الفيتو الصيني (إلى اليمين) لمشروع القرار الأمريكي
الفيتو الصيني (إلى اليمين) لمشروع القرار الأمريكيأ ف ب

لماذا رفضت روسيا والصين مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة؟

"تضليل متعمد.. مسيّس وضبابي".. هذه بعض الأوصاف التي أطلقها مندوبا روسيا والصين على مشروع القرار الأمريكي الأخير بشأن غزة.

هناك اعتبارات عدة تدفع الدولتين إلى رفض ذلك المشروع، ومواجهته بالـ "فيتو"، قد يكون في محورها أنه "أمريكي".

ويعني ذلك أن على كل من موسكو وبكين أن تقرآ فيه ما خلف السطور، وما بين الكلمات، وصولاً إلى المرامي الحقيقية من مشروع قرار تتبناه واشنطن، وتقول إنه يهدف إلى "وقف إطلاق النار"، وهي التي سبق أن واجهت مشاريع مماثلة برفض قاطع.

ورغم أن النسخ التي عرضتها وسائل الإعلام حول بنود مشروع القرار الأمريكي منذ أمس كانت تركز على أنه يسعى نحو "وقف فوري لإطلاق النار"، فإن الرفض الروسي الصيني انطلق من تلك الفكرة ذاتها.

مشروع القرار، حسب موسكو، لا يكتفي بأنه لا يدعو لوقف فوري، بل هو يعطي ضوءاً أخضر أمريكياً لإسرائيل كي تمضي قدماً باتجاه رفح، المدينة التي يحذّر العالم من اقتحامها بعمل عسكري.

وينص المشروع الأمريكي على "ضرورة الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من جميع الأطراف"، و"دعم الجهود الدبلوماسية لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن".

وهذا ما رأت موسكو أنه لا يتضمن "أية دعوة لوقف إطلاق النار"، بل فقط التأكيد على "ضرورة وقف إطلاق النار"، وهو ما رأت فيه موسكو "تضليلاً متعمداً للمجتمع الدولي"، حسب ما قال المندوب الروسي في مجلس الأمن.

مشروع القرار الأمريكي يتضمن تضليلاً متعمداً للمجتمع الدولي
المندوب الروسي في مجلس الأمن

كذلك أعلن المندوب الصيني موقفاً مماثلاً حين قال إن "المشروع الأمريكي يتضمن شروطا مسبقة لوقف إطلاق النار"، ووصفها بأنها تعد "بمنزلة إعطاء الضوء الأخضر لمواصلة القتل".

الاعتراض الروسي الصيني طال جوانب أخرى في المشروع، منها أن البند المتعلق بـ "رفض الإجراءات التي تؤدي إلى تقليص مساحة قطاع غزة، بما في ذلك إنشاء مناطق عازلة، أو أي تدمير للبنية التحتية المدنية"، رأت فيه موسكو وبكين نوعاً من التضليل، إذ إنه يأتي بعد أشهر من تدمير شامل طال القطاع كله.

وتأتي الاتهامات الروسية الصينية لواشنطن بالتضليل بعد 3 مرات من الرفض الأمريكي لمشاريع هدن في مجلس الأمن، كانت اثنتان منها تطالبان بـ "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة.

أخبار ذات صلة
هل خيّب "فيتو" أمريكا ضد غزة آمال المدافعين عن حقوق الإنسان؟

كذلك، تأتي وسط تلويح إسرائيلي بعملية برية في رفح، جنوبي قطاع غزة، "حتى لو كان ذلك من دون تأييد واشنطن"، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وهذه العملية المحتملة حذّرت منها وأدانتها كثير من الدول في المنطقة والعالم، إذ إن المدينة تضم نحو مليون و800 ألف فلسطيني، معظمهم جاؤوها من شرقي القطاع، وبعد التوغل البري والقصف الذي طال كل شيء فيه.

ورغم أن واشنطن بدت منذ الأيام الأولى للحرب صاحبة الكلمة الأولى بشأن تطوراتها، وهو ما يتردد كثيراً في الإعلام العبري، فإن الخطاب الرسمي الأمريكي ما زال يبدو "متساهلاً" تجاه الإصرار الإسرائيلي على مواصلة الحرب.

أخبار ذات صلة
واشنطن: لا مخرج آمنا للمدنيين من رفح

كما أن نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس لم تجد سوى التساؤل: "إلى أين يذهب السكان في رفح؟"، وتقول إنه لا مكان آمناً لهم.

كذلك، اكتفى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتحذير إسرائيل من أن "أية عملية في رفح ستزيد من عزلة إسرائيل".

ورغم الدعوات الدولية إلى هدنة في غزة، التي كانت قد تزايدت إلى حد بلورة "اتفاق محتمل" قبيل شهر رمضان، بقيت المفاوضات معلّقة بالتفاصيل، ليبقى القصف مستمراً على غزة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com