الرئيس الشيشاني رمضان قديروف
الرئيس الشيشاني رمضان قديروفرويترز

ما سر دعوة قديروف لروسيا إلى السيطرة على خاركيف وأوديسا؟

أثارت الدعوة التي وجهها الرئيس الشيشاني رمضان قديروف للجيش الروسي من أجل احتلال أوديسا وخاركيف، و"وضع زيلينسكي في السجن"، تساؤلات حول مدى إمكانية تحقق ذلك في الأمد القريب.

وكان قديروف، الذي تشارك قواته "أخمات" في الحرب ضد أوكرانيا، قال إن على القوات الروسية أن تكثف هجومها بفاعلية أكثر، وأن تضرب بقوة حتى الاستيلاء على مقاطعتي أوديسا وخاركيف، خلال هذا الشهر، ومن ثم اعتقال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي ووضعه في السجن.

ويستبعد خبراء عسكريون روس، حاورهم "إرم نيوز"، إمكانية السيطرة على المقاطعتين بتلك السرعة، وبرروا ذلك "بالمساحات الكبيرة، خاصة لخاركيف التي تعتبر ثاني أكبر مقاطعة في البلاد"، فيما أشار آخرون إلى أن الجيش الروسي ومنذ مدة يركز باستهدافاته على "مقاطعة خاركيف وأوديسا فعلياً، بالإضافة إلى التقارير التي تتحدث عن حشود عسكرية روسية بالقرب من خاركيف، وهو ما يعد تمهيداً لاقتحام هذه المقاطعة".

أخبار ذات صلة
مع تقدم روسيا بالجبهة.. قديروف: يجب وضع زيلينسكي في السجن

ويقول الخبير في الشؤون العسكرية فلاديمير مارشينكو، لـ"إرم نيوز"، إن "حديث قديروف يأتي من باب الخطط الواسعة للجيش الروسي، لكن تحديد المدة قد يقصد منه بدء الهجوم هذا الشهر وليس استكماله خلال هذا الشهر؛ فخاركيف مقاطعة ضخمة جداً وبحاجة لحشود عسكرية مهولة، ليس فقط نظراً لتركز التحصينات الأوكرانية فيها، بل لمساحتها الكبيرة".

ويتابع: "خاركيف بالتأكيد ضمن بنك الأهداف، لكن لا أتخيل أن يقوم الجيش الروسي بمهاجمتها بهذه السرعة قبل إتمام السيطرة على بلدات متقدمة في دونباس، ما زالت تحت سيطرة الأوكرانيين وتحديداً في دونيتسك".

وحول المدة المطلوبة لبسط السيطرة على كل خاركيف، في حال قرر الجيش الروسي اقتحامها، يضيف مارشينكو: "فلنقل إن الجيش بحاجة لسنة تقريبا لبسط السيطرة الكاملة بعد إطلاق عملية الهجوم عليها، لكن ما يسرّع هذه العملية هو إسقاط أوديسا وإكمال السيطرة على دونيتسك، وهنا قد يؤدي العامل النفسي دوراً كبيراً في المعارك".

ويشير الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية كيريل جافريلكو، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "عملية السيطرة نظرياً على خاركيف ستكون أسهل من أوديسا، خاصة أن الأوكرانيين سيدافعون عنها باستماتة؛ لأنها بوابة أوكرانيا على البحر الأسود ولن يتخلوا عنها بسهولة، يضاف إلى ذلك أنها تعدّ المدينة الثالثة من حيث الأهمية في أوكرانيا بعد كييف وخاركيف".

أخبار ذات صلة
قديروف: سننفذ أوامر بوتين "مئة في المئة"

ويتابع: "الجيش الروسي يتقدم وبوتيرة أسرع من السابق، لكن السرعة هنا تأتي بمقياس سرعة السيطرة سابقا، فالتقدم بشكل عام مدروس ودقيق ولا يمكن إطلاق صفة السريع عليه، فروسيا حذرة تماماً من إعادة الخطأ الاستراتيجي السابق الذي تم ارتكابه حين اجتاحت القوات الروسية بداية العملية العسكرية خاركيف وصولا إلى حدود كييف، لكن عدم إعطاء خطوط الإمداد أي أهمية تذكر في هذا التحرك، وإغفال التحصينات الأوكرانية، أديا إلى التراجع، وموسكو لا تريد التراجع اليوم عن أية مدينة تسيطر عليها".

ويشير جافريلكو إلى أن هذا كله مرتبط بالجانب الروسي، "أما على الجانب الأوكراني فهناك خطط أيضا، وهي التركيز على نشر منظومات دفاع جوي في خاركيف وأوديسا وتحديداً الغربية منها، وبالذات "باتريوت" الأمريكية؛ فتواجدها قد يعيق التمهيد الناري قبل الاقتحام، لكن نشر منظومة أو اثنتين لا يكفي، فعملية استهدافها ستكون سلسة، لذلك هناك تحدٍ أمام الأوكرانيين يكمن في قدرتهم على نشر هذه المنظومات بشكل متناسب مع القوة الصاروخية الروسية وكذلك الدعم الغربي، وإدراكه لأهمية هذه المنظومات لكييف".

وخلص الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية إلى القول: "في النهاية، أعتقد أن روسيا ستحقق أهدافها والوقت حاسم في أي معركة، لكن الحسابات الدقيقة مطلوبة، والتهور يعني الهزيمة، لذلك يخوض الروس المعارك بذكاء استراتيجي وبوتيرة متزنة، وهذا ما سيؤدي إلى انتصار ساحق في ختام هذه المعارك، التي لا أتوقع أنها ستطول كثيراً".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com