيضًا كيف تعامل بيكاسو ببراعة مع هذا الموقف، من خلال بناء شبكات قوية جدًّا، في كل من فرنسا والعالم الغربي".

ويركز الكتاب على تطور الفن الطليعي في بداية القرن العشرين، ويستكشف، على سبيل المثال، كيف كان بيكاسو ودودًا مع المهاجرين الذين شاركوه خلفياتهم متعددة الثقافات وفهموا بالضبط ماذا كان يفعل بيكاسو في فترة انتعاش "التكعيبية"، بينما لم يكن أحد في المؤسسة الفنية الفرنسية يُقدّر إبداعاته.

وتضيف كوهين سولال: "هؤلاء المغتربون الآخرون مهمون لتطور بيكاسو. وهكذا، قررت أن أستكشف من هم، وكيف يفكرون، وكيف تطوروا، وكيف تفاعلوا مع بيكاسو. لقد وصفت مجموعة رائعة من الشخصيات من جيرترود شتاين، الشاعر من الولايات المتحدة، إلى كانفايلر وفينسينك كراما، الباحث من براغ، وكارل أينشتاين الناقد والمفكر الملتزم من بروسيا".

يتعمق الكتاب أيضًا في العلاقة المكثفة التي أقامها بيكاسو مع والدته، ماريا بيكاسو لوبيز، من خلال مئات الرسائل الودية بين الاثنين. تقول كوهين سولال: "لقد كانت رحلة استكشافية إلى عالم بيكاسو الصغير. فتحت آلاف الرسائل التي كتبتها له والدته، الواحدة تلو الأخرى، ولاحظت الطريقة التي فتح بها الرسائل، بعضها بأصابعه، والبعض الآخر بسكين، واكتشفت أن بعضها ملطخ بالطلاء، أو بالقهوة."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com