صحف عالمية: الغرب "يدّعي" الوحدة حول أوكرانيا.. وضغط على بايدن بشأن مقاتلات إف-16

صحف عالمية: الغرب "يدّعي" الوحدة حول أوكرانيا.. وضغط على بايدن بشأن مقاتلات إف-16

تصدَّر "مؤتمر ميونيخ للأمن" عناوين الصحف العالمية، صباح اليوم السبت، في ظل تساؤلات عن المدى الذي يمكن فيه للغرب أن يستمر في دعمه لأوكرانيا، مع دخول الحرب هناك عامها الثاني، مما ينذر بنشوب انقسامات داخل الجبهة المناهضة لروسيا.

ويأتي ذلك فيما كشفت تقارير أخرى عن تزايد الضغط على الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من قبل الكونغرس من أجل السماح بإرسال طائرات مقاتلة من طراز "إف – 16" إلى أوكرانيا، وذلك بعدما أعلن في وقت سابق رفضه الصريح لمثل هذه الدعوات.

وفي تركيا، تحدثت الصحف عن تداعيات الزلزال المدمر على الاقتصاد، مشيرة إلى أن أنقرة تواجه سلسلة من التحديات المعقدة في أعقاب الكارثة الأخيرة، حيث دمر الزلزال منطقة صناعية حيوية.

تماسك الجبهة الغربية سيتم اختباره مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثاني بعد تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين المتحاربين.
نيويورك تايمز

الغرب "يدّعي" الوحدة

بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب المكلفة في أوكرانيا، تعهد القادة الغربيون بالبقاء "صامدين" في دعمهم لكييف وسط مخاوف بشأن ما إذا كانت وحدتهم "يمكن أن تنجو من صراع طويل الأمد".

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه مع انطلاق "مؤتمر ميونخ للأمن"، أمس الجمعة، "حاول" قادة الدول الغربية إظهار الوحدة فيما بينهم من أجل التأكيد على تماسك الجبهة المناهضة لروسيا ودعم أوكرانيا، رغم الانقسامات.

وقالت الصحيفة إن "تماسك الجبهة الغربية سيتم اختباره مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثاني بعد تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين المتحاربين".

هناك مخاوف بين الأوروبيين من أن الرئيس الأمريكي المقبل قد لا يكون جو بايدن، وأن خصمه الذي يبدو جمهوريًا قد لا يكون لديه نفس الإخلاص للناتو والحرب
نيويورك تايمز

وأشارت إلى أن المسؤولين الغربيين، بمن فيهم نائبة الرئيس الأمريكي، كاملا هاريس، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، حاولوا، أمس، إظهار موقف حازم ضد موسكو مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب.

ورأت الصحيفة أن تكلفة استمرار القتال في أوكرانيا وإطالة أمد الحرب "ستؤديان إلى خلق توترات جديدة بين الحلفاء الغربيين".

وقالت الصحيفة: "المؤتمر بدأت فعالياته، الجمعة، تحت شعار كيفية إنهاء الحرب" وتساءلت: "هل السيادة الأوكرانية الكاملة على كل أراضيها ممكنة؟.. إذا لم يكن كذلك، فهل يمكن أن تكون هناك مفاوضات؟ هل روسيا مهتمة بالمفاوضات؟".

وأضافت: "هناك مخاوف بين الأوروبيين من أن الرئيس الأمريكي المقبل قد لا يكون جو بايدن، وأن خصمه (الذي يبدو جمهوريًا وفقًا للصحيفة) قد لا يكون لديه نفس الإخلاص للناتو والحرب في أوكرانيا".

كما سلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على ما وصفته بـ"المفارقة الطريفة" عندما حث المستشار الألماني، أولاف شولتس، خلال افتتاح المؤتمر - الذي ينعقد في بلاده – الحاضرين على "إرسال الدبابات إلى أوكرانيا بشكل عاجل"، التي طالما أراد الكثيرون أن توفرها بلاده.

وكانت ألمانيا بعد أسابيع من الضغط قد وافقت، الشهر الماضي، على إرسال ما لا يقل عن 14 دبابة قتال رئيسة من طراز "ليوبارد 2" الألمانية الصنع إلى أوكرانيا والسماح للدول الأخرى بالأمر نفسه.

تصريحات الرئيس الفرنسي في مؤتر ميونخ أثارت غضب الرئيس الأوكراني، وكذلك قادة دول الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) المتاخمة لروسيا
الغارديان

"خطاب استفزازي"

في غضون ذلك، تصدر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اهتمام اليوم الأول من "مؤتمر ميونيخ للأمن"، حيث اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن خطابه، أمس، كان "استفزازيًا وخطيرًا للغاية".

وقالت الصحيفة إن خطاب "ماكرون" قد ابتعد كثيرًا عن الخطوط العريضة للجبهة الغربية المناهضة لروسيا، بما في ذلك التعهد بإرسال أسلحة متطورة لأوكرانيا، والحديث عن احتمال إجراء مفاوضات وشيكة.

وأدانت الصحيفة خطاب ماكرون "الخافت" الذي ألمح فيه إلى أن أوروبا هي من تتحمل مسؤولية اندلاع الحرب في أوكرانيا، وذلك عندما صرح بأن "أوروبا وروسيا لم تستوعبا نهاية الحرب الباردة بشكل صحيح".

كما أنه جادل بأن الغرب "ببساطة لا يستطيع الهروب من التحدي المتمثل في إيجاد طريقة للتعامل مع موسكو"، وفق ما نقلت عنه "الغارديان".

ودعا ماكرون، أمس، إلى "تكثيف" الدعم الغربي لأوكرانيا، ولكن على عكس القادة الآخرين الذين خاطبوا "مؤتمر ميونيخ للأمن"، شدد أيضًا على أن مفاوضات السلام هي "الهدف النهائي".

وقالت الصحيفة إن تصريحات ماكرون أثارت غضب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وكذلك قادة دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) المتاخمة لروسيا، الذين لطالما اعتبروا حلفاءهم الغربيين ساذجين بشأن تهديد العدوان الروسي.

ستوفر الطائرات المقاتلة لأوكرانيا منصة عالية الحركة يمكن من خلالها استهداف صواريخ جو-جو والطائرات دون طيار الروسية.
مشرعون أمريكيون

تزايد الضغط على بايدن

وفي الولايات المتحدة، أوردت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية تقريرًا عبر موقعها الإلكتروني يكشف عن حملة جديدة في الكونغرس من أجل الضغط على بايدن للسماح بإرسال طائرات "إف – 16" إلى أوكرانيا، بعد أيام من حملة مماثلة قادها مسؤولون بوزارة الدفاع (البنتاغون).

وذكرت الصحيفة أن المشرعين في مجلس النواب يجادلون بأن الطائرات المقاتلة "قد تكون حاسمة للسيطرة على المجال الجوي الأوكراني هذا العام"، وذلك مع دخول الحرب مرحلة جديدة أكثر خطورة.

ونقلت الصحيفة عن 5 مشرعين من الحزبين قولهم إن توفير مثل هذه الطائرات "ضروري لمساعدة أوكرانيا في حماية مجالها الجوي، لا سيما في ضوء الهجمات الروسية المتجددة والهجمات المتوقعة خلال الأيام المقبلة".

جاء ذلك في رسالة بعث بها 5 نواب من الحزبين إلى بايدن يوم الخميس.

وقالت الصحيفة إن الرسالة تعد أحدث دفعة من الكونغرس لمنح كييف مقاتلات أمريكية الصنع، مشيرة إلى أنها تأتي أيضًا في وقت تعتزم فيه الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب تقليص المساعدات لأوكرانيا.

ووفقًا لتقرير "بوليتيكو"، أكد المشرعون في رسالتهم أن المقاتلات - سواء كانت من طراز "إف – 16" المصنعة من قبل شركة "لوكهيد مارتن" أو شركة أخرى - ستمنح القوات الأوكرانية قدرة أكبر من المدفعية الأرضية التي توفرها الولايات المتحدة ودول أخرى.

وقال المشرعون: "ستوفر الطائرات المقاتلة لأوكرانيا منصة عالية الحركة يمكن من خلالها استهداف صواريخ جو-جو والطائرات دون طيار الروسية، مما يؤدي إلى حماية القوات البرية الأوكرانية أثناء اشتباكها مع القوات الروسية، وكذلك تمنح دفعة قوية للاشتباك مع المقاتلات الروسية للتفوق الجوي المتنازع عليه".

وكان بايدن أعلن صراحة، الشهر الماضي، رفضه إرسال طائرات "إف – 16" إلى أوكرانيا.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن مثل هذه الدعوات قد اكتسبت زخمًا في "البنتاغون"، لكن البعض يجادل بأن هناك حاجة أكبر للمدفعية والدفاعات الجوية والدروع لأوكرانيا.

تركيا تواجه الآن سلسلة من التحديات المعقدة، بما في ذلك إعادة الطاقة والمياه والتدفئة إلى أجزاء من البلاد
وول ستريت جورنال

الزلزال يضاعف آلام اقتصاد تركيا

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، مؤخرًا، تسبب في خسائر فادحة فاقمت من آلام الاقتصاد التركي المتعثر بالفعل.

وقالت الصحيفة إن الزلزال دمر منطقة صناعية أساسية في تركيا حول مدينتي كهرمان مرعش وغازي عنتاب، موطن المصانع "التي تصدر كل شيء" من الملابس، للعلامات التجارية الغربية، والمجوهرات، والأواني والمقالي والحديد، بالإضافة إلى تدمير بعض البنية التحتية الزراعية في البلاد لإنتاج الفاكهة والخضراوات والحبوب والبذور.

وأشارت نقلًا عن تقرير أعده "اتحاد الشركات والأعمال التركي"، إلى أن الزلزال تسبب في خسائر تقدر بنحو 84 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 10٪ من اقتصاد تركيا بأكمله، العام الماضي، متخطيًا الأضرار الجسيمة التي سببها زلزال 1999 الذي دمر أجزاء من إسطنبول.

وأضافت أن الكارثة الإنسانية أدت إلى إفراغ مدن بأكملها وتشريد الملايين من منازلهم، وتعميق الاضطراب الاقتصادي في بلد يعاني بالفعل من أزمة غلاء المعيشة، التي تهدد بتفكيك 20 عامًا من التوسع الاقتصادي.

وتابعت الصحيفة: "تركيا تواجه الآن سلسلة من التحديات المعقدة، بما في ذلك إعادة بناء المدن التي تحولت إلى أنقاض، وإعادة الطاقة والمياه والتدفئة إلى أجزاء من البلاد".

وأوضحت الصحيفة: "عملية التعافي ستكون صعبة، لأن تركيا تعاني بالفعل من أزمة عملة قضت على أكثر من نصف قيمة الليرة وتسببت بتضخم قياسي بلغ ذروته عند 85٪ في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي". 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com