زار كل الدول العربية في الخفاء وحرس السادات.. رئيس حكومة إسرائيل البديل بيني غانتس يكشف صفحات من أسراره

كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل، ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس صفحات من أسرار مساره العسكري والسياسي، تظهر للعلن للمرة الأولى، أبرزها أنه زار كل الدول العربية بالخفاء ضمن أداء مهمات عسكرية، مبديا رغبته أن يزورها علنا بشكل "رسمي ودي وسلمي".

وقال غانتس في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" نشرته اليوم الخميس، إنه أمضى نحو 38 عاما مقاتلا في الجيش الإسرائيلي، لافتا إلى أن الجنرالات في الجيش، الذين رأوا وذاقوا ويلات الحرب، هم أكثر من يريد السلام.

وأكد أنه "يؤمن بالمساواة الكاملة للمواطنين العرب ومشاركتهم في الحكم"، وأن "القدس يجب أن تبقى موحدة. ولكن سيكون فيها مكان لعاصمة فلسطينية".

وعبر السياسي الإسرائيلي عن رغبته في أن يكون لـ"الكيان الفلسطيني" امتداد جغرافي مناسب يجعله قابلا للحياة المريحة بلا عوائق وعراقيل، حسب تعبيره.

شارك في حراسة السادات

وحول مدى إيمانه بأن تتبخر رواسب الحروب، قال غانتس: "من دون شك. أتعرف ماذا كانت أول مهمة عسكرية لي عندما باشرت خدمتي العسكرية عام 1977؟ كانت تلك المشاركة في حراسة موكب الرئيس المصري أنور السادات، عندما أذهل العالم كله وجاء لزيارة إسرائيل".

وأضاف "أجل، أنا شاركت في جميع حروب إسرائيل وأعرف ويلاتها، للجميع، للفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والمصريين وللإسرائيليين. أنا فقدت أصدقاء وأقرباء. في البلدة التي ولدت وترعرعت فيها قتِل شقيقان هما أفرايم وتسفي جوبر. دماء غزيرة سالت أمام ناظري. وصدقني إن الجنرالات في الجيش، الذين رأوا وذاقوا ويلات الحرب، هم أكثر من يريدون السلام. وبين الجنرالات عندنا، يمكنني القول بكل ثقة، إنني أكثرهم سعيا إلى السلام."

العرب في إسرائيل

وعن المواطنين العرب في إسرائيل، قال غانتس: "أنا أؤمن بالمساواة الكاملة للمواطنين العرب ومشاركتهم في الحكم. وأقيم علاقات جيدة مع ممثليهم في الكنيست من القائمة المشتركة. فقد مررنا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، هذا الأسبوع، قانون المساواة بالقراءة التمهيدية".

ووعد غانتس بعدم التراجع عن تعديل قانون القومية ليحتوي على بند يضمن المساواة، قائلا إنه يسعى لذلك "حتى لا يفهم قانون القومية على أنه تفضيل لليهود على العرب. فإسرائيل دولة يهودية ديمقراطية، ولكن سكانها العرب يجب أن يتمتعوا بالمساواة الكاملة حسب القانون"، وفق تعبيره.

وأضاف "هناك عدة طرق طرحناها حتى نضمن الأكثرية للقانون. كنا نريدها في تعديل قانون القومية ولم نفلح فلجأنا إلى سن قانون خاص. نحن نعمل حتى تسود حياتنا السياسية روح وثيقة الاستقلال التي تنص على المساواة الكاملة في الحقوق المدنية لجميع المواطنين. وليس صدفة أن نتنياهو واليمين المتطرف اعترضوا على ذلك. وأنا أمارس هذه السياسة بشكل فعلي. وأحافظ على لقاءات وحوار مع القائمة المشتركة في هذا الموضوع وفي كل المواضيع التي تهم المواطنين كافة، ومن ضمنهم العرب. وبعد إذنك، أريد أن أنهي بالتأكيد أن روح الشراكة في الحياة يجب أن تسود الشرق الأوسط برمته. نحن بحاجة إلى هذه الشراكة حتى نوفر لشعوبنا الرفاه والازدهار".

واعترف الجنرال الإسرائيلي أن إسرائيل "دولة غربية بحكم تركيبتها السكانية. ولكن في الوقت ذاته أريد أن أراها تنفتح على الشرق العربي وتندمج به وتتعاون معه من أجل أن نقترب من بعضنا بعضا مع الحفاظ على هوية كل طرف".