بعد تمدّد المتشددين في الساحل الأفريقي.. "حكومة أمنوقراط" لحماية غانا من الهجمات

وضعت السلطات الغانية خطة للتوقي من هجمات الجماعات المتشددة التي تمدد نطاق تحركها في منطقة الساحل الأفريقي، وفي خطوة استباقية عيّن الرئيس الغاني عددا من المسؤولين الذين وصفهم تقرير لمجلة "جون أفريك" بـ "الأمنوقراط" لتحقيق هذه الغاية.

وتبدو غانا حتى الآن، بمنأى عن هجمات الجماعات المتشددة، لكن الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو يدرك أن التهديد أصبح أكثر حضوراً في بلاده من أي وقت مضى، ما يستدعي وضع خطة لحماية حدودها.

غانا آمنة

ووفق مجلة "جون أفريك" يحيط الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو نفسه بشخصيات سرية لتأمين بلاده، التي تواجه تهديدًا متزايدا من الجماعات المتشددة، على الرغم من أنها نجت حتى الآن من الهجمات، ولكن في 8 فبراير / شباط الماضي كشف وزير الدفاع دومينيك نيتيول أن مجرمين حاولوا تفجير جسر بعبوات ناسفة في الشمال، وهو الهجوم الأول في البلاد، الذي تم إحباطه.

ورغم أن الجماعات المسلحة تواصل تحقيق نجاحات كبيرة من منطقة الساحل إلى ساحل غرب أفريقيا، فإن غانا تظل آمنة نسبيا بحسب التقرير، على الرغم من التهديدات المحتملة حول حدودها التي يسهل اختراقها وطرق التهريب، وخاصة بالقرب من بوركينا فاسو، ولذلك يعتمد نانا أكوفو أدو على مبادرة أكرا، وهي آلية للتعاون الأمني بين غانا وساحل العاج وبنين وتوغو وبوركينا فاسو.

ووفقا للبيانات الرسمية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، فقد ضرب أكثر من 1800 هجوم نفذته الجماعات المسلحة المتشددة المنطقة في النصف الأول من عام 2023، ما أسفر عن مقتل 4593 شخصا في بوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا.

مراهنة

ويوضح التقرير أنّ من بين الشخصيات التي يراهن عليها الرئيس الغاني لتأمين بلاده، دومينيك نيتيول، الذي كان وزيرًا للدفاع في حكومة نانا أكوفو-أدو منذ توليه منصبه في عام 2017، وهو من بيمبيلا في المنطقة الشمالية من غانا، حيث تتمركز غالبية القوات المسلحة الغانية، ويمثّل جزءا من الدائرة الداخلية للرئيس عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات أمنية حاسمة.

وأصبح الرجل البالغ من العمر 45 عامًا عضوًا في البرلمان في سن 25 عامًا وعمل نائبًا في البرلمان لمدة عقدين من الزمن، وبين عامي 2012 و2016، عندما كان الحزب الوطني الجديد في المعارضة، شغل منصب نائب زعيم الأقلية في البرلمان.

ودرس دومينيك نيتيول منع الصراعات وإدارتها في ألمانيا والمملكة المتحدة، ويقول خبراء أمنيون إن وجوده يساعد في الحفاظ على الروح المعنوية العسكرية.

أما الشخصية الثانية فهي نائب الأدميرال سيث أمواما، رئيس أركان الدفاع، الذي تم تجنيده في القوات المسلحة الغانية كطالب بحري في عام 1981 وخضع لجزء من تدريبه في الأكاديمية البحرية الباكستانية وكلية البحرية الملكية دارتموث بالمملكة المتحدة، وكان أيضًا طالبًا متفوقًا في مدرسة القيادة والأركان للقوات المسلحة الغانية، ثم في أغسطس / آب 2013، في كلية الدفاع النيجيرية.

وعمل أمواما في مقر الأمم المتحدة كضابط تخطيط عسكري في إدارة عمليات حفظ السلام، من فبراير / شباط 2005 إلى مايو / أيار 2008، وكان أيضًا، نيابة عن الأمم المتحدة، مراقبًا عسكريًا في رواندا (1995-1996)، وضابط اتصال في رواندا (1995-1996)، وضابط اتصال في قوات الأمم المتحدة بلبنان (1997-1998) وضابط الأركان في سيراليون (2001-2002).

وذكر التقرير أيضا اسم أمبروز ديري، وهو وزير الداخلية وهو أيضًا عضو في البرلمان عن الحزب الوطني التقدمي الحاكم في ناندوم، المنطقة الغربية العليا. وكان له دور فعال في نشر التدابير لتأمين الأماكن العامة، بما في ذلك التجمعات الدينية والفنادق ومراكز التسوق.

ومن الأسماء التي ذكرها التقرير أيضا جورج أكوفو دامباري، أصغر مفتش عام للشرطة، وتم تعيينه في هذا المنصب في أكتوبر / تشرين الأول 2021. ومنذ توليه منصبه، ساعد في استعادة الثقة في خدماته. وفي الواقع، أصبحت الشرطة أكثر وضوحًا، وذلك بفضل إنشاء فرق دوريات K9، على ظهور الخيل والدراجات النارية، وفقا لـ "جون أفريك".

ومن بين المسؤولين الأمنيين الذين وضعهم الرئيس الغاني، ألبرت كان داباه، المسؤول عن الأمن القومي منذ يناير/كانون الثاني 2017، ويتولى مسؤولية مكافحة الإرهاب، وأطلق العديد من المبادرات، بما في ذلك حملة "شاهد شيئًا، قل شيئًا" التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق والتي تهدف إلى رفع وعي المواطنين، ويتمتع هذا المحاسب المدرب بأكثر من ثلاثين عامًا من الخبرة السياسية.

أمّا إدوارد أسوماني، الذي شغل منصب نائب قبل ترقيته إلى منسق الأمن القومي في أغسطس / آب 2022 فلا يُعرف سوى القليل عن سيرته الذاتية، وهو باحث ومحلل سياسي، درس في عدة جامعات في أكسفورد ومانشستر وشيفيلد هالام وغانا.

المصدر: مجلة "جون أفريك" الفرنسية