الانتخابات الإسرائيلية.. نتنياهو يخوض معركة "حياة أو موت" وهواجس الانشقاق تؤرق تحالف غانتس
الانتخابات الإسرائيلية.. نتنياهو يخوض معركة "حياة أو موت" وهواجس الانشقاق تؤرق تحالف غانتسالانتخابات الإسرائيلية.. نتنياهو يخوض معركة "حياة أو موت" وهواجس الانشقاق تؤرق تحالف غانتس

الانتخابات الإسرائيلية.. نتنياهو يخوض معركة "حياة أو موت" وهواجس الانشقاق تؤرق تحالف غانتس

فتحت مراكز الاقتراع في إسرائيل، أبوابها صباح الاثنين، في ثالث انتخابات تشريعية تجريها دولة الاحتلال في أقل من عام، وسط استمرار الأزمة السياسية في إسرائيل بسبب تعذر تشكيل حكومة جديدة طوال الفترة الماضية.

ويتوجه 6.4 مليون إسرائيلي إلى أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع لاختيار مرشحهم لرئاسة الحكومة قبل أن تغلق المراكز أبوابها الساعة الـ 20:00 بتوقيت غرينتش، 

وتخوض الانتخابات هذه المرة 29 قائمة حزبية بعد انسحاب عدد من القوائم الصغيرة. وهذا عدد القوائم الأدنى منذ سنوات طويلة.

وفشلت التكتلات السياسية في إسرائيل حتى الآن في تشكيل ائتلاف حكومي؛ ما أدى إلى إجراء الانتخابات 3 مرات في أقل من عام، إذ تمخضت الانتخابات السابقة التي أجريت في التاسع من نيسان 2019 عن حصول معسكر اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، بما فيه حزب "إسرائيل بيتنا" بقيادة أفيغدور ليبرمان، على 65 مقعدا من أصل 120، كانت كافية لتمكين نتنياهو من تشكيل حكومته الخامسة، لولا القرار المفاجئ لليبرمان (حصل في تلك الانتخابات على 5 مقاعد) بعدم الانضمام إلى حكومة تجمع بين الليكود والأحزاب الدينية، ومطالبته بفصل الدين عن الدولة، وضرورة تغيير قانون التجنيد، وأن يخدم المتدينون في الجيش الإسرائيلي؛ ما خلق تساويا في موازين القوى الإسرائيلية، وفشل أكبر حزبين (الليكود، وكاحول لافان)، في حشد أغلبية 61 مقعدا كشرط لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة. 

واضطرت إسرائيل بعد ذلك للذهاب إلى انتخابات ثانية خلال أقل من نصف عام جرت في الـ 17 من أيلول الماضي، لتتكرر حالة التعادل مجددا، وانعدام قدرة أي من المعسكرين (اليمين المؤيد لنتنياهو والمعسكر المناهض له بقيادة غانتس) على تقديم ائتلاف حكومي يتمتع بتأييد 61 عضو كنيست، أو حتى حكومة أقلية لا يعارضها 61 عضو كنيست، فضلا عن فشل خيار حكومة وحدة وطنية تجمع بين الليكود و"كاحول لافان"، وانتهاء المهلة القانونية لتشكيل الحكومة الجديدة، والذهاب إلى انتخابات ثالثة تم تثبيت موعدها يوم الثاني من آذار 2020.

3 سيناريوهات

ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تجري الانتخابات هذه المرة وسط 3 سيناريوهات مختلفة لها، الأولى تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو بالشراكة مع الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة، أو حكومة برئاسة زعيم تحالف "كاحول لافان" بيني غانتس، أو الذهاب لانتخابات رابعة مرة أخرى.

ويبدو أن السيناريو الثالث هو الذي سيحدث، في ظل تعنت رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، وتأكيده أن حزبه لن يدخل أي ائتلاف حكومي يقوده نتنياهو، لكنه مستعد للانضمام إلى حكومة سيقودها مرشح آخر عن حزب الليكود. واتهامه بنيامين نتنياهو، بإبلاغ الأردن عدم نيته المضي قدما في تطبيق ضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وأن التلويح بأن الضم يأتي في سياق انتخابي.

جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة ثقافية في مدينة حولون عشية إجراء انتخابات الكنيست الـ23، حيث اتهم ليبرمان نتنياهو بـ"النفاق" فيما يتعلق بتصريحاته حول نيته فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت.

كما يواجه نتنياهو معارضة شديدة من قبل الحزب المتطرف (عوتسما يهوديت)، برئاسة ايتمار بن غفير، والذي يقول محللون سياسيون، إنه سيتسبب بخسارة معسكر اليمين برئاسة نتنياهو نحو 80 ألف صوت، رغم عدم اجتيازه نسبة الحسم في الانتخابات والبالغة 3.25%، بسبب نقض حزب الليكود لاتفاق مبرم بينهما سابقا، يتمثل بخفض نسبة الحسم بالانتخابات، وإخلاء الخان الأحمر في غضون 6 أسابيع، مقابل عدم خوض الانتخابات، وفقا لما نشره موقع "واللا" العبري.

حياة أو موت

وصفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الانتخابات الثالثة، بأنها "معركة حياة أو موت" بالنسبة لنتنياهو، مشيرة إلى أن "حزب الليكود يدرك هذه الحقيقة، ويعي أن عدم قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة عقب انتخابات اليوم تعني نهاية مشواره السياسي".

ويسعى حزب "الليكود" للحصول على تأييد 61 عضوا بالكنيست من أجل تشكيل الحكومة، وبدت بعض تصريحات أعضاء الحزب تميل إلى التفاؤل الحذر، مع أن جميع استطلاعات الرأي الانتخابية تدل على عدم قدرة كتلة اليمين التي يقودها "الليكود" على تحقيق هذا الرقم، وكذلك عدم قدرة منافسه كاحول لافان (أزرق أبيض).

وأشارت الصحيفة إلى أن "آمال الليكود منعقدة أيضا على إمكانية تحقيق 59 مقعدا لكتلة اليمين – الحريديم مجتمعة، لأن تحقيق هذا الرقم سيعني غلق الطريق أمام غانتس زعيم تحالف "كاحول لافان" لتشكيل حكومة أقلية تحظى بدعم الأحزاب العربية وحزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان من خارج الائتلاف، إذ إن هناك ثلاثة نواب عرب على الأقل سيرفضون تكليف غانتس.

حيلة نتنياهو

ووفق "القناة 13" الإخبارية، يمتلك نتنياهو خطة للتغلب على احتمال عدم الحصول على الـ 61 مقعدا، ومن ثم تشكيل حكومة اعتمادا على نواب منشقين عن "أزرق أبيض"، أو عن كتلة اليسار – الوسط في المجمل.

ويمتلك نتنياهو في هذه الحالة خيارين: الأول هو التعهد لأحد النواب من كتلة اليسار – الوسط بمنحه منصبا كبيرا، أي عمليا شراؤه سياسيا، والخيار الثاني هو جذب نواب على قناعة بضرورة عدم الذهاب إلى انتخابات رابعة.

وتثير الأنباء عن احتمال استعانة نتنياهو بنواب منشقين عن اليسار – الوسط، مخاوف حادة داخل "كاحول لافان"، لا سيما أن هناك تقديرات بأن عضوة الكنيست عن هذا الحزب عومير يانكليفيتش، قد تنشق وتنضم إلى كتلة اليمين عقب الانتخابات.

والسبب في هذه التقديرات يتعلق بإقالة غانتس لمستشاره الشخصي يسرائيل باخار، يوم الجمعة الماضي، على خلفية تسريب صوتي يظهر هذا المستشار وهو يقول إن غانتس "لا يمتلك الشجاعة لشن هجوم على إيران ويعرض أمن إسرائيل للخطر".

وأحدثت هذه القضية ضجة خلال اليومين الماضيين داخل "أزرق أبيض"، لأنها لم تقف عند باخار وحده، إذ طال التسريب النائبة يانكليفيتش، والتي يبدو أنها ذكرت في وقت سابق أن غانتس "أحمق" وحذرت من توليه لمنصب رئيس الوزراء، لذا فإن هناك تقديرات بأنها ستنشق وتنضم لحزب "الليكود" عقب الانتخابات.

وأكدت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن هناك قناعة لدى نائبة أخرى داخل "كاحول لافان"، رفضت كشف هويتها، بأن يانكليفيتش ستنشق عن الحزب، ونقل عنها أن مجموعة كبيرة من أعضاء الحزب على قناعة بحدوث هذا الأمر، نظرا لعلاقاتها القوية بمستشار غانتس الذي تمت اقالته، بل إنها كانت من أقنعته بالانضمام لـ "أزرق أبيض".

إحباط داخل اليسار

ولا تتوقف مخاوف حزب "أزرق أبيض" عند احتمال أن نجاح حيلة نتنياهو، واعتماده على نائب منشق أو أكثر عن اليسار-الوسط، فهناك تصريحات محبطة أطلقها أحد أضلاع هذه الكتلة، وهو وزير الدفاع الأسبق عامير بيرتس، زعيم حزب "العمل".

وتقول "القناة 13" العبرية، إن هناك حالة من الغضب داخل قيادة "كاحول لافان" إزاء تصريحات منسوبة لبيرتس، والذي يترأس تحالف "العمل – غيشر -ميرتس"، جاء فيها أن حكومة اليسار – الوسط "لن ترى النور دون أن تحصل على دعم ليبرمان والأحزاب العربية من الخارج".

وأضافت أن حزب "كاحول لافان" يرى أن تصريح شريكه المحتمل بيرتس، يمنح "الليكود" ورقة لعب مهمة جدا، وذريعة لتكسير عظام "أزرق أبيض" أمام مؤيديه.

نتائج متقاربة

أظهر استطلاع رأي أخير نظمته قناتا الأخبار 12 و"كان"، تقليص حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، الفارق في عدد مقاعد الكنيست مع حزب "كاحول لافان" برئاسة غانتس.

ووفقا لصحيفة "معاريف" التي نشرت نتائج الاستطلاع، سيحصل حزب الليكود على 35 مقعدا في الكنيست الـ 23 مقابل 34 مقعدا لصالح تحالف "كاحول لافان".

كما أظهر الاستطلاع حصول القائمة العربية المشتركة على 14 مقعدا، وتحالف الأحزاب اليسارية "العمل، غيشر، ميرتس" على 10 مقاعد، وحفاظ الحزبين الدينيين "شاس، ويهدوت هتوراة" على  المقاعد ذاتها التي حصلا عليها سابقا 8 مقاعد لكل حزب منهما، وتحالف الأحزاب المتطرفة "إلى اليمين" 7 مقاعد، وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد أيضا.

ويستدل من خلال نتائج هذا الاستطلاع، عدم قدرة الحزبين الرئيسين في إسرائيل، الليكود و "كاحول لافان" على حسم نتائج الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة وللمرة الثالثة على التوالي، بعد إجراء الانتخابات مرتين سابقا، كما أشرنا سابقا، بسبب عدم تحقيقهما تأييد 61 عضو كنيست من أصل 120 عدد مقاعد الكنيست.

وبلغ عدد مقاعد كتلة اليمين 58 مقعدا دون حزب "إسرائيل بيتنا"، فيما بلغ عدد مقاعد كتلة اليسار 44 مقعدا دون حزب القائمة العربية المشتركة.

وفيما يتعلق بالشخص المناسب لرئاسة الحكومة، يعتقد 43% من المستطلعة أراؤهم أن نتنياهو هو الأنسب، مقابل 33% لصالح غانتس.

فيروس كورونا

وعلى ضوء انتشار فيروس كورونا المستجد، أوضحت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 5630 إسرائيليا قابعون في الحجر الصحي، سيصوتون في صناديق اقتراع خاصة، وأن الإسرائيليين الذين تظهر عليهم علامات الإصابة بالفيروس، يحظر عليهم القدوم للتصويت في هذه الصناديق، وأكدت اللجنة أن التصويت في باقي صناديق الاقتراع آمن.

وأضافت الوزارة أن طواقم من "نجمة داوود الحمراء" هم من سيشرفون على صناديق الاقتراع للقابعين بالحجر الصحي من فيروس كوورنا، وسيقومون بعد الأصوات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com