مزارعون فرنسيون في وقفة في العاصمة باريس
مزارعون فرنسيون في وقفة في العاصمة باريسرويترز

عول عليه ماكرون.. اشتباكات إثر اقتحام المعرض الزراعي في فرنسا

شهد اليوم الأول للمعرض الزراعي في فرنسا اشتباكات بين الشرطة والمزارعين؛ بسبب اقتحام المعرض، في وقت يعول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عليه لتهدئة غضب المزارعين.

وفي التفاصيل، قال أوليفييه دوزون، المستشار القانوني للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، لـ"إرم نيوز"، إن المعرض الزراعي، سيزيد من إضعاف ماكرون، موضحاً أن الرئيس الفرنسي يعاني من نقص الشرعية، منذ فشله في الانتخابات التشريعية، بعد انتخابه مباشرة.

أخبار ذات صلة
فرنسا.. المزارعون يتهمون ماكرون بـ "زرع" بذور العاصفة

وأضاف دوزون: "هذا أمر غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ الجمهورية الخامسة في فرنسا"، لافتاً أن المعرض الزراعي هو معرض للزراعة الفرنسية التي تعاني كثيراً بسبب القرارات سواء الأوروبية أو السلطات الفرنسية نفسها".

وتابع: "استقبال المزارعين لرئيس الجمهورية في المعرض الزراعي هو بالتأكيد دليل على أن الرئيس قد فقد صوابه بالفعل"، مبينا: "لقد أدرك الفرنسيون أن الزراعة ضرورية... ولم يفهم الرئيس بعد رسالتهم... فالمزارعون يقاتلون من أجل بقائهم".

وأضاف: "إنهم يتوقعون من رئيس الدولة أن يتخلى عن كل هذه البيروقراطية والمعايير التقييدية للغاية التي تقع على عاتق المزارعين". 

وبدوره، قال الأمين العام لمعهد جنيف الدولي لأبحاث السلام، وأستاذ الدبلوماسية والعلاقات الدولية، هشام لهميسي، لـ"إرم نيوز"، إن "المعرض الزراعي كان دائما فرصة للمزارعين لكشف الصعوبات التي يواجهونها والتعبير عن شكواهم لرئيس الجمهورية".

افتتاح المعرض بالتزامن مع الاحتجاجات

وأوضح الباحث الفرنسي، أن افتتاح المعرض هذا العام يتزامن مع حركة احتجاجية قوية للغاية من قبل المزارعين في فرنسا وبشكل عام في أوروبا، وخاصة فيما يتعلق بمسألة الأسعار. 

وأضاف: "هذا ما يفسر جزئياً أحداث العنف التي أحاطت بزيارة ماكرون، لكن بشكل أكثر عمومية، فإن هذا النوع من الحوادث قد يتضاعف في فرنسا بسبب الانفصال العميق الذي يعارض النخب وغيرهم من منفذي السلطة الحقيقية وبقية الفرنسيين".

ولفت إلى أن ضعف الهيئات الوسيطة التي يمقتها ماكرون وغياب الرؤية يفسران أيضا ضعف الحوار الاجتماعي في فرنسا وسياق الاحتجاج الذي نراه في كل مكان تقريبا.

أخبار ذات صلة
بعد البق.. حشرة "اليرقة الموكبية" تغزو فرنسا

في هذا السياق، قال قائد شرطة باريس، لوران نونيز، السبت إن "الصالون (المعرض الزراعي) هو لحظة احتفال، وليس المكان الذي نأتي فيه لتقديم مطالب عنيفة.. وتم اعتقال ستة متظاهرين خلال زيارة ماكرون للمعرض الزراعي"، بحسب محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية.

وقدر نونيز عدد المتظاهرين الأكثر عنفا بين "300 و400" ومن بين 800 من ضباط إنفاذ القانون الذين تم حشدهم، تم تسجيل ثماني إصابات، بما في ذلك حالتان "أكثر خطورة قليلاً".

وأوضح نونيز، أن ثلاثة من الموقوفين اعتقلوا بتهمة "العنف ضد شخص يشغل منصبا في السلطة العامة"، خلال إيجازه الصحفي الذي عقده نهاية اليوم، بينما كان ماكرون على وشك إنهاء زيارته للمعرض. 

وشكر قائد شرطة باريس الشرطة على "استجابتها" و"أسفه للعنف الذي أبداه بعض المتظاهرين" تجاههم، قائلاً: "استطعنا أن نرى هذا الصباح أن العنف ليس من اختصاص الحركات اليسارية". 

أجواء متوترة للغاية

كما زعم لوران نونيز أنه منع، بعد ظهر السبت، "300 ناشط من التنسيقية الريفية" من الدخول إلى القاعة رقم 4 في مركز المعارض، حيث كان رئيس الدولة آنذاك؛ لمنعهم من الاعتداء على سلطة عامة".

وقال نونيز: "أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا القرار"، مضيفاً: "لقد تمكنا من ضمان أمن الرئيس ولكن كانت هناك "لحظات متوترة للغاية".

وأكد قائد الشرطة، أن الشرطة لم تستخدم الغاز المسيل للدموع: "باستثناء واحد، قام أحد رجال الدرك المتنقلين، الذي تم إلقاؤه على الأرض، بالهجوم، والذي، من أجل تحرير نفسه، استخدم لفترة وجيزة فأرًا محمولاً باليد".

وأشار إلى "أن هذه كانت الحالة الوحيدة"، مضيفا أن "استخدام الغاز المسيل للدموع كان محظورا تماما وأقامت الشركة حصناً قوياً لاحتواء المتظاهرين" يوم السبت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com