تقرير: روسيا تدعم المشير حفتر لتحقيق 3 أهداف
تقرير: روسيا تدعم المشير حفتر لتحقيق 3 أهدافتقرير: روسيا تدعم المشير حفتر لتحقيق 3 أهداف

تقرير: روسيا تدعم المشير حفتر لتحقيق 3 أهداف

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: إن روسيا تسعى إلى إثبات نجاحها في ليبيا، عندما تفشل واشنطن  في إنهاء انزلاق البلاد إلى حالة من الفوضى.

واعتبرت المجلة في عددها الصادر أمس الخميس، أنه في الوقت الذي تتنافس فيه القوى المعارضة من أجل السيطرة على الدولة التي مزقتها الحرب، بدأت القوى الأجنبية تدخل على خط  تدويل الصراع.

وبالنسبة للمراقبين الغربيين، فإن المشاركة المتزايدة لروسيا، وهي حليف رئيسي لقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، تمثل مصدر قلق خاصًا.

وفي تقرير حمل عنوان "داخل مسرحية بوتين الليبية" قالت المجلة: إنه في أعقاب التدخل العسكري الروسي في سوريا، يبدو أن الكرملين يعمل في ليبيا على توطيد سلطة رجل قوي إقليمي مؤيد لروسيا، وإقامة "هلال النفوذ الروسي" في الشرق الأوسط.

وعلى غرار الرئيس السوري بشار الأسد الذي طالما ناشد الحكومات الأجنبية بالإشارة إلى المتمردين السوريين على أنهم إرهابيون، فإن حفتر غالبًا ما يضع نفسه كحصن ضد التطرف العنيف في ليبيا، حيث لا يزال تنظيم داعش نشطًا، وقد شكل الإسلاميون ميليشيات قوية ودخلوا السياسة العامة.

ورأت المجلة  أن روسيا استثمرت في حفتر، فقد استقبل في موسكو، ورتبت له اجتماعات مع كبار الوزراء ومسؤولي الأمن، بمن فيهم وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو ووزير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف.

ووصف حفتر بأنه "شخصية سياسية وعسكرية رائدة"، كما قال الجنرال جينادي جاتيلوف، نائب وزير الخارجية مؤخرًا.

وطبعت موسكو حوالي 3 مليارات دولار بالدينار الليبي لصالح  مصرف ليبيا المركزي في المنطقة الشرقية، كما أرسلت فنيين روسيين للمساعدة في تجديد وتطوير القدرات العسكرية للجيش الليبي، الذي يعتمد على الأسلحة السوفييتية.

وذكرت "فورين بوليسي" أنه نظرًا لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة، لا يمكن لروسيا تسليح قوات حفتر بشكل مباشر، لكن من المحتمل أنها ترسل أسلحة عبر مصر، وهي جارة مؤيدة لحفتر، لافتة إلى أنه على الرغم من شراكتها مع حفتر، تواصل موسكو تأييدها رسميًا لجهود الوصول إلى تسوية سياسية في ليبيا.

لكن المجلة قالت إنه من المرجح أن تجد روسيا بعض الدعم الدولي في الخارج لجهودها لصنع السلام، بما أن سياستها تتفق مع سياسات مصر والإمارات العربية المتحدة، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي يعاني من تدفق المهاجرين عبر الشواطئ الليبية، لذلك هناك أدلة تشير إلى أن استراتيجية موسكو هي وضع نفسها كوسيط بين الشركاء المتنافسين الليبيين بدلًا من إقحام نفسها كـ "مهندس النصر الكامل" لحفتر.

"3 أهداف"

وبينت الصحيفة أن روسيا تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف من دعمها لحفتر، الأول أن تستفيد من إعطائها أولوية  في إجراء صفقات اقتصادية، مما يعوض خسائرها المالية وهي : 150 مليون دولار من الأرباح من مشاريع البناء، و 3 مليارات دولار من عقد السكك الحديدية الروسية، تصل إلى 3.5 مليار دولار في أرباح من صفقات الطاقة، وما لا يقل عن 4 مليارات دولار من  مبيعات الأسلحة، تكبدتها بسبب سقوط نظام الدكتاتور الليبي معمر القذافي.

وأشارت إلى أنه مع وصول إنتاج النفط في ليبيا 700 ألف برميل يوميًا في كانون الثاني/ يناير، تعتبر موسكو الطاقة مجالًا مربحًا بشكل خاص وميدانًا للتعاون، ففي تموز/ يوليو الماضي بدأت شركة "روسنيفت" العملاق النفطي في روسيا بشراء النفط من شركة النفط الوطنية الليبية، في إطار عقد مدته سنة واحدة يقصد به، على حد تعبير أحد المسؤولين الروس، خطوة مبدئية نحو "تجديد العقود المبرمة في عهد القذافي".

وأما الهدف الثاني فهو تطلع روسيا إلى حفتر  للمساعدة في تعزيز موقعها العسكري على البحر الأبيض المتوسط، مما يسمح لموسكو بعرض القوة بالقرب من سواحل أوروبا وتعزيز وصولها إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلة إنه في عام 2008، تطرق القذافي إلى موضوع القواعد البحرية الروسية في ليبيا.

وعلى الرغم من أنه لم يتم تأجير أي منها في نهاية المطاف، فقد أعاد المسؤولون الروس إحياء الفكرة، وإجراء مناقشة مع حفتر حول إمكانية فتح قاعدة بالقرب من بنغازي.

أما الهدف الثالث بحسب "فورين بوليسي"، فهو سعي موسكو إلى تحقيق مكاسب سياسية تتمثل في القدرة على تسوية الأزمات الإقليمية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com