بعد سيطرة دامت ربع قرن.. أردوغان يشهد ليلة سقوطه في إسطنبول
بعد سيطرة دامت ربع قرن.. أردوغان يشهد ليلة سقوطه في إسطنبولبعد سيطرة دامت ربع قرن.. أردوغان يشهد ليلة سقوطه في إسطنبول

بعد سيطرة دامت ربع قرن.. أردوغان يشهد ليلة سقوطه في إسطنبول

أظهرت نتائج الانتخابات في تركيا خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان لرئاسة بلدية إسطنبول، وهي هزيمة سارع المرشح بن علي يلدريم، إلى الإقرار بها، وهنأ منافسه أكرم إمام أوغلو، معربًا عن أمله "في أن يخدم المدينة جيدًا".

لكن ليلة سقوط إسطنبول، قد تمر طويلة على الرئيس أردوغان، وهو الذي يعرف هذه البلدية جيدًا، ويرى مراقبون أنه عمل منذ ما قبل الاستفتاء الذي منحه صلاحيات واسعة ـ وغيّر نظام الحكم في البلاد ـ على أن تبقى إسطنبول تحت قبضته، حيث فرغ رئيس وزرائه السابق وصديقه المخلص دون غيره "يلدريم" ليرمي بكامل ثقله، ودفعه للاستقالة مع رئاسة البرلمان لذات الغرض.

غير أن أردوغان "المعاند" أراد هزيمتين ليلدريم وحزبه، وخسارة أكبر له شخصيًا، كي يقتنع بأن إسطنبول لفظته وأنصاره لصالح مرشح معارض استغل جيدًا ورقة فساد أنصار الرئيس التركي، لينهي سيطرتهم على المدينة التي استمرت قرابة ربع قرن من الزمن.

والرئيس التركي، الذي عرّض اقتصاد بلاده لهزات قاسية، وأدخل ديمقراطية بلاده "دائرة الشك" برفضه نتائج الجولة الأولى، وقيل إن خرجاته الكثيرة هي التي ساهمت بخسارة رفيقه انتخابات مارس، التزم الصمت مؤقتًا قبل أن يخرج الأسبوع الماضي مهددًا الفائز، اليوم، بملاحقة قانونية، محذرًا من سقوط إسطنبول، فماذا بعد الهزيمة؟

صفعة لخيارات أردوغان

مراقبون للشأن التركي، يرون أن نتيجة، اليوم، وخسارة بلدية إسطنبول لصالح إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري، "تعد صفعة قوية لأردوغان" الذي ضغط على اللجنة العليا للانتخابات من أجل إعادة الاقتراع في المدينة الأكبر في تركيا، والتي كانت خزانًا انتخابيًا للحزب الحاكم قبل خسارة مرشحه في اقتراع مارس وتكرار السيناريو، اليوم.

وأردوغان الذي طالما اعتبر نفسه "سلطانًا عثمانيًا" تأخر به الزمان، والذي تجاهل قرع سكان إسطنبول في السابق للأواني في الشوارع احتجاجًا على إعادة الانتخابات، لن يعوزه تبرير هذه الهزيمة، وقد يرد على الانتقادات الدولية التي أثارها قرار إعادة الانتخابات واتهامات المعارضة بتآكل سيادة القانون، بأن هذه الخسارة "تظهر أن الديمقراطية التركية تعمل بشكل مثالي"، وهي جملة استخدمها، مساء اليوم، المرشح الخاسر يلدريم، وهو ينعى على مضض خيارات رئيسه.

والرئيس التركي، الذي شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول في التسعينيات، والذي كرَّر قبل أيام أن من "يفوز بإسطنبول سيفوز بتركيا"، عليه الآن أن يحاول الاستفاقة من صدمة خسارة المدينة مرة ثانية، والتي تعني أن "القبضة الحديدية" التي طالما حلم أن يحكم بها، باتت ضعيفة، وهي تعيش الهزات تلو الأخرى.

وأدلى 10 ملايين ونصف المليون ناخب، بأصواتهم، اليوم، في 31 ألف مركز انتخابي، ضمن 39 قضاء في ولاية إسطنبول، غالبيتهم عاقبت أردوغان، لتكون النتيجة أن إسطنبول طوت صفحة أنصاره، وما هزيمة، اليوم، إلا مؤشر على أن سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، لم تنل ثقة الكثير من الأتراك، كما أنها اختبار سيئ لديمقراطية تركية أراد لها أردوغان أن تجعل منه "الرجل الأوحد" وإن خسر أقرب مقربيه، ولو مُني بخسارة على يد معارض مغمور، عرف كيف يستثمر في أخطاء زعيم حزب العدالة والتنمية ليكتب نهاية مغامرة فيها الكثير مما لا يسر معارضي أردوغان.

رسائل الفوز

فوز مرشح المعارضة برئاسة بلدية إسطنبول، والذي يتوقع أن يعلن بشكل رسمي في وقت لاحق، فضلًا عن كونه ضربة موجعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي خسر الرهان مرتين في أقل من 3 أشهر، فإنه يتوقع أن يعيد موضوع الإدارة المالية للمدينة إلى الواجهة، خاصة أن المرشح الفائز أكرم إمام أوغلو، كرَّر كثيرًا في حملته الانتخابية، أن "الإدارة الحالية سيئة، وهي التي أدّت إلى تبديد مليارات الليرات التركية"، في بلدية تبلغ ميزانيتها نحو 4 مليارات دولار.

ويقول مراقبون أتراك، إن فوز إمام أوغلو سيفتح الباب أمام سلسلة من التغييرات، لا على صعيد المدينة فحسب، وإنما في جميع أنحاء تركيا.

وفي كل الأحوال يتوقع أن تعمّق هذه الهزيمة من "جراحات" أردوغان الكثيرة، والتي لن تكون خسارة بلدية إسطنبول آخرها، لرجل خسر في السابق أصدقاءه ورفقاء دربه من أجل أن يكون هو الزعيم الأوحد الذي بيده كل السلطات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com