هل ينذر تفكك "أزرق أبيض" بانهيار شامل للمعارضة الإسرائيلية؟
هل ينذر تفكك "أزرق أبيض" بانهيار شامل للمعارضة الإسرائيلية؟هل ينذر تفكك "أزرق أبيض" بانهيار شامل للمعارضة الإسرائيلية؟

هل ينذر تفكك "أزرق أبيض" بانهيار شامل للمعارضة الإسرائيلية؟

تشهد المعارضة الإسرائيلية حالة من التشرذم، بعد تفكك تحالف "أزرق أبيض"، برئاسة بيني غانتس، إثر انسحاب حزبي "هناك مستقبل" بزعامة وزير المالية والإعلامي السابق يائير لابيد، و"تيليم" بزعامة وزير الدفاع الأسبق موشي يعلون، الخميس، من التحالف.

يأتي ذلك إثر اتفاق بين غانتس رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، على تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب، يتولى خلالها نتنياهو المنصب خلال فترة العام ونصف العام الأولى.

ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، لم يتوقف الأمر عند تفكك تحالف "أزرق أبيض"، حيث يشهد الحزبان المعارضان اللذان انسحبا من هذ التحالف أيضا حالات انشقاق، في ظل توجه عدد من النواب المنتمين إليهما للانضمام لحزب غانتس "حوسن ليسرائيل- المناعة لإسرائيل"، والذي سيصبح الشريك الائتلافي القادم لحزب "الليكود" المتحالف بدوره مع أحزاب اليمين – الحريديم.

وحقق حزب "هناك مستقبل" برئاسة لابيد في انتخابات 2 أذار/ مارس الجاري، 13 مقعدا بالكنيست، من إجمالي 33 مقعدا حصل عليها تحالف "أزرق أبيض" المنحل، بينما حقق حزب "تيليم" بزعامة يعلون على 5 مقاعد، وحصل حزب "المناعة لإسرائيل" بزعامة غانتس على 15 مقعدا، لكن هذه الأرقام أصبحت متغيرة حاليا.

ضرورة حتمية

بدورها، أعلنت النائبة عن حزب "هناك مستقبل"، بنينا تمانو شاتا، وهي بالأساس صحافية وناشطة اجتماعية تنحدر من أصول إثيوبية، انشقاها عن الحزب الذي خاضت الانتخابات الأخيرة على قائمته، والانضمام لحزب "المناعة لإسرائيل" برئاسة غانتس.

ووفقا لصحيفة "معاريف"، ذكرت تمانو شاتا في بيان أرسلته لوسائل الإعلام، الأحد، أنها قررت البقاء داخل "أزرق أبيض"، لكن من خلال حزب "المناعة لإسرائيل" بدلا من حزب "هناك مستقبل"، مشيرة إلى أنها اختارت غانتس وحكومة الوحدة الوطنية التي ستتشكل قريبا.

ورأت أن "غانتس زعيم وضع إسرائيل قبل كل شيء، لذا لم أتردد أبدا وقررت العمل معه"، لافتة إلى أنها تؤمن "بأن وقتا في غاية التعقيد كهذا على خلفية أزمة كورونا، يحتم حل الخلاف السياسي والشرخ الاجتماعي وتحقيق مصلحة الجماهير، وهذا لن يتأتى سوى بحكومة وحدة تعكف على مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد".

ونوهت إلى أنها تعول على غانتس الذي وضع إسرائيل نصب عينيه، وقالت إنها ستكون رهن إشارته وذراعه كشخصية عامة وممثلة للجماهير، معربة عن أملها أن تشهد الأزمة انفراجة، معبرة عن شكرها لرئيس حزبها السابق يائير لابيد، والذي عملت إلى جواره منذ سنوات، ومؤكدة إن قرارها لم يكن بالسهل.

أورلي ليفي أولا

ولا تعد تمانو شاتا النائبة المعارضة الوحيدة التي تقدم على خطوة من هذا النوع، وتوجه صفعة لشركائها في جناح المعارضة، فقد سبقتها بذلك النائبة أورلي ليفي أبيكسيس، زعيمة حزب "غيشر" الوسطي، وأعلنت في وقت سابق انسحابها من التحالف مع حزبي "العمل" و"ميرتس"، تاركة علامات استفهام بشأن أسباب انضمامها لهذه الكتلة من الأساس ثم انسحابها بعد أن نالت مقعدا بالكنيست الـ 23.

وكانت النائبة أورلي ليفي، ابنة وزير خارجية إسرائيل الأسبق دافيد ليفي، قد أعلنت في 11 آذار/ مارس الجاري، أنها لن تصوت لصالح حكومة أقلية برئاسة غانتس، طالما كانت هذه الحكومة تعتمد على دعم الأحزاب العربية من خارج الائتلاف، وواجهت وقتها انتقادات لاذعة من جانب تيار اليسار-الوسط، وشن إعلاميون يساريون هجوما كبيرا عليها، وقالوا إن خطوتها جاءت من باب الاحتيال على الناخبين، ووصفوا ما قامت به بـ "الغش السياسي".

وذكر محللون يساريون أن إعلان ليفي أنها لن تؤيد حكومة برئاسة غانتس، يعني أنها كانت تقوم بدور "حصان طروادة"، وأن ما قامت به يعد "خيانة"، وفي الوقت نفسه يعد خطأ فادحا وقع به زعيم التحالف عامير بيرتس.

انشقاق هيندل وهاوزر

وعلى الصعيد نفسه، يعتزم عضوا الكنيست يوعاز هيندل وتسفيكا هاوزر، عن حزب "تيليم"، الذي يرأسه وزير الدفاع الأسبق موشي يعلون، الانشقاق عن الحزب والانضمام لحكومة الوحدة برئاسة نتنياهو وغانتس.

وقد كان هذا الحزب قد حقق في آخر انتخابات 5 مقاعد فقط من بين 33 مقعدا حققها تحالف "أزرق أبيض" المنحل، ويعني انسحاب عضوي الكنيست الآنفين الذكر أن حزب "تيلم" لم يعد يملك سوى 3 أعضاء كنيست فقط.

وعن خلفية الانسحاب الوشيك، فقد كان عضوا الكنيست هيندل وهاوزر يعارضان بشدة فكرة تشكيل حكومة أقلية برئاسة غانتس، تدعمها القائمة العربية المشتركة من خارج الائتلاف، ورفضا بشدة إمكانية تشكيل حكومة مدعومة من الأحزاب العربية، رغم مزاعمها المستمرة بأنه لا فارق بين المواطنين العرب واليهود في إسرائيل.

وبرر عضوا الكنيست أيضا رفض فكرة حكومة الأقلية، بأن القائمة المشتركة برئاسة النائب أيمن عودة، لا يمكنها أن تصبح شريكا لتحالف "أزرق أبيض"؛ لأنها ترفض النظام السياسي الأساسي القائم في البلاد، والنظام القائم على أساس صيغة "إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية".

ويرى مراقبون أن موقف عضوي الكنيست هيندل وهاوزر، أسهم في تفكك تحالف "أزرق أبيض" بعد ذلك؛ لأنه قلص مساحة المناورة والفرص المتاحة أمام غانتس، ودفعه للتوجه إلى شراكة مع نتنياهو وبشروط مخففة للغاية، مقارنة بما كانت عليه المفاوضات التي أجريت عقب انتخابات أيلول/ سبتمبر العام الماضي.

ووفقا لوسائل الإعلام العبرية، لن ينضم عضوا الكنيست لحزب "المناعة لإسرائيل" بزعامة غانتس عقب خروجهما من حزب "تيليم"، بل سيشكلا كتلة جديدة تضمهما فقط ليصبحا نائبين مستقلين، على غرار ما قامت به النائبة أورلي ليفي قبل 4 أعوام، عقب انسحابها من حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، حين شكلت كتلة لا تضم سواها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com