بعد فنلندا.. إستونيا تهدد بإغلاق حدودها مع روسيا

ترتفع حدة التوتر بين روسيا وجيرانها الغربيين، خاصة على الحدود، فبعد أن أخذت فنلندا قرارًا بإغلاق آخر نقطة تفتيش عاملة على الحدود مع روسيا، هددت إستونيا بإغلاق حدودها مع هذه الدولة، التي تعد الأكبر في العالم من ناحية المساحة.

وقالت وسائل إعلام روسية، إن حرس الحدود الإستوني بدأ بتوزيع منشورات عند نقطة التفتيش في مدينة نارفا لسكان البلاد المسافرين إلى روسيا، تحذرهم من احتمال إغلاق الحدود، ما قد يعرضهم لمشاكل عند العودة إلى ديارهم.

ويبلغ طول الحدود الروسية الإستونية 294 كيلومترًا، تحتوي على 5 منافذ حدودية، ثلاثة منها في نارفا.

وتوضح المنشورات أن القرار قد يتخذ بسبب قيام روسيا بإرسال مجموعات من الأجانب، الذين ليس لديهم حق قانوني لدخول الاتحاد الأوروبي إلى الحدود الإستونية.

وشدد حرس الحدود أنه وفي حال استمرت مثل هذه الأنشطة، فسوف يضطرون إلى إغلاق المراكز الحدودية "من أجل أمن الدولة والنظام العام".

لعبة المهاجرين

شهدت الأيام الأخيرة قرارات وتحركات سريعة من قبل فنلندا تتعلق بحدودها مع روسيا، إذ بدأتها هذه الدولة الأوروبية بقرار يقضي بإغلاق جميع نقاط التفتيش الثماني على الحدود البرية مع روسيا حتى 13 ديسمبر الجاري.

وعلى الحدود بدأت قوات الحرس بنصب حواجز مزدوجة منعًا لدخول أي مهاجر للأراضي الفنلندية من الحدود التي يبلغ طولها نحو 1300 كيلومتراً، وتعتبر أيضًا الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مع روسيا.

وبررت السلطات الفنلندية قرار الإغلاق بالقول أن سلطات الحدود الروسية "تسمح لطالبي اللجوء من الصومال واليمن وسوريا ودول أخرى والذين ليس لديهم وثائق بالدخول إلى الحدود الفنلندية".

من جهتها، اعتبرت موسكو على لسان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "الموقف المعادي للروس الذي بدأ قادة الدولة المجاورة يتمسكون به هو أمر مؤسف للغاية"، وشدد بيسكوف على أن "حرس الحدود الروسي يلتزم بجميع التعليمات، وأن المعبر الحدودي يستخدمه من له الحق القانوني في ذلك، والاتهامات المبتذلة غير مقبولة بالنسبة لموسكو".

ورغم نفي موسكو ضلوعها في تنظيم الهجرة غير الشرعية عبر أراضيها الى الاتحاد الأوروبي، تصر بعض الدول الأوروبية على أن روسيا تسهل الأمر رغم "إجراءاتها التي تتخذها بالظاهر فقط"، وإنها تتعامل مع المهاجرين كورقة للضغط على العواصم الأوروبية التي وقفت مع كييف ضد الحرب الروسية.

إجراءات روسية

وبدأت روسيا عددا من الإجراءات فور إعلان فنلندا عن تهديدها بإغلاق الحدود، إذ أعلنت السلطات في مدينة سان بطرسبورغ الحدودية اعتقالها ما يقرب من 150 أجنبيًّا يحملون تأشيرات روسية منتهية الصلاحية، وكانوا ينتقلون إلى الحدود الروسية الفنلندية، وأوضحت السلطات أن المعتقلين ستقرر المحكمة مصيرهم، وسيواجهون الغرامة والترحيل القسري من البلاد.

وتداولت صفحات غير رسمية معنية بالهجرة الى روسيا، أنباء مفادها أن موسكو قررت وقف إصدار تأشيرات لمواطني عدد من الدول بينها سوريا واليمن والصومال.

ولم يتسنَّ لـ "إرم نيوز" التأكد من صحة القرار.

ومن المعروف أن المطارات الروسية، تشدد منذ سنوات إجراءاتها وتمنع دخول بعض الجنسيات رغم حصولهم مسبقاً على تأشيرات رسمية.

ويحق لسلطة الحدود وفق القانون منع دخول أي شخص للأراضي الروسية، إذا كان للأجهزة الأمنية أي شكوك حول هدف الزيارة.