إسرائيل تبني تحالفات في أفريقيا بديلًا لعلاقاتها المتردية مع أوروبا
إسرائيل تبني تحالفات في أفريقيا بديلًا لعلاقاتها المتردية مع أوروباإسرائيل تبني تحالفات في أفريقيا بديلًا لعلاقاتها المتردية مع أوروبا

إسرائيل تبني تحالفات في أفريقيا بديلًا لعلاقاتها المتردية مع أوروبا

وضع الدبلوماسي الإسرائيلي الدكتور آرييه عوديد تصورات بشأن زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حاليا إلى عدد من الدول الأفريقية، وقدر أنها لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن العلاقات المتردية بين تل أبيب ودول الاتحاد الأوروبي، التي دفعت القيادة السياسية للبحث عن تحالفات في القارة السمراء، في وقت تشهد فيه الأخيرة نموا اقتصاديا ملحوظا، يجعلها محط أنظار العديد من القوى الدولية والإقليمية.

وتطرق عوديد، والذي شغل منصب سفير إسرائيل في عدد كبير من الدول الأفريقية إلى الزيارة التي يصفها بـ"التاريخية"، والتي تأتي بعد سنوات طويلة لم يقم خلالها رئيس حكومة إسرائيلي بزيارة من هذا النوع.

وشدد عوديد على أهمية بناء علاقات تصل إلى التحالفات بين إسرائيل ودول القارة الأفريقية في هذا التوقيت بالتحديد، واستغلال طبيعة العلاقات القائمة حاليا مع العديد من دول القارة، لبناء المزيد من العلاقات ومنح العلاقات القائمة أبعادا أخرى، وعدم ترك أية دولة أفريقية بمعزل عن هذه العلاقات.

وتسعى تل أبيب لمواجهة التأثير العربي على الاتحاد الأفريقي، الذي يضم 52 دولة، ويريد نتنياهو نيل صفة مراقب بالاتحاد، بهدف تغيير مركز إسرائيل الاستراتيجي كلية، هذا إن نجح في ذلك.

ويعتقد عوديد أن أحد أهم أسباب الزيارة التي يقوم بها نتنياهو هي تغيير هذا الوضع، أي ما يتعلق بالتأثير العربي على الاتحاد الأفريقي، وهنا يجري الحديث تحديدا عن التأثير المصري. ومن جانب آخر تريد إسرائيل أن تضمن عدم وجود كتلة أفريقية تصوت تلقائيا ضدها في الأمم المتحدة، إلى جوار الكتلة العربية.

وتأتي قضية مواجهة التطرف الإسلامي من بين القضايا الأساسية التي تستغلها تل أبيب للتقارب مع دول أفريقيا التي لم تكن بمعزل عن وجود جماعات إسلامية متشدة تشكل خطرا على أمنها القومي، حيث توصل تل أبيب رسالة إلى هذه الدول بأنها نجحت في مواجهة هذه الظاهرة بشكل متميز، مقارنة بدول أخرى.

وتشبه تل أبيب بين الإرهاب الذي تعاني منه العديد من الدول وبين الزخم الذي يشهده الشارع الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال، ولكنها بصورة مستغربة تحقق نتائج لصالحها.

وتنجح الدعاية الإسرائيلية في اقناع دول أفريقية عديدة في أن لدى الدولة العبرية قدرات مميزة، وأنها تمتلك وسائل تأمين وحماية متعددة الطبقات، وتدلل على ذلك على سبيل المثال بأن مطاراتها هي الأكثر أمنا على مستوى العالم، لذا فقط طالبت الدول التي تشملها الزيارة وغيرها من الدول الأفريقية دعما إسرائيليا في مكافحة الإرهاب، يشمل التدريب ورفع كفاءة العمل الاستخباراتي وأجهزة مكافحة الإرهاب، فضلا عن المعدات والتكنولوجيا الحديثة، ما دفع خبراء للقول إن التكنولوجيا الإسرائيلية ستصبح حاضرة بقوة لدى الأجهزة المعنية بمكافحة هذه الظاهرة، لا سيما في أفريقيا.

ويلعب البعد الاقتصادي دورا مهما في التطلعات الإسرائيلية نحو أفريقيا، ويقول الدبلوماسي الإسرائيلي إن النمو السريع في أفريقيا والذي يصل إلى نسبة 5% في بعض الدول بصورة لا مثيل لها في العالم، يعني أنه على تل أبيب استغلال هذا الزخم والسير بقوة نحو التحالفات مع دول القارة السمراء وترسيخ أسس تعاون اقتصادي عميق.

وتابع أنه في ظل تدهور العلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي، والرغبة في الاستفادة من النمو الاقتصادي في القارة الأفريقية، فإن إسرائيل تعود بقوة إلى القارة، التي تدهورت العلاقات معها بتأثير عربي منذ العام 1967، مشيرا إلى أن العودة الإسرائيلية بدأت فعليا منذ 1982 ولكنها كانت بطيئة، وحاليا هناك علاقات دبلوماسية مع 40 دولة بالقارة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com