وساطة "إيكواس" في سيراليون تفشل.. وسيناريوهان ينتظران الرئيس السابق

ينتظر معرفة مصير رئيس سيراليون السابق إرنست باي كوروما حول ما إذا كان سيتم إدانته بتهم الخيانة، أو سيتم نقله خارج البلاد إلى المنفى في أبوجا بناء على طلب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وذلك على خلفية اتهامه بالضلوع في المحاولة الانقلابية الفاشلة على الرئيس الحالي جوليوس مادابيو في 26 من نوفمبر المنصرم.

ورفض رئيس سيراليون الحالي نقل إرنست كوروما إلى نيجيريا بناء على أوامر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، وهو ما اعتبره مراقبون في أبوجا "وصمة عار" للكتلة الإفريقية التي لم تعد تحظى بالاحترام وفق ما ذكرت وسائل إعلام نيجيرية الخميس.

ووجد رجل الدولة نفسه في قاعة محكمة في سيراليون متهما بالخيانة لمشاركته المزعومة في انقلاب مشتبه به في أواخر العام الماضي.

وجاء ذلك على الرغم من العرض الذي قدمه زعماء الكتلة الإقليمية إيكواس "لنقل كوروما مؤقتا" إلى نيجيريا، مقابل إسقاط التهم الموجهة إليه وضمان جميع الامتيازات التي يتمتع بها.

وتوسط في الصفقة الرئيس النيجيري بولا تينوبو بصفته رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والرئيس السنغالي ماكي سال والزعيم الغاني نانا أكوفو أدو، الذين بعثوا برسالة تقترح الصفقة التي تم إرسالها إلى الرئيس جوليوس مادابيو.

وكان سال وأكوفو أدو قد ناقشا مع مادابيو في وقت سابق الوضع الأمني في البلاد، والمزاعم المتعلقة بتورط كوروما. ومع ذلك، رفضت سيراليون الصفقة، وتم تحديد موعد المحاكمة في 17 يناير الجاري.

ونشأت مزاعم عن محاولة انقلاب فاشلة نتيجة لسلسلة من الهجمات العنيفة وقعت في العاصمة فريتاون، في 26 نوفمبر، والتي شملت مداهمات على مستودع أسلحة في المدينة، وثكنتين، وسجنين، ومركزين للشرطة.

وبحسب وزارة الإعلام، خلفت المعارك 21 قتيلا، 18 منهم من عناصر الأجهزة الأمنية، كما تم إطلاق سراح نحو 2000 سجين.

كما قُتل حارس عسكري بالرصاص داخل مقر إقامة الرئيس السابق في فريتاون، وتم اختطاف حارس آخر، واقتيد إلى مكان مجهول حتى ظهر بعد أيام قليلة في أيدي الشرطة.

وتم اعتقال العديد من حراس الأمن الآخرين في منزلي كوروما في فريتاون وماكيني دون توجيه اتهامات إليهم أو السماح لهم بالاتصال بمحامين، وتعرضت المساكن للنهب من قبل أمن الدولة، وفقًا لفريق الرئيس السابق.

وبحلول منتصف ديسمبر، وضع كوروما تحت الإقامة الجبرية الفعلية في منزله في فريتاون.

وفي وقت سابق أوضح بيان حكومي موقع من طرف وزير الإعلام شيرنور باه، أن إرنست باي كوروما الذي قاد سيراليون من 2007 إلى 2018 "متهم بأربع جرائم بينها الخيانة والتستر على الخيانة".

ووجه القضاء السيراليوني الاتهام لـ12 شخصا مشتبها بهم في نفس القضية المتعلقة بـ"الخيانة والتواطؤ في الخيانة"، بينهم أمادو كويتا وهو جندي سابق وحارس شخصي للرئيس السابق كوروما، وقد اعتقل في 4 ديسمبر الماضي.

واعتقلت سلطات سيراليون 85 شخصا، معظمهم عسكريون، قالت إن لهم علاقة بأحداث 26 نوفمبر.

ومادابيو رئيس انتخب في يونيو 2023 لولاية ثانية، بعد عهدته الأولى سنة 2018