هل تخلت تركيا عن إقامة منطقة عازلة في سوريا؟
هل تخلت تركيا عن إقامة منطقة عازلة في سوريا؟هل تخلت تركيا عن إقامة منطقة عازلة في سوريا؟

هل تخلت تركيا عن إقامة منطقة عازلة في سوريا؟

في ظل التطورات التي طرأت على الأزمة السورية، تجد تركيا الكثير من الصعوبات، التي تقف عائقاً أمام تحقيق مشروعها في إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية.

وشهد الدور التركي في الأزمة السورية تراجعاً ملحوظاً، بعد الأزمة مع روسيا، جراء إسقاط تركيا لمقاتلة سوخوي الروسية؛ قالت إنها اخترقت أجواءها، يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

وتسببت الأزمة في تقليص نفوذ تركيا العسكري، إذ انعكست بشكل جلي على تقييد الطلعات الجوية التركية، في الأجواء السورية، الموجهة ضد تنظيم الدولة المتشدد (داعش)، والحد من التصريحات الرسمية التركية حول ضرورة إقامة منطقة عازلة شمال سوريا، بعد أن كانت من أبرز أهداف تركيا حيال الأزمة السورية. كما أقدم الطيران الروسي على توجيه ضربات قاسية ضد فصائل سورية معارضة تدين بالولاء لأنقرة.

وأثر المد العسكري الروسي في سوريا، على الإمدادات اللوجستية التركية للمتمردين الموالين لها في بعض مناطق حلب، شمال سوريا، ما ساهم في تشجيع فصائل كردية على التصدي للمتمردين التركمان في محيط بلدة عفرين، التابعة لحلب، رغم التفاهم الذي كان سائداً بين الطرفين، لتشكيل جبهة لمحاربة داعش.

وتحاول تركيا جاهدة إقامة منطقة عازلة في منطقة جرابلس، داخل الأراضي السورية، منذ اندلاع الأزمة السورية، في آذار/مارس 2011، وسبق أن أكد الجيش التركي، منتصف العام الماضي، أن مخطط العملية العسكرية في سوريا جاهز للتطبيق، بهدف الاستيلاء على ممر جرابلس- إعزاز على طول الحدود السورية، الذي يمتد حوالي 100 كلم، ومعظمه يقع حالياً تحت سيطرة تنظيم الدولة المتطرف.

ويرى محللون، أن تركيا تبحث عن مخطط جديد في ظل تراجع آمالها في إقامة منطقة عازلة، وأن الطريقة الأكثر فعالية لمراقبة منطقة أعزاز- جرابلس الحدودية، من الممكن تحقيقها بضمان تعبئة الجانب السوري بالقوات الصديقة لتركيا.

ومن أبرز الفصائل السورية المعارضة، التي تنشط في المنطقة الحدودية، وتدين بالولاء لأنقرة، فصيل "فرقة السلطان مراد" الذي سبق أن أعلن جميع المناطق والقرى الواقعة في ريف حلب الشمالي كمناطق عسكرية، بالإضافة إلى تنظيم "أحرار الشام"، الذي يشكل التركمان السوريون جزءاً مهماً من عناصره.

وسبق أن أرسلت هيئة الأركان التركية، في 19 كانون الثاني/يناير الجاري، تعزيزات عسكرية تتضمن آليات ثقيلة إلى منطقة قارقميش، التابعة لولاية غازي عنتاب، المتاخمة لمدينة جرابلس السورية، بهدف نزع الألغام المزروعة من قبل التنظيم المتشدد في الجانب السوري.

ووفقاً لمعهد واشنطن للأبحاث؛ فإن إنشاء منطقة صديقة لتركيا من الممكن أن تلقى الدعم في البلدان الأوروبية، التي تشعر بالفعل بالضغط المتزايد بسبب اللاجئين السوريين الوافدين، فمن شأن مثل هذه المنطقة أن تعترض تدفق اللاجئين إلى الأراضي التركية، ومنها إلى أوروبا، وأيضاً قد تمنع نقل الموارد إلى تنظيم داعش.

ومن شأن دعم تركيا لحلفائها من الفصائل المعارضة داخل الأراضي السورية، منع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، من السيطرة على منطقة جرابلس، وتحقيق الحلم الكردي في ربط كانتون عفرين بمناطق شمال شرق سوريا، الواقعة تحت سيطرة الحزب المنبثق عن حزب العمال الكردستاني، المعادي لأنقرة.

وفي ظل الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي، من الممكن أن ترضخ تركيا لرغبة واشنطن في غض النظر عن سيطرة الفصيل الكردي المسلح في سوريا، على معاقل تقع بالقرب من الفرات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com