بين الواقعين المعزز والافتراضي.. أطفالكم في خطر

بات من المؤكد أن الواقعين المعزز والافتراضي سيحدثان تأثيراً مجتمعياُ هائلاً، لأن الكثير من الأطفال سيستخدمون هذه المنتجات مع المحتويات غير المناسبة لهم، ما يمكن أن يؤثر بشكل سلبي ومدمر عليهم.

وقد تؤدي الأجهزة المثبتة على الرأس إلى تفاقم السلوكيات الرقمية السلبية الموجودة حاليًا؛ فالمستخدم ليس مضطرًا حتى إلى سحب هاتفه، لأن الشاشة أمام عينه أو بالقرب منها، ما قد يؤدي إلى تدفق المعلومات من دون توقف، ما يعتبر أكثر تشتيتًا من الهاتف.

وأثيرت تساؤلات كثيرة حول الضرر المحتمل الناجم عن وجود شاشة قريبة جدًا من عيني الطفل لفترات طويلة من الزمن، ناهيك عن مخاطر السلامة الجسدية الناجمة عن وضع الرأس في ما يشبه بصندوق.

أبرز التهديدات

تشمل التهديدات الفريدة التي يشكلها كل من الواقع المعزز والافتراضي على كل من الأطفال والمراهقين التسلط عبر الإنترنت، التحرش الافتراضي، التعرض لمحتوى غير لائق، الإفراط في الاستخدام غير الصحي للتكنولوجيا، إدمان العاب الميسر وتزايد العنف.

وعلى الرغم من أن هذه التهديدات يواجهها الأطفال الآن على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام، إلا أنه نظرًا لكيفية إدراك هذه التهديدات من خلال الواقع المعزز والواقع الافتراضي، فسيكون تأثيرها أكبر عليهم.

وتبقى إحدى المشكلات الرئيسية التي يواجهها الأطفال الذين يستخدمون الواقعين المعزز والافتراضي أو أي تقنية جديدة، هي أن أدمغتهم لا تزال في طور النمو، ما يجعل من المشكلات السلبية أكثر ضررًا مما قد تكون عليه عند البالغين. وذلك يمكن أن يؤثر على عملية صنع القرار والاندفاع وتقييم المخاطر لديهم.

أضرار صحية

ويبلغ متوسط وزن سماعات الرأس الأكثر شعبية في السوق للواقع المعزز والواقع الافتراضي، حوالي 600 غرام، ويكمن الخطر الأكبر لاستخدام هذه الأجهزة على رأس الطفل هو إجهاد الرقبة.

ومن المحتمل أن يتبع ذلك إجهاد العين، لأنها مشكلة شائعة عند التركيز على شيء معين لفترة طويلة من الوقت، مثل شاشة الكمبيوتر أو الهاتف الذكي. وتستخدم معظم سماعات الرأس شاشتين لإنشاء تأثير مجسم ومنح المستخدمين إدراكًا للعمق.

وأصدر المصنعون تحذيرات من أن الاستخدام المطول لأجهزة الواقع الافتراضي والمعزز قد يؤثر على قدرة الشخص على التركيز وتتبع الأشياء وإدراك العمق.

وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال وأنظمتهم البصرية النامية. كما أن هناك مشكلة أخرى محتملة لدى الأطفال الذين يستخدمون سماعات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وهي ما يعرف بـ "الدوار الإلكتروني"، وهو نوع من دوار الحركة المرتبط بسماعات الواقع الافتراضي.

ويمكن أن يحدث دوار الإنترنت بعد التعرض لنظارة الواقع الافتراضي، بسبب عدم التطابق بين المعلومات المرئية وإحساس الجسم بالحركة أو الموضع.

ويعاني المستخدمون من دوار الإنترنت بشكل مختلف، حيث يشعر البعض بالمرض بعد بضع دقائق بينما يشعر الآخرون بأنهم طبيعيون بعد استخدام أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز لفترات طويلة من الزمن.

الحد من الآثار السلبية

أحد أكبر الحلول لتجنب الآثار الضارة لسماعات الواقع الافتراضي والواقع المعزز للأطفال هو الحد من استخدامها. ويعد وضع حدود زمنية لوقت الشاشة أمرًا بالغ الأهمية، كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من ألعاب الفيديو والشاشات، إذ يوصى بمشاهدتها لمدة ساعتين على الأكثر يوميًا.