صعود نجم اليمين المتطرف يثير مخاوف الأوروبيين وينذر بتغييرات جذرية
صعود نجم اليمين المتطرف يثير مخاوف الأوروبيين وينذر بتغييرات جذريةصعود نجم اليمين المتطرف يثير مخاوف الأوروبيين وينذر بتغييرات جذرية

صعود نجم اليمين المتطرف يثير مخاوف الأوروبيين وينذر بتغييرات جذرية

تشهد دول الاتحاد الأوروبي صعوداً لأحزاب يمينية شعبوية متطرفة، سواءً على الصعيد الداخلي لكل دولة، على مستوى المجالس الحكومية والتشريعية والبلدية، أو على صعيد مؤسسات الاتحاد، وأهمها البرلمان الأوروبي.

وتتوزع أغلب أحزاب اليمين المتطرف الفاعلة في أوروبا على عدد من التحالفات داخل البرلمان الأوروبي، الذي يعبر وجودها فيه عن ثقلها وتأثيرها، ويبرز من بينها أحزاب تمكنت من تحقيق قفزة في انتخابات العام 2014 مقارنة بانتخابات العام 2009، وأخرى حافظت على أدائها المنافس.

ويبلغ مجموع مقاعدها في البرلمان الأوروبي أكثر من 165 مقعداً، من أصل 751 هي مجموع مقاعد البرلمان، بينما يبلغ مجموع مقاعد الأحزاب المعارضة لقيادة الاتحاد الحالية، على اختلاف توجهاتها، 277 مقعداً.

وتتوزع أغلب أحزاب اليمين المتطرف على ثلاثة تحالفات رئيسة، هي:

يعتبر التحالف الأصغر والأحدث في البرلمان الأوروبي، حيث أنشئ في 15 يونيو/حزيران 2015، بقيادة مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، اليميني المتطرف، الذي يبلغ نصيبه من مقاعد البرلمان 20 مقعداً، بينما يبلغ مجموع مقاعد التحالف 39 مقعداً.

وقد تمكن الحزب من تحقيق قفزة هي الأكبر في تاريخه في انتخابات البرلمان الأوروبي العام 2014 وانتخابات المجالس المحلية العام 2015، حيث حصل على أكثر من 4.7 مليون صوت في انتخابات البرلمان الأوروبي، بعد فشله من الحصول على أكثر من 1.1 مليون صوت في انتخابات العام 2009، كما حقق نتائج كبيرة في المجالس المحلية، حصل من خلالها على 27.73% من مجموع المقاعد المحلية.

وإلى جانب حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي، تبرز أحزاب "رابطة الشمال" الإيطالي، و"الحرية" النمساوي، و"الحزب من أجل الحرية" الهولندي، التي تملك كل منها 4 مقاعد في البرلمان الأوروبي، إلا أن أداءها يشهد فترات تقدم وتراجع، على العكس من الحزب الفرنسي ذي النفس المتصاعد.

شكل حزب "الاستقلال" البريطاني القوة الأبرز في هذا التحالف، بواقع 24 مقعداً من أصل 46 هي مجموع مقاعده، إلا أن انفصال بريطانيا عن الاتحاد سيفسح المجال لحزب "النجوم الخمس" الإيطالي (17 مقعداً) لقيادة التحالف.

وقد شهد الحزب البريطاني أداءً متصاعداً منذ أول انتخابات شارك فيها لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي العام 1994، أما الحزب الإيطالي، فقد كانت مشاركته العام 2014 الأولى له، فقد تم تأسيسه حديثاً، العام 2009، كما أن أداءه كان قوياً في الانتخابات البرلمانية والبلدية، حيث حصد فيهما ما يقرب من ربع أصوات الناخبين في إيطاليا.

ويعتبر حزب "ديموقراطيو السويد" الثالث من حيث القوة في هذا التحالف، فهو بالرغم من امتلاكه مقعدين فقط في البرلمان الأوروبي، إلا أن أداءه وحضوره في الشارع السويدي يشهد تصاعداً ملحوظاً منذ العام 2009، فهو لم يحصل على أي مقعد في البرلمان السويدي قبل انتخابات العام 2010، التي حصل فيها على 20 مقعداً، قبل أن يفوز بـ49 مقعداً في انتخابات العام 2014.

بالرغم من طغيان التيار المحافظ ويمين الوسط على هذا التحالف، إلا أنه يضم عدداً من الأحزاب اليمينية المتطرفة، أو التي جنحت نحو التطرف بعد تفجر أزمة اللاجئين.

وأهم تلك الأحزاب "حزب الشعب الدنماركي"، الذي يملك 4 مقاعد في البرلمان الأوروبي، وحزب "الفنلنديين الحقيقيين"، الذي يملك مقعدين، حيث يحقق الحزبان نتائج متصاعدة بانتظام منذ نشأتهما العام 1995.

تتواجد بعض الأحزاب اليمينية الأشد تطرفاً خارج هذه التحالفات، أهمها حزب "يوبيك" المجري العنصري، الذي أسس العام 2003، حيث يمتلك 3 مقاعد في البرلمان الأوروبي، وحزب "الفجر الذهبي" اليوناني، الذي تمكن من دخول البرلمان الأوروبي لأول مرة العام 2014، بثلاثة مقاعد. وبالرغم من تأسيسه العام 1980، إلا أن حزب "الفجر الذهبي" بدأ يحصد أعداداً من المقاعد في البرلمان اليوناني ابتداءً من العام 2012.

ويشير الاستعراض السابق لأداء أبرز الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، إلى تنامٍ ملحوظ في قوتها، قد ينبئ بالمزيد في السنوات القادمة، الأمر الذي عززه تنامي المخاوف من طغيان حالة الاتحاد الأوروبي على خصوصية الدولة القومية، ومن حدوث تغييرات اجتماعية جذرية في الغرب مع ازدياد أعداد المسلمين، الأمر الذي ضاعفه موجات اللجوء الكبيرة التي استهدفت القارة الأوروبية، انطلاقاً من دول إفريقية وشرق أوسطية.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com