"فورين بوليسي": بوتين يفقد توازنه بعد عودة أليكسي نافالني.. والكرملين في مأزق
"فورين بوليسي": بوتين يفقد توازنه بعد عودة أليكسي نافالني.. والكرملين في مأزق"فورين بوليسي": بوتين يفقد توازنه بعد عودة أليكسي نافالني.. والكرملين في مأزق

"فورين بوليسي": بوتين يفقد توازنه بعد عودة أليكسي نافالني.. والكرملين في مأزق

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية؛ إن عودة المعارض الروسي الفار، أليكسي نافالني، إلى موسكو أفقدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توازنه، ووضعت الكرملين في "مأزق حرج للغاية"، بعد المظاهرات واسعة النطاق التي اندلعت في مناطق واسعة من البلاد للمطالبة بالإفراج عن الزعيم المعارض.
وأشار تقرير نشرته المجلة اليوم السبت، إلى أن "روسيا شهدت يوم 23 يناير الجاري أكبر وأوسع المظاهرات انتشارا في الدولة منذ أكثر من عقد، واستجاب الروس، الذين خرجوا للتنديد بنظام بوتين، لدعوات أليكسي نافالني، الذي عاد إلى روسيا من ألمانيا متوجا بعد فشل محاولة قتله بغاز الأعصاب".
وأضاف التقرير: "بالتأكيد، فإن هذا الحجم من المظاهرات التي اندلعت في 120 مدينة روسية تقريبا، وشهدت اشتباكات وحيوية كبيرة في الشوارع والمدن الرئيسية، لم يحدث في روسيا منذ 10 سنوات على الأقل، كما أن تلك الاحتجاجات تنذر بمرحلة جديدة من الصراع بين المعارضة والنظام الحاكم".
وتابعت "فورين بوليسي" في تقريرها: "وقوع احتجاجات على هذا المستوى في ضوء الطقس السيىء وفي منتصف الشتاء يشير إلى حالة السخط الاجتماعي واسعة النطاق ضد توجه الدولة، وينبئ التوجه الحالي بمواجهة طويلة الأمد بين الكرملين والتصعيد المحتمل على المدى البعيد للإجراءات القمعية من جانب السلطات الروسية".


ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها على الأرض خلال المظاهرات، كشفت أن ثلث المشاركين في الاحتجاجات على الأقل خرجوا إلى الشوارع للمشاركة في تلك الحركة المناهضة للحكومة الروسية، وذلك للمرة الأولى في حياتهم.
وأضافت: "على عكس العديد من قادة المعارضة الروس السابقين، فإن نافالني لا يمكن أن يُتهم الآن بأنه جنرال دون جيش يقوده، لقد قاد حشودا عملاقة في شتاء يناير القارس، وحتى في مدن سيبيريا التي تصل فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ولكن تحويل هذا الزخم إلى هيكل سياسي دائم لمواجهة النظام سيكون محفوفا بالمخاطر".
واستطردت المجلة: "لم يكن رد فعل الحكومة الروسية تجاه المظاهرات سلسا مثل المعتاد، فقد وضع الفيديو الذي نشره نافالني حول قصر بوتين المزعوم الرئيس الروسي في موقف حرج، وزعم أنه لم يكن لديه وقت لمشاهدة الفيديو الاستقصائي الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، وجمع أكثر من 100 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب في غضون أسبوع".
وبين التقرير، أن الاحتجاجات التي شهدتها روسيا لن تُنقذ نافالني من السجن، ولكن يمكن أن تكون المُدة التي سيُحكم بها على الزعيم المعارض بمثابة إشارة لنوايا بوتين، وأن الحكم المخفف يمكن أن يكون مؤشرا على تسوية محتملة لتهدئة الموقف مع المعارضة، ولكن زعماء الكرملين، الذين يخشون من أن تؤدي المظاهرات إلى التأثير على قراراتهم كي لا يبدو في صورة ضعيفة، سيقومون دون شك بمضاعفة حملة القمع خلال المستقبل القريب.
وأكدت "فورين بوليسي"؛ أن "الكرملين في فخ، ومعضلة استبدادية معتادة، إما المخاطرة بالمزيد من الاستقطاب السياسي عبر تصعيد العنف، أو المخاطرة بزيادة وتيرة الاحتجاجات، وهو ما يمكن أن يُرى كمؤشر على الضعف الروسي الحكومي، لقد أدت عودة نافالني إلى قلب جميع الحسابات السابقة على كل الأطراف".


وختمت المجلة تقريرها بالقول: "يبدو أن هدف الكرملين المتمثل في جعل حزب بوتين (روسيا المتحدة) يحتفظ بأغلبية الثلثين غير مرجح، إذا استمرت الأحداث في التطور بهذه الطريقة، ويمكن أن تصل الحكومة إلى نتيجة أنها بحاجة إلى الانخراط في عمليات تزوير الاقتراع أو الغش المنظم، بشكل أكثر وضوحا مما هي عليه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com