صحف عالمية: أمريكا تصعّد ضد روسيا.. وخطاب صيني "شديد اللهجة"

صحف عالمية: أمريكا تصعّد ضد روسيا.. وخطاب صيني "شديد اللهجة"

لا تزال فعاليات "مؤتمر ميونيخ للأمن" تتصدر عناوين الصحف العالمية لليوم الثاني على التوالي، وسط تصاعد حدة المواقف بعدما اتهمت الولايات المتحدة روسيا "رسميًا" بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في أوكرانيا، في خطوة قد تنذر برد عنيف من موسكو.

كما سلطت أبرز الصحف الصادرة صباح اليوم الأحد، الضوء على تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وذلك بعدما استخدمت بكين خطابًا "شديد اللهجة" في المؤتمر لانتقاد واشنطن في العديد من القضايا، وخاصة حادث إسقاط المنطاد الصيني.

وتطرقت الصحف للحديث عن أزمة منتظرة في منطقة أخرى من العالم، وذلك بعدما أجرت كوريا الشمالية تجربة صاروخية "غير مسبوقة" عابرة للقارات، وسط تقارير تكشف أن الصاروخ الأخير "يمكنه استهداف الولايات المتحدة".

أخبار ذات صلة
في لقاء "صريح ومباشر".. بلينكن يحذّر نظيره الصيني من "عواقب" تقديم الدعم إلى روسيا

اتهام أمريكي "خطير" يؤجج التوترات مع روسيا

سلطت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية الضوء على ما اعتبرته تصعيدًا خطيرًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وذلك بعدما أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، "رسميًا" أن واشنطن تتهم موسكو بـ"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" في أوكرانيا.

وفي تحذير شديد اللهجة، تعهدت هاريس، في حديثها أمس السبت في "مؤتمر ميونيخ للأمن"، بأن الولايات المتحدة ستحاسب الروس المذنبين و"رؤساءهم" المسؤولين عن هذه الجرائم. وتساءلت الصحيفة حول مدى قدرة واشنطن على الوفاء بمثل هذا الوعد، نظرًا لأن الولايات المتحدة لا تمتثل لقوانين المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات هاريس تعد أحدث هجوم في جهود الغرب لمحاسبة موسكو على الفظائع التي يزعم أنها ارتكبتها في زمن الحرب. وزعمت هاريس أن روسيا مسؤولة عن "هجوم واسع النطاق ومنهجي" ضد المدنيين، مستشهدة بأدلة على عمليات القتل على غرار عمليات الإعدام والاغتصاب والتعذيب والترحيل القسري التي تُرتكب أحيانًا ضد الأطفال.

وقالت الصحيفة إن الإعلان الأمريكي "الرسمي" هذا يعد أقوى الإعلانات حتى الآن من قوة غربية، حيث يتصارع الحلفاء حول كيفية معاقبة الروس المسؤولين عن الانتهاكات. وأضافت أنه بالرغم من أن هاريس لم تذكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صراحة، لكن المعنى الواضح هو أن الحرب تسببت في مثل هذه الجرائم المزعومة.

أخبار ذات صلة
صحف عالمية: الغرب "يدّعي" الوحدة حول أوكرانيا.. وضغط على بايدن بشأن مقاتلات إف-16

واعتبرت الصحيفة أن قرار الإدارة الأمريكية يعني ضمنيًا أن الأفعال الروسية قد استوفت معيارًا أوسع من جرائم الحرب ولكن ليس انتهاكًا محددًا مثل الإبادة الجماعية. وأثارت تصريحات هاريس القلق حول الرد الروسي المرتقب وتأثيره على مستقبل الحرب في أوكرانيا.

وقالت الصحيفة إن واشنطن عادة ما تكون مترددة في الانضمام إلى المحاكم الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، حيث تشعر واشنطن بالقلق أن هذه الخطوة ستفتح النار عليها بسبب أفعالها السابقة في حروب مثل فيتنام وأفغانستان والعراق.

وجاءت تصريحات هاريس بعد ساعات من خطاب ألقاه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أيضاً في "مؤتمر ميونيخ للأمن"، وسلط فيه الضوء على "قلق واشنطن العميق" بأن موسكو كانت تعمل على زعزعة استقرار مولدوفا والإطاحة بحكومة الدولة الأوروبية الشرقية.

وعقب لقاء جمعه مع رئيسة مولدوفا، ميا ساندو في ميونيخ، قال بلينكن إن الولايات المتحدة شعرت بالقلق من "بعض التخطيط الذي رأيناه قادمًا من روسيا لمحاولة زعزعة استقرار الحكومة". وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة ستستمر في "الوقوف بقوة مع مولدوفا لدعم أمنها، واستقلالها، وسلامتها الإقليمية".

ورأت الصحيفة أن إضفاء "الطابع الرسمي" حول تصريحات هاريس سيضاعف التوترات المتفاقمة بالفعل مع روسيا في عدد من المجالات، أبرزها محادثات معاهدة الحد من التسلح النووي بين القوتين العظميين، المعروفة باسم "ستارت الجديدة".

وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن نظيره الروسي في مارس الماضي بأنه "مجرم حرب" بسبب مقتل مدنيين في أوكرانيا

وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد وصف نظيره الروسي في مارس الماضي بأنه "مجرم حرب" بسبب مقتل مدنيين في أوكرانيا. ولكن، تراجع البيت الأبيض في البداية عن تلك التعليقات، قائلاً إن واشنطن "لم تتوصل إلى استنتاجات" حول ما إذا كانت جرائم الحرب تُرتكب في أوكرانيا وإن الأمر يخضع لمراجعة قانونية رسمية.

.. وخطاب صيني "شديد اللهجة"

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الصين استخدمت خطاباً شديد اللهجة وصعدت من نبرتها العدائية تجاه الولايات المتحدة في اليوم الثاني من فعاليات "مؤتمر ميونيخ للأمن"، وذلك في وقت تتراجع فيه العلاقات بين البلدين أكثر من أي وقت مضى.

وقالت الصحيفة إنه بينما يسعى الجانبان إلى محادثات ثنائية رفيعة المستوى لتصحيح المسار بعد أزمة المناطيد الأخيرة والنزاع التجاري، انتقد وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، الولايات المتحدة لما وصفه برد فعلها "الهستيري" على حادث المنطاد الصيني الذي ظل يحلق فوق الأراضي الأمريكية لعدة أيام في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال وانغ أمام الحاضرين في المؤتمر إن بكين ستحدد موقفها بشأن "حل سياسي محتمل للأزمة الأوكرانية" الأسبوع المقبل، الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية الأوكرانية. وفي تلميح بدا كأنه موجه للولايات المتحدة، قال وانغ: "نحن ضد الاستفادة من مصائب الآخرين".

وأضاف: "نحن ندعو إلى محادثات سلام"، مؤكدًا موقف الصين بأن الأزمة الأوكرانية لم تكن شيئًا تريد رؤيته، مشددًا: "نحن لا نجلس مكتوفي الأيدي، ولا نضيف الوقود إلى النار". كما وجه وانغ انتقاداً لاذعًا للولايات المتحدة لما وصفه بـ"سوء فهمها وسوء تقديرها الاستراتيجي" للصين.

وانتقد وانغ، وفقاً لتقرير الصحيفة، "قانون الرقائق والعلوم" الأمريكي للعام الماضي، الذي يخصص 52.7 مليار دولار لتصنيع أشباه الموصلات في محاولة لتقليل اعتماد أمريكا على الرقائق المصنوعة في الخارج. وقال وانغ إن القانون لا يعكس المنافسة العادلة ويتعارض مع مبادئ التجارة الحرة التي تتبناها الولايات المتحدة.

جاء ذلك بعدما التقى بلينكن بوانغ في وقت لاحق أمس في أول مشاركة مباشرة بين القوتين العظميين منذ حادث المنطاد. وأكدت المصادر أن إدارة بايدن تتطلع إلى استئناف الاتصالات الرفيعة المستوى مع الصين، وقالت إن بكين ترى في المحادثات مع واشنطن وسيلة لـ"قلب الطاولة" على أزمة المنطاد والانتقال إلى القضايا الملحة الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الاجتماع منح الدبلوماسيين الكبار من كلا البلدين فرصة لمناقشة القرار الأمريكي بشأن إسقاط ما وصفته واشنطن بمنطاد مراقبة صيني مشتبه به. وزعم بلينكن خلال اللقاء، وفقاً للصحيفة، أن بكين تدرس تقديم "مساعدات عسكرية فتاكة" لروسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلينكن لم يوضح مدى صحة المعلومات الاستخباراتية التي تقف وراء مزاعمه، لكنه صرح عقب اللقاء: "هناك معلومات إضافية نشاركها اليوم وأعتقد أنها ستكون متاحة قريبًا تشير إلى أنهم (الصينيين) يفكرون بقوة في تقديم مساعدة قاتلة لروسيا".

أجرت بيونغ يانغ تجربة صاروخية بعيدة المدى في البحر أمس، بعد يوم من تهديدها بعمل عسكري ردًا على التدريبات العسكرية المشتركة التي تعتزم كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إجراءها في غضون أيام

تجربة صاروخية "غير مسبوقة" لكوريا الشمالية

بعيدا عن مؤتمر ميونيخ للأمن، سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على أزمة مؤرقة في جزء آخر من العالم، حيث وجهت كوريا الشمالية تحذيرًا شديد اللهجة أمس عندما أجرت تجربة صاروخية عابرة للقارات أثارت بها قلق جارتها الجنوبية واليابان.

وقالت الصحيفة إن بيونغ يانغ أجرت تجربة صاروخية بعيدة المدى في البحر أمس، بعد يوم من تهديدها بعمل عسكري ردًا على التدريبات العسكرية المشتركة التي تعتزم كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إجراءها في غضون أيام.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين يابانيين قولهم إن الصاروخ "يمكنه الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة"، مشيرين إلى أنه "حلق لأكثر من ساعة" قبل أن يهبط في المياه داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

في المقابل، أدانت واشنطن التجربة الصاروخية الأخيرة، وقالت إنه في حين أن الصاروخ "لا يشكل تهديدًا فوريًا" لأراضي الولايات المتحدة أو حلفائها، فإنه "يثير التوترات بلا داع ويخاطر بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".

ووفقاً لوزارة الدفاع اليابانية، حلق الصاروخ لمسافة 900 كيلومتر لمدة 66 دقيقة، ووصل إلى ارتفاع 5700 كيلومتر، قبل أن يسقط على بعد 200 كيلومتر غرب جزيرة أوشيما في هوكايدو، شمال اليابان. وتعد التجربة هي الأولى هذا العام بعد سلسلة تجارب غير مسبوقة أجرتها بيونغ يانغ العام الماضي.

ونقلت "الإندبندنت" عن وزير الدفاع الياباني، ياسوكازو هامادا، قوله: "بناءً على بيانات الرحلة، يبدو أن الصاروخ لديه القدرة على الطيران لمسافة تصل إلى 15 ألف كيلومتر". وأضاف أنه اعتمادًا على وزن الرأس الحربي للصاروخ، "قد يكون البر الرئيسي للولايات المتحدة داخل مدى الصاروخ".

أخبار ذات صلة
ابنة زعيم كوريا الشمالية.. الوجه البريء لدولة منهمكة بتكديس السلاح

وكانت وزارة الخارجية الكورية الشمالية قد هددت، الجمعة، برد فعل "غير مسبوق" بعد وقت قصير من إعلان كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن خطط لإجراء تدريبات نووية تهدف إلى ردع التهديدات من بيونغ يانغ.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مسؤولين عسكريين من واشنطن وسيول سيجتمعون في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأربعاء، لإجراء مناقشات "تتعلق بسيناريوهات محددة للرد على هجمات نووية من كوريا الشمالية". وقالت وزارة الدفاع في سيول إن البلدين يخططان أيضا لتدريبات ميدانية الشهر المقبل سترتقي عن تلك التي كانت في السنوات السابقة.

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن بعضا من صواريخ كوريا الشمالية الجديدة قد تشمل نظامًا جديدًا مرتبطًا برغبة بيونغ يانغ في الحصول على صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب بدلاً من السائل. وأوضحوا أن الوقود الصلب سيمنح الصواريخ سهولة أكثر في التنقل على المركبات مع فرص أقل للرصد.

ووفقًا لتقرير الصحيفة البريطانية، أشارت لقطات حديثة من عرض عسكري في بيونغ يانغ الأسبوع الماضي إلى أن كوريا الشمالية لديها صواريخ باليستية عابرة للقارات أكثر من أي وقت مضى، وربما تكون قد أنشأت أيضًا وحدة عسكرية منفصلة لتشغيل صواريخها الباليستية الجديدة العابرة للقارات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com