بين تذبذب لاماسيا وسطوع ريال مدريد.. هل انتهى عصر المدارس في كرة القدم؟

منذ فترة ليست بعيدة كان نجاح الفريق يقاس بما تنتجه مدرسته ومراحل الناشئين، فذلك المعيار كان يتسق في بعض الأحيان مع حجم وعدد البطولات، كما كان يحدث مع برشلونة في جيله الذهبي.

لكن أخيرًا اختلفت الأمور، فقد أصبحت البطولات غير مرتبطة بذلك، وبالتبعية أصبح عدد اللاعبين خريجي الأكاديميات في تشكيلة الفريق الأول لا يمثل ولا يعني الكثير.

وفي قائمة أصدرها موقع "ترانسفير ماركت" تخص عدد اللاعبين خريجي الأكاديمية الخاصة بكل فريق مشارك في دوري أبطال أوروبا حاليًا، تواجد ريال سوسييداد على رأس القائمة وخلفه برشلونة، في حين ظهرت فرق أمثال بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان وريال مدريد في المراكز الأخيرة.

والقائمة التي تم تصنيفها بوجود 10 فرق فقط واستبعاد الفرق الـ6 الأقل في عدد اللاعبين القادمين من الأكاديمية، مثل مانشستر سيتي بطل النسخة الماضية من الأبطال، جاءت كالتالي:

ريال سوسيداد - 15 لاعبًا

ريال سوسيداد، رغم أن وجوده في دور الـ16 يعد نجاحًا بالنسبة له، إلا أنه ليس مجرد استثناء الذي يؤكد القاعدة.

فالفريق الإسباني الذي يملك 15 لاعبًا في القائمة الأولى من لاعبي الأكاديمية، يعاني محليًا في الدوري من أجل الحصول على مقعد أوروبي. 

برشلونة - 11 لاعبًا

"الجواب يُعرف من عنوانه"، وبرشلونة بما يقدمه هذا الموسم لا يسر الناظرين كما اعتاد، بل ويحبط المناصرين والمحبين بشكل واضح.

يملك برشلونة 11 لاعبًا من خريجي مدرسة لاماسيا، يكفي أن نقول إن ثلاثة منهم هم: أوريول روميو وسيرجي روبرتو وإينياكي بينيا.

آيندهوفن - 11 لاعبًا

النادي الهولندي يقدم مستويات مذهلة في الواقع هذا الموسم، ما بين الدوري المحلي الذي يتصدره بفارق 13 نقطة، ودوري أبطال أوروبا الذي يلعب ذهاب دور الـ16 منه ضد بروسيا دورتموند، يوم الثلاثاء المقبل.

ويملك آيندهوفن 11 لاعبًا في قائمته من الأكاديمية، ويضرب مثلًا في هولندا وأوروبا في كيفية الاستفادة من عناصره الشابة وتحويلهم لأسماء لا غنى عنها في تشكيلته.

كوبنهاغن - 8 لاعبين

وداع كوبنهاغن لدوري أبطال أوروبا أصبح لا مفر منه بعد الخسارة 1/3 أمام مانشستر سيتي في الدنمارك، لكن هذا لا يعني أن الفريق فشل، فهو في مواجهة بطل الثلاثية التاريخية الموسم الماضي، والدليل على ذلك وضعه في الدوري الدنماركي؛ إذ يحتل المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط فقط عن المتصدر ميتيلاند.

6 فرق و5 لاعبين

تتساوى ستة فرق في المركز الخامس بتلك القائمة برصيد 5 لاعبين من خريجي الأكاديمية في الفريق الأول، وهي: آرسنال وبايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد وباريس سان جيرمان وبورتو وريال مدريد.

وبتدقيق النظر في تلك الفرق، فهناك فريقان منها حققا دوري أبطال أوروبا في آخر أربع سنوات، وفريقان آخران وصلا للنهائي في العقد الأخير.

أما آرسنال فتحسن كثيرًا في السنوات الماضية بعدما بدأ في ضم صفقات كبرى، وظل ينافس على الدوري الإنجليزي حتى الرمق الأخير مع مانشستر سيتي، ويحاول من جديد هذا الموسم، وأخيرًا هناك بورتو الذي يعاني قليلًا محليًا.

الخلاصة

غالبية الفرق التي تملك عددًا كبيرًا من خريجي الأكاديمية في الفريق الأول تعاني خلال السنوات الماضية، على عكس الفرق صاحبة العدد الأقل، وعلى رأسها مانشستر سيتي الذي لم يدخل تلك القائمة من الأساس وحقق ثلاثية تاريخية لتوه.

وذلك يبعث رسالة صادمة أن زمن الأكاديميات ومدارس الكرة قد يكون انتهى، وحان الآن موعد ضم الصفقات الجاهزة وبناء فرق بمليارات؛ من أجل تحقيق بطولة أو لقب.