صحيفة عبرية: ثغرات خطيرة على مستوى الأمن القومي الإسرائيلي جراء التوتر السياسي
صحيفة عبرية: ثغرات خطيرة على مستوى الأمن القومي الإسرائيلي جراء التوتر السياسي صحيفة عبرية: ثغرات خطيرة على مستوى الأمن القومي الإسرائيلي جراء التوتر السياسي
أخبار

صحيفة عبرية: ثغرات خطيرة على مستوى الأمن القومي الإسرائيلي جراء التوتر السياسي

علاءالدين الطويل

ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، يوم الجمعة، أن الفوضى التي تشهدها أروقة السياسة الداخلية في الدولة العبرية خلقت ثغرة خطيرة فيما يتعلق بالملف الأمني، ولا سيما مع صعوبة فهم نوايا الكيانات والدول التي تراها إسرائيل معادية، إزاء ما يدور في الداخل، والطريقة التي يمكن أن تستغلها هذه الكيانات لتحقيق مصالحها ومن ثمن الإضرار بالأمن الإسرائيلي.

وتجري الانتخابات العامة مجددًا في أيلول/ سبتمبر المقبل، وهي الانتخابات الثانية التي تُجرى هذا العام، بعد انتخابات الكنيست الحادي والعشرين التي أجريت في نيسان/ أبريل الماضي، بعد أن فشل نتنياهو في تشكيل حكومته الخامسة، ومن ثم تم التصويت لصالح حل الكنيست والذهاب لانتخابات جديدة.

وبحسب الصحيفة، تخللت الفترة السابقة ومثلها الفترة المقبلة، والتي تمتد لقرابة 5 أشهر قادمة، فترة من البلبلة التي يمكن لجهات خارجية استغلالها، في وقت لم يطلع فيه وزراء المجلس المصغر "الكابينيت" على آخر المستجدات التي أعدتها الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية فضلًا عن الجيش، كما أنه من غير المعروف إذا ما كانت هناك قرارات سياسية بشأن هذه المستجدات.

ويعتقد العميد احتياط إيلي بن مئير، الرئيس السابق لشعبة البحوث التابعة للاستخبارات الحربية الإسرائيلية، أنه من المفترض أن يعرض الجيش و"الموساد" على المستوى السياسي آخر المستجدات بشأن ملف التوتر الإيراني – الأمريكي، حيث يحدث هذا التوتر في ظل توتر أكثر عمقًا في المشهد السياسي الإسرائيلي، ما ينعكس على طريقة التعاطي مع هذا الملف.

وأدى هذا المشهد المتوتر إلى تغافل المستوى السياسي الإسرائيلي عن قضايا حيوية على الصعيد الأمني، منها الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، والتوتر بين حركتي حماس والجهاد بالقطاع حول طريقة التعاطي مع إسرائيل، فضلًا عن زيادة الخطر الصاروخي لحركة الجهاد، والأوضاع الاقتصادية المتردية بالضفة الغربية، ووضع السلطة الفلسطينية، أضف إلى كل هذا الإحباط الذي يسود الفلسطينيين بالضفة الغربية، وأخيرًا الترتيبات الخاصة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "صفقة القرن".

وأشار بن مئير إلى أن هناك ملاحظة تتعلق بتراجع الاهتمام الإسرائيلي بكل هذه الملفات، والتي لا تستثنى منها أيضًا زيادة قدرات منظمة حزب الله اللبنانية في سوريا ولبنان، والأوضاع في سوريا، والمصالح المشتركة لإسرائيل مع دول المنطقة، وأخيرًا غياب اليقين بشأن قدرة وزارة الخارجية الإسرائيلية على التعاطي مع ملف حركة المقاطعة العالمية وتأثيرها المتنامي حول العالم.

وتابع أن إسرائيل انشغلت كثيرًا عن ملفات في غاية الخطورة على الصعيد الدولي، منها العلاقات مع موسكو، وكذلك مسألة الحرب الاقتصادية الدائرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وانعكاساتها على إسرائيل.

وحذرت الصحيفة على لسان بن مئير من "هشاشة" الجبهة الداخلية الإسرائيلية في ظل المشهد السياسي المتوتر، وقالت إنه من المعروف أن الكيانات المعادية لإسرائيل تحرص دومًا على معرفة وضع الجبهة الداخلية المدنية، لكن ما هو أخطر من وجهة نظرها، هو غياب التقديرات الخاصة بفهم نوايا هذه الكيانات، وكيف يمكنها أن تستغل هذا الوضع للإضرار بالأمن القومي الإسرائيلي.

ونبهت "معاريف" إلى مسألة أخرى عميقة، تتعلق بمدى تأثير الأوضاع الداخلية في إسرائيل على العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولا سيما فيما يتعلق بموقف الجمهوريين والديمقراطيين من الدولة العبرية، ومدى تأييدهما لما يحدث، حيث يجري الحديث عن حالة من الجدل قد تتسبب في تصدع حالة الإجماع داخل الولايات المتحدة بشأن دعم إسرائيل.

التالي