صخب السينما السعودية يعلو قبل افتتاح أول شباك تذاكر
صخب السينما السعودية يعلو قبل افتتاح أول شباك تذاكرصخب السينما السعودية يعلو قبل افتتاح أول شباك تذاكر

صخب السينما السعودية يعلو قبل افتتاح أول شباك تذاكر

ينطلق صخب السينما في السعودية هذه الأيام، من كل مناطق المملكة وبصوت عالي يعتبره السعوديون مؤشراً كبيراً على أن التحولات الجذرية التي ستشهدها بلادهم في الفترة المقبلة لن تتخطى مطالبهم بافتتاح دور سينما في السعودية.

ولا يوجد دور عرض سينما في السعودية لحد الآن، لكن ذلك لا يعني أن البلد الخليجي المحافظ يجهل تلك الصناعة الفنية، لا بل لدى السعوديين القدرة الكبيرة على المنافسة العالمية فور إقرار تشريع يسمح بترخيص إنشاء دور للعرض.

فخلال نحو 30 عاماً من حظر دور العرض في المملكة بقرار رسمي تحت ضغط رجال دين محافظين، اختار السعوديون الاستعداد لمرحلة أخرى تعود فيها السينما إلى المملكة بقوة وقدرة على المنافسة عالمياً، بدل الاستكانة لقرار الحظر.

واعتاد السعوديون التحايل على القوانين والأنظمة التي تمنعهم في بعض الأحيان من مواكبة باقي دول العالم في عدة مجالات، وبطريقة قانونية كانت صناعة السينما تزدهر في المملكة شأن فنون أخرى بينها المسرح.

ورصد موقع "إرم نيوز" مجموعة من العوامل الأساسية التي تضمن نجاح تجربة السينما في المملكة فور السماح بافتتاح دور عرض فيها، إذا كشف الرصد الذي شمل متابعة المتخصصين في صناعة السينما إلى الأفلام السعودية المشهورة مروراً بتجربة السينما المنزلية أن ما ينقص المملكة هو شباك التذاكر فقط.

فالسعوديون الذين حرموا من دور العرض، لجأوا في البداية إلى المحطات التلفزيونية التي تعرض الأفلام، وأقراص الـ "س دي" التي تبيع نسخا من أحدث الأفلام لمشاهدتها عبر جهاز الفيديو، قبل أن تتطور تلك التجربة إلى السينما المنزلية التي أصبح لها شركات متخصصة تؤمن للراغبين عبر الهاتف شاشة عرض وأجهزة صوت يتم نصبها في المنزل.

وأظهرت متابعة شركات تركيب وتأجير السينما المنزلية، تزايد عدد روادها بشكل لافت في المملكة خلال السنوات الأخيرة، إذ تفضل كثير من العائلات قضاء سهراتها في مشاهدة فيلم تعرضه شاشة سينمائية في المنزل يمكن السيطرة من خلالها على نوعية الفيلم والحضور.

رافق تلك التجربة التي بُنيت على الأفلام الأجنبية والعربية، ظهور تدريجي لأفلام سعودية الإنتاج والتمثيل والإخراج، تدرج مستواها الفني حتى وصلت إلى العالمية كما حدث مع فيلم "وجدة" للمخرجة السعودية المعروفة هيفاء المنصور التي جلبت شهرة السينما للسعودية في المهرجانات العالمية لم تكن المملكة لتحظى بها حتى وإن لم تكن قد حظرت دور العرض.

وهيفاء المنصور وفيلمها "وجدة" تجربة ناجحة واحدة من عدة تجارب سينمائية لها الشهرة ذاتها، وأبطالها سعوديون وسعوديات استطاعوا تصوير أفلامهم داخل المملكة ليحققوا نجاحات كبيرة خارج المملكة.

وتستعد صناعة السينما في السعودية بعد سنوات قليلة إلى دخول كوادر احترافية كثيرة من إخراج وتصوير وإنتاج وتمثيل، قد تجعل من المملكة أحد مراكز صناعة السينما في العالم العربي فيما لو ترافق تخرج تلك الكوادر مع صدور تشريع يسمح بالترخيص لدور العرض.

فالمملكة التي منعت وزارة الداخلية فيها افتتاح دور عرض في المملكة قبل عقود، لم تتدخل في قرار وزارة التعليم العالي التي ضمنت اختصاصات صناعة السينما في برنامج الابتعاث الخارجي الحكومي الكبير، لينضم عشرات وربما مئات من الشباب إلى تلك الاختصاصات في أرقى الجامعات العالمية.

وفي إحدى مدن الولايات المتحدة الأمريكية فقط، يدرس عبد الإله القرشي منذ سنوات الإخراج سينمائي برفقة زملائه مازن الجهني وعبدالله الشريدة وفؤاد الخطيب ومحمد الزبيدي وأسامة صالح ولؤي خليفة الذين توزعوا على اختصاصات متنوعة من الإنتاج والتصوير والإخراج.

ومع توافر كل تلك المقومات، فإن الاعتراض الذي يبديه فريق من السعوديين المؤيدين لرجال الدين في منع افتتاح دور عرض في البلاد، يقابله تأييد من فريق آخر مازال يلجأ كثير من أفراده إلى دولة البحرين المجاورة عبر جسر الملك فهد للاستمتاع بمشاهدة الأفلام في دور العرض بالمملكة الصغيرة.

وصدور قرار رسمي بالسماح بافتتاح دور عرض سينما في السعودية، أمر متوقع كثيراً بعد إعلان المملكة قبل أشهر عن خطة تحول جذري في طريقة إدارة البلاد تحت عنوان "رؤية السعودية 2030" والتي تضمنت إنشاء هيئة ترفيه حكومية هي الأولى من نوعها في المملكة.

وتقول تقارير متخصصة إن السينما من أبجديات الترفيه والثقافة في العالم، وأن افتتاحها أمر وارد كثيراً خلال الفترة المقبلة، كما أن الشائعات التي تنطلق بين فترة وأخرى عن صدور القرار قد لا تكون عفوية وإنما تمهيد تقف خلفه جهات رسمية تستعد بالفعل لإصدار تشريع للسينما سيتضمن كثير من الشروط التي تراعي مطالب رجال الدين ذوي السطوة في المملكة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com