ابنة زعيم كوريا الشمالية.. الوجه البريء لدولة منهمكة بتكديس السلاح

ابنة زعيم كوريا الشمالية.. الوجه البريء لدولة منهمكة بتكديس السلاح

يغذي تكرار ظهور الطفلة كيم جو إي، خلال الأشهر الأخيرة، برفقة والدها كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، التكهنات بأنها قد تكون الزعيمة المستقبلية لبلد يتحدى الغرب ويراكم ترسانتها من الأسلحة المتنوعة، أو على الأقل يتم تهيئتها لتتبوأ منصبا قياديا.

وفي أحدث ظهور للفتاة ذات العشر سنوات، اصطحب زعيم كوريا الشمالية ابنته الصغيرة لمباراة كرة قدم احتفالا بعيد ميلاد والده الراحل كيم جونغ إيل، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن وسائل الإعلام الرسمية في البلاد، اليوم السبت.

اصطحب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ابنته الصغيرة كيم جو إي لمباراة كرة قدم احتفالا بعيد ميلاد والده الراحل كيم جونغ إيل، في أحدث ظهور للفتاة ذات العشر سنوات
أسوشيتد برس

وجرت المباراة بين موظفي مجلس الوزراء ووزارة الدفاع، حيث فاز فريق الأخيرة بثلاثة أهداف مقابل هدف، لكن الأنظار لم تتوجه إلى مجريات المباراة، بقدر ما توجهت إلى المدرجات.

وأظهرت الصور التي نشرتها صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية في كوريا الشمالية كيم وابنته يبتسمان ويصفقان من مقاعد كبار الشخصيات، حيث جلسا في الوسط بين كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين.

هذا الظهور العلني الجديد يأتي ضمن سلسلة من المناسبات التي ظهرت فيها الابنة الصغيرة برفقة والدها، وهو ما أثار التساؤلات حول دوافع هذا التصرف، وما إذا كان يتم إعداد الصغيرة لدور قيادي في المستقبل، في بلد لا يتوانى عن مقارعة واشنطن والغرب بعد جولات تفاوض وجهود دبلوماسية لم تسفر عن أي نتائج.

وما يميز هذا الظهور الجديد، الذي يعد السادس في غضون نحو ثلاثة أشهر، أنه جاء خلال مناسبة رياضية ترفيهية، على عكس الإطلالات السابقة للأبنة الصغيرة، التي ارتبطت بمناسبات عكست طموحات والدها في امتلاك الأسلحة النووية.

وظهرت الفتاة الصغيرة لأول مرة على وسائل الإعلام الحكومية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما اصطحبها والدها لمشاهدة اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات.

وأفادت تقارير غربية، آنذاك، أن "الكشف عن شخصية ابنة كيم جونغ أون أثار اهتمام محللي كوريا الشمالية أكثر بكثير من الأخبار عن الإطلاق الناجح لأقوى صاروخ باليستي عابر للقارات".

ووصفت التقارير الحدث بـ"المذهل"، مشيرة إلى أن صورة الفتاة كيم جو إي وهي تقف جنبًا إلى جنب مع والدها أثناء الاحتفال بإطلاق الصاروخ الباليستي عابر القارات، أمر من شأنه أن؟ يدعم فكرة أن هذه هي بداية تقديمها للجمهور كخليفة محتملة لوالدها في حكم البلاد".

لكن تقارير أخرى قالت في المقابل إن "النخب في كوريا الشمالية ليست مستعدة للترحيب بزعيم من الجنس الآخر.. وكيم جونغ أون قدم فقط استعراضًا يُظهر أنه أب محب، وليس مجرد ديكتاتور وحشي يطلق الصواريخ"، كما يصوره الغرب.

ونقلت التقارير عن البروفيسورة هيون إن إيه، المنشقة عن النظام الكوري الشمالي، والتي تعمل حاليًا في معهد إيوا لدراسات التوحيد في سول، عاصمة كوريا الجنوبية: "في كوريا الشمالية، لا يزال الجندر مهمًا حين يتعلق الأمر بالقيادة".

ورغم هذه العقلية، غير أن الظهور المتكرر للفتاة سرق الأضواء من كبار العسكريين والجنرالات المزينين بالأوسمة، ذلك أنه وعلى مدى سنوات، لم تأت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية على ذكر أطفال الزعيم الكوري، علمًا أن تقارير متطابقة تقول إن لدى الزعيم الكوري الشمالي ثلاثة أطفال، بنتين وصبيا.

ويحرص الإعلام الرسمي في كوريا الشمالية على وصف الفتاة الصغيرة كيم جو إي بـ"المحبوبة" و"المحترمة"، وبأنها "الطفلة المفضلة" أو "الغالية" على قلب والدها.

أخبار ذات صلة
كيم جونغ أون يزور ثكنات جيش كوريا الشمالية برفقة ابنته وزوجته

ومن التقارير الطريفة التي نشرت تعليقًا على ظهور كيم جو إي المتكرر في الاستعراضات العسكرية، أفاد تقرير أن سلطات كوريا الشمالية باتت تحظر على شعبها استخدام نفس اسم ابنة كيم جونغ أون، وقال إن السلطات تجبر الفتيات والنساء على تغيير أسمائهن إذا تم تسميتهن من قبل باسم "جو إي".

ويقود كيم جونغ أون واحدة من أكثر الدول سرية وغموضًا في العالم، ولا يُعرف سوى القليل عن حياته الشخصية.

وثمة قصص ووقائع تروى عن الحياة في كوريا الشمالية تكاد تكون آتية من كوكب آخر لفرط غرائبيتها، تتعلق بالقيود الصارمة المفروضة على الإنترنت ووسائل التواصل، والحذر الشديد في عدم التورط بانتقاد الزعيم، وإظهار الخضوع التام له ضمن طقوس تقترب من "القداسة".

ومن التفسيرات المنطقية التي صاحبت ظهور الفتاة الصغيرة، هي أن الدولة الشيوعية المحكومة بستار حديدي تسعى لإضفاء الشرعية على سياساتها "الراديكالية" التي تستفز الغرب، عبر تسويق وجه بريء وخلق نسخة جديدة للأنوثة تعكس التغيرات الاجتماعية التي شهدتها البلاد في العقود الأخيرة.

ومن المرجح أن الزعيم الكوري الشمالي، الذي يسعى لتلميع صورة بلاده المصنفة ضمن "محور الشر"، يحاول استثمار براءة الطفولة، كي يخفف من الوقع الثقيل لتجاربه الصاروخية والنووية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com