الفنان التشكيلي الفلسطيني يوسف الهندي
الفنان التشكيلي الفلسطيني يوسف الهنديالأناضول

"دمية الماريوت".. أيقونة معاناة أطفال غزة في ظل الحرب

"يوسف شخصية الطفل البريء الذي لم يرتكب أي ذنب، لكن الجيش الإسرائيلي قتله دون أي رحمة"، بهذه الكلمات يتحدث الفنان التشكيلي الفلسطيني يوسف الهندي عن شخصية دمية الماريوت التي يقوم بصناعتها.

ويمسك الهندي النازح من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، مجسم دمية الماريوت بكلتا يديه ويقوم بتشكيل جسدها المصنوع من مواد خام يصعب إيجادها أو توفيرها من الأسواق مع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

أخبار ذات صلة
بعد أشهر من الحصار.. أطفال يموتون جوعا في غزة

وقال الهندي في تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية، "أحاول حاليًّا صناعة هذه الدمية لتكون قادرة على إرسال رسائل إلى العالم بحقوق أطفال شعبنا الفلسطيني ولا سيما حقهم في الحياة بكرامة".

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، حربًا مدمرة على غزة خلفت حتى الأحد 27 ألفًا و365 شهيدًا و66 ألفًا و630 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

تحديات جمة

ويضيف الهندي الذي يتواجد في مخيمات النزوح‏ في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة: "موهبتي وإرادتي وفكرتي ورغبتي في إسعاد الأطفال جعلتني استمر في طريق صناعة الدمى متحديًا كل الصعوبات".

وبينما ينحت الهندي جسد الدمية، يؤكد إصراره على صناعة دمية الماريوت بأبسط الإمكانيات والمواد المتوفرة في ظل شح المواد الخام والمواد الأولية، مؤكدًا عزمه الاستمرار في تصنيعها حتى إنجازها.

ويهدف الهندي من تصنيع هذه الدمية إلى تنفيذ عروض للدمى في مخيمات النزوح تستهدف الأطفال، لإخراجهم من أجواء الحرب والقصف والدمار.

ويسعى الفنان التشكيلي والأخصائي النفسي والاجتماعي إلى "رسم البسمة على شفاه الأطفال الذين هم منبع الأمل" مع استمرار الحرب واشتداد جذوتها.

مهمة صعبة للغاية في غزة

ويشير إلى خسارة أدواته ومنزله وكل ما يملك في القصف الإسرائيلي على غزة؛ ما اضطره إلى توفير وصناعة معدات وأدوات جديدة حتى يتمكن من صناعة الدمى.

وحول المواد الخام التي يستخدمها حاليًّا، يقول الهندي: "بدأت الفكرة بأن تكون من صفيح الخيام ليكون الأساس في عملي فدمجته مع عجينة ورق أشبه بعجين الخبز في صناعة الجسد".

ويؤكد الهندي أن الأمر لم يكن سهلًا في البداية، فعملية الحصول على المواد الخام كانت مهمة صعبة للغاية، مضيفًا "حاولت قدر الإمكان كذلك أن استخدم المواد الموجودة في البيئة، فاستخدمت الفلين والحديد والنايلون وكل ما توفر لديّ".

ويتابع: "أنا في مرحلة التصنيع حاليًّا وبعد أيام سيكون للدمية شكل واضح، وسيكون يوسف صاحب الشعر الكارلي الجميل والشعر الأبيض واضح المعالم".

حادثة تعاطف معها الملايين

وفي أكتوبر الماضي، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأم فلسطينية كانت تبحث عن ابنها في أحد مستشفيات مدينة غزة وهي تقول ""يوسف ابني عمره 7 سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو"، حتى تفاجأت بأنه قتِل في قصف إسرائيلي استهدف مدينة غزة؛ ما أثار تعاطف الملايين على مواقع التواصل.

ويحاول الهندي إيصال رسائل عدة للعالم، من أبرزها أن آلاف الأطفال الأبرياء قتلوا في هذه الحرب، وأن حقوقهم تُنتهك بشكل صارخ بالقصف والنزوح والحصار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com