بدعم أوروبي.. هل تنجح ألمانيا في إثناء أمريكا عن سحب قواتها؟
بدعم أوروبي.. هل تنجح ألمانيا في إثناء أمريكا عن سحب قواتها؟بدعم أوروبي.. هل تنجح ألمانيا في إثناء أمريكا عن سحب قواتها؟

بدعم أوروبي.. هل تنجح ألمانيا في إثناء أمريكا عن سحب قواتها؟

بعدما عبرت عن انزعاجها من القرار الأمريكي، بسحب قواتها من أراضيها يبدو أن ألمانيا تحاول الاستعانة بشركائها الأوروبيين، في محاولة لإثناء الولايات المتحدة عن قرارها، فهل تنجح مساعيها؟

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أكد اليوم الثلاثاء أهمية وجود القوات الأمريكية في ألمانيا لأمن الولايات المتحدة وأوروبا على السواء، غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه على خفض هذا الوجود العسكري إلى النصف.

وقال ماس خلال زيارة إلى بولندا "نعتقد أن الوجود الأمريكي في ألمانيا ليس مهمًا لأمن ألمانيا فحسب بل كذلك لأمن الولايات المتحدة وخصوصا لأمن أوروبا".

وقال ترامب الاثنين إن القوة الأمريكية المنتشرة في ألمانيا والتي تشكل عماد المساهمة الأمريكية في حلف شمال الأطلسي وعددها 52 ألف جندي، تمثل "كلفة باهظة للولايات المتحدة"، مضيفا "سنخفض العدد، سنخفضه إلى 25 ألف عسكري".



لكن بحسب وزارة الدفاع الأمريكية، هناك 34 إلى 35 ألف جندي فقط منتشرين بشكل دائم في ألمانيا، وتناوب الوحدات، ما يعني أن العدد الإجمالي لا يمكن أن يتخطى 50 ألف عسكري إلا بشكل مؤقت.

ألمانيا "مقصّرة"
وقال ترامب "ألمانيا متأخّرة عن السداد، هي متأخّرة عن السداد منذ سنوات وهي مدينة بمليارات الدولارات لحلف شمال الأطلسي وعليهم أن يدفعوا"، واصفا ألمانيا بدولة "مقصرة".

وأضاف "نحن نحمي ألمانيا وعليها متأخرات، هذا أمر مثير للسخرية".

وأكد هايكو ماس بهذا الصدد خلال زيارة لوارسو أن برلين لم تتلق تفاصيل حول تاريخ وكيفية خفض عديد القوات الأمريكية.



وأوضح "لم يكن بإمكان وزارة الخارجية الأمريكية ولا البنتاغون تقديم أي معلومات بهذا الصدد"، مضيفا بأن أي تغييرات في الهيكلية الأمنية في أوروبا "تحتاج بالتأكيد إلى بحث".

وستجري مناقشة الموضوع الأربعاء خلال اجتماع وزراء الدفاع من دول الحلف الأطلسي عبر الفيديو.

وقال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء "إنه اتفاق ثنائي بين ألمانيا والولايات المتحدة، لكن المسألة مهمة بالنسبة للحلف".

وبدون التعليق على انتقادات ترامب لألمانيا، دافع ستولتنبرغ عن مطالبته بتقاسم أفضل للنفقات الدفاعية قائلا "ما زال ينبغي بذل المزيد قبل التوصل إلى نسبة 2% من إجمالي الناتج الداخلي" التي تعهدت جميع بلدان الحلف تخصيصها لنفقاتها العسكرية بحلول العام 2024.

وأدت تصريحات ترامب وهجماته على برلين إلى تصعيد التوتر بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين في الحلف الأطلسي.

وقال دبلوماسي أوروبي مستنكرا اتهامات الرئيس الأمريكي "وُصفت ألمانيا خمس مرات بالدولة المقصرة".



وتتمركز القوات الأمريكية في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنها اكتسبت أهمية جديدة في ضوء الطموحات العسكرية الروسية في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.

وتلقى هايكو ماس دعما من نظيره البولندي جاسيك تشابوتوفيتش الذي أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك "من وجهة نظرنا، القوات الأميركية في ألمانيا تخدم أيضا أمننا. نود أن يستمر هذا الوجود في ألمانيا".

ضم القرم 
وذكر تشابوتوفيتش بأن وارسو تدعو منذ وقت طويل إلى تعزيز الوجود الأمريكي على أرضها، وأنها تجري محادثات حول هذه المسألة مع واشنطن.

وقال "أريد أن أؤكد أن هذه المحادثات (مع الولايات المتحدة) لا علاقة لها بالإعلانات الأمريكية الأخيرة والعلاقات الأمريكية الألمانية في ما يتعلق بوجود أو خفض القوات الأمريكية في ألمانيا".

وسبق أن عزز ترامب تناوب الجنود الأمريكيين في بولندا إلى 5500 عنصر في إطار استجابة الحلف الأطلسي للمخاوف الناجمة عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.



وقال وزير الدفاع اللاتفي أرتيس بابريكس لوكالة فرانس برس في ريغا "سنرحب بانخراط أمريكي أكبر في أمن دول البلطيق، بما في ذلك القوات الأمريكية المتمركزة هنا".

أما رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا، فقال "نأمل أن تبقى بعض القوات التي تعتزم الولايات المتحدة سحبها من ألمانيا في أوروبا" مضيفا أن ليتوانيا "ستكون مسرورة باستضافة القوات الأمريكية بشكل منتظم".

الأمن ليس سلعة

في السياق نفسه، قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور، اليوم الثلاثاء، إن الأمن ليس سلعة ليتم الاتجار فيه.

وأضافت كرامب كارينباور أثناء مناقشة في مؤسسة كونراد أديناور-شتيفتونج في برلين "حلف شمال الأطلسي ليس منظمة تجارية والأمن ليس سلعة".

واتهم ترامب ألمانيا أمس الاثنين بأنها مقصرة بشأن التزاماتها المالية لحلف شمال الأطلسي وتعهد بالالتزام بخطة سحب القوات ما لم تغير برلين نهجها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com