ماكرون خلال مباحثات مع أورسولا فون دير لاين
ماكرون خلال مباحثات مع أورسولا فون دير لاينأ ف ب

روسيا وفرنسا.. "شرعية" بوتين وهجوم موسكو يؤججان التوتر

يتصاعد التوتر بين فرنسا وروسيا على واجهات كثيرة، كان آخرها هجوم موسكو وتلميحات روسية لاحتمال تورط فرنسي فيه، إضافة إلى التحفظات الكبيرة على ظروف الانتخابات الروسية التي منحت ولاية جديدة للرئيس فلاديمير بوتين.

 وقبل شهر من الانتخابات، دعت المعارضة الروسية في المنفى، مثل ليونيد فولكوف، الاتحاد الأوروبي إلى رفض نتيجة الانتخابات التي أدت، بشكل غير مفاجئ إلى فوز قيصر الكرملين في 17 مارس، رسميًا، بنسبة 87% من الأصوات.

عند إعلان النتائج، طلب رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ثيودوروس روسوبولوس، من "المجتمع الدولي" عدم الاعتراف "بشرعية بوتين كرئيس".

لكن باريس، مثل بروكسل، لم تذهب إلى هذا الحد، لقد حافظت العواصم الأوروبية والفرنسية على رجل روسيا القوي كمحاور. لكنها انتقدت سير الانتخابات، بحسب إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، في إطار علاقة تبدو مخاتلة بينهما ترتفع توتراتها أحيانًا، وتتصاعد كثيرًا.

تصاعد التوترات

وتتصاعد التوترات بين باريس وموسكو، والحلقة الأخيرة من التصعيد حدثت قبل أيام، بعد جدل بين وزيري الدفاع الفرنسي والروسي، حول موضوع الهجوم المميت الذي وقع في قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو، وجاء هذا البيان الصحفي الروسي قائلا إنه يأمل ألا تكون الخدمات الفرنسية متورطة.

أخبار ذات صلة
ميدفيدف: "لا خطوط حمراء" لدى روسيا تجاه فرنسا

وكان آخر ذلك التصعيد تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه التي أغضبت موسكو، واستدعت روسيا السفير الفرنسي، بعد تصريحات سيجورني التي وصفتها بـ"غير المقبولة".

بدروه، قال سفير فرنسا السابق لدى روسيا (2009-2013)، جان دي جلينياستي، مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي (إيريس) والمتخصص في القضايا الروسية، إن "الروس تأثروا بحقيقة أن فرنسا أخذت زمام المبادرة في "الموقف الصعب" بشأن الحرب في أوكرانيا، وإن الرئيس ماكرون لم يستبعد إمكانية إرسال قوات برية".

وأضاف جلينياستي: "هكذا تفاقمت الحملة ضد فرنسا التي بدأت سابقًا، فيما صاحبت تلك التوترات، تصلب الموقف الفرنسي أمام نجاحات الجيش الروسي، وتزايد الخطر على أوكرانيا".

 ووفقًا للخبير الفرنسي؛ فإن فرنسا مستهدفة بشكل خاص؛ لأنها انتقدت موقف أعداء روسيا التقليديين بولندا ودول البلطيق الذين أدلوا بتعليقات وتبنوا مواقف أكثر تصالحية مع موسكو. وقال الرئيس ماكرون بشكل خاص إنه "لا ينبغي لنا" إذلال روسيا" في وقت كانت فيه في خطر".

وأضاف: كما قلصت فرنسا عدد موظفي السفارة الفرنسية في روسيا، وغادرت معظم الشركات الفرنسية الأراضي الروسية، كما تم تقليص العلاقات إلى الحد الأدنى.. ومع ذلك، تم الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية وكذلك العلاقات الثقافية؛ لأن الروس لم يغلقوا المراكز الثقافية الفرنسية في روسيا، وتم أخيرًا تعيين مستشار ثقافي.

وتابع: "بالتالي فإن الجسور لم تحترق: فقد استؤنف الحوار السياسي، وتم الحفاظ على الوجود الدبلوماسي، وكذلك الروابط الثقافية، على الرغم من تمزقها بسبب الأزمة".

بدوره، قال أوليفييه دوزون، مستشار قانوني للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لـ"إرم نيوز"، إن "العلاقات متوترة والسبب الرئيس هو الحرب في أوكرانيا التي حرض عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن الصدمة الكبرى كانت لأن العلاقات الفرنسية الروسية كانت على مستوى عالٍ للغاية قبل الحرب".

 وتابع: "كنا (فرنسا) أول مستثمر في روسيا، وكان يرى بعضنا بعضًا بانتظام، وقد استقبل إيمانويل ماكرون الرئيس بوتين في فورت بريجانسون وفي فرساي، واستقبل فلاديمير بوتين الرئيس ماكرون في سانت بطرسبرغ.. لقد بدأنا من نقطة عالية جدًا".

 رأى دوزون أنه "مع ذلك، هناك دائمًا أساس للدبلوماسية الفرنسية يتمثل بالقول: إنه يجب علينا التحدث مع روسيا والتوصل إلى حلول تفاوضية".

وتابع "لكن في الوقت الحالي، نحن في مرحلة يعتقد فيها الروس أنهم سيسجلون المزيد من النقاط في أوكرانيا، وهذا النهج يدفع فرنسا إلى محاولة أن تكون في موقع قوة للمفاوضات المستقبلية".

وأدت مكالمة هاتفية جرت في 3 أبريل بين سيباستيان ليكورنو وسيرغي شويجو إلى زيادة ضبابية العلاقات بين باريس وموسكو، حتى تم استدعاء السفير الفرنسي في روسيا يوم الجمعة 12 أبريل.

واستدعت روسيا السفير الفرنسي بيير ليفي، الجمعة الماضية بعد تصريحات اعتبرتها "غير مقبولة" من قبل ستيفان سيجورني، الذي قال يوم الاثنين إنه لم يعد "مهتمًا" بالمناقشة مع موسكو.

أخبار ذات صلة
موسكو تستدعي سفير باريس بعد القضاء على مسلحين فرنسيين في خاركيف

وقالت الدبلوماسية الروسية في بيان صحفي، إن بيير ليفي "تم إبلاغه بالطبيعة غير المقبولة لمثل هذه التصريحات التي لا علاقة لها بالواقع".

وتابعت: "تعد هذه التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي بمثابة عمل واعٍ ومتعمد من الجانب الفرنسي يهدف إلى تقويض إمكانية إجراء أي حوار بين البلدين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com