تونس تحتفي بـ"الكتاب الوطني" وسط صعوبات اقتصادية وتغطية إعلامية "خجولة"

تونس تحتفي بـ"الكتاب الوطني" وسط صعوبات اقتصادية وتغطية إعلامية "خجولة"

تحتفي تونس بمعرض "الكتاب الوطني" وسط أزمة حادة تُحاصر دور النشر وسوق توزيع الكتب، جراء تداعيات صعوبات اقتصادية تشهدها البلاد، ووسط تغطية إعلامية "خجولة" كما يرى البعض.

وقالت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاطا القرمازي، إن"هذه التظاهرة بدأت تنحت لها مسلكًا مخصوصًا في تسويق الكتاب التونسي وربط الصلة بينه وبين القارئ من مختلف الأجيال".

وأضافت في تصريحات صحفية لدى افتتاح المعرض، أن "هذه التظاهرة من شأنها أن توفّر للعموم مختلف المنشورات التونسية في تنوّع أشكالها الإبداعية والمعرفية والعلمية حتى تنشط الحركة التجارية في هذا المجال وتوفّر للناشر التونسي فرص عرض إصداراته والتعريف بها".

تحد كبير

من جانبه؛ علَّق الروائي والكاتب التونسي، محمد عيسى المؤدب على هذه التظاهرة بالقول، إن "تنظيم معرض الكتاب الوطني في هذه الفترة التي تشهد فيها تونس صعوبات اقتصادية واجتماعية هو تحدٍّ كبير، بل هو انتصار للكتاب التّونسي".

وبين في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "المعرض الوطني غاب كما غاب المعرض الدّولي في العام الماضي، فشهد سوق توزيع الكتاب التّونسي كسادًا وأزمة حقيقية للكتّاب والناشرين على حدٍّ سواء".

"لا تبرز قيمة المعرض في بيع الكتب فقط ولا في التخفيض الحاصل في الأسعار، وإنما في الحركة التي يُمكن أن تصاحب كلّ الفعاليات والأنشطة بين المُبدعين والقرَّاء والنقاد والإعلاميين"
الروائي محمد عيسى المؤدب

وأضاف المؤدب، الذي صدرت له روايات عديدة حققت نجاحات على غرار "حمام الذهب" و"حذاء إسباني"، أن "المعرض يُسهم بتنشيط سوق نشر الكتاب وتوزيعه وتقديم آخر الإصدارات وتوقيعها، بالإضافةِ إلى قيمة الندوات الأدبية والفكريّة التي تنظّم في البرنامج الثقافي المُصاحب".

ولفت إلى أنه "لا تبرز قيمة المعرض في بيع الكتب فقط ولا في التّخفيض الحاصل في الأسعار، وإنما في الحركة التي يُمكن أن تصاحب كلّ الفعاليات والأنشطة بين المبدعين والقرَّاء والنقاد والإعلاميين حتى ننسى الكساد الحاصل في حضور الكتاب وعمق تأثيره في حياة التونسي".

أخبار ذات صلة
الكاتبة الإماراتية ريم الكمالي: نادرًا ما أجد ناقدًا حقيقيًّا للرواية

وأشار المؤدب إلى أن "التوزيع في الداخل والخارج، هو أكبر الصعوبات التي يواجهها الكتاب التّونسي"، مبينًا أن "أغلب دور النشر -للأسف- تكتفي بما تبيعه لوزارة الثقافة ولا تُغامر بإيصال الكتاب إلى داخل الجمهورية، أمّا عن الحضور الدولي فهو خجول ولاحظنا ذلك في المعارض العربية".

وذكر أن "هناك دور نشر قليلة تعمل بحرفيّة وتغامر بحسن توزيع الكتاب داخليًّا ودوليًّا، لذلك هي تنجح فيما تنشره وما توفّره للقارئ التونسي والعربي".

"تقصير الإعلام"

من جهته، قال الكاتب التونسي محمد ذويب، إن "مثل هذه المعارض مهمة جدًا لأنها تمكن القارئ من فرصة الحصول على ما يريد من الإصدارات في مختلف الاختصاصات وبأسعار منخفضة مقارنة بالأيام العادية لأن أغلب الناشرين أو العارضين يقومون بتخفيضات على أسعار الكتب".

أخبار ذات صلة
رواية "الأفق الأعلى".. كاميرا تراقب تحركات الإنسان

ويرى في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هذه التظاهرات تشهد بالتوازي ندوات ومحاضرات في كل الاختصاصات وتجلب المهتمين والمثقفين، علاوة على أنها يمكن تطويرها بالتنسيق مع وزارة التربية والمندوبيات الجهوية التابعة بالنظر لها لتنظيم زيارات للتلاميذ لهذه المعارض مما يحبب الأطفال في المطالعة والقراءة، وبالتالي تكريس ثقافة الكتاب لدى الأطفال".

"هناك تقصير من وسائل الإعلام في تونس في الاهتمام بالكتب والإصدارات والكتّاب مقارنة بفئات أخرى تقل أهمية عن المؤلفين كالفنانين والسياسيين والرياضيين وغيرهم".
الكاتب التونسي محمد ذويب
أخبار ذات صلة
"لابد أن أموت".. وفاة الأديب السوري شوقي بغدادي

وأكد ذويب صاحب كتاب "ملحمة بن قردان"، أن "هناك صعوبات عديدة تواجه الكتاب والتي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة على غرار ارتفاع أسعار الورق الذي ساهم في ارتفاع أسعار الكتب، إضافة إلى تراجع القدرة الشرائية للتونسيين، خاصة المثقفين الذين ينتمي أغلبهم للطبقة الوسطى مما جعل أغلبهم يقلع مرغمًا عن اقتناء الكتب".

وأشار إلى أما أعتبره "تقصير وسائل الإعلام في تونس في الاهتمام بالكتب والإصدارات والكتّاب مقارنة بفئات أخرى تقل أهمية عن المؤلفين كالفنانين والسياسيين والرياضيين وغيرهم".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com