ممثل كردي: انتخابات تركيا مسرحية لإكساب أردوغان مظهر الشرعية
ممثل كردي: انتخابات تركيا مسرحية لإكساب أردوغان مظهر الشرعيةممثل كردي: انتخابات تركيا مسرحية لإكساب أردوغان مظهر الشرعية

ممثل كردي: انتخابات تركيا مسرحية لإكساب أردوغان مظهر الشرعية

فقد الممثل كمال أولوسوي، وباقي أفراد فرقته المسرحية الكردية، وظائفهم إلى جانب آلاف آخرين في جنوب شرق تركيا، بعدما سيطرت الدولة على نحو 100 من مجالس البلديات التي فاز بها الحزب الرئيسي الموالي للأكراد في آخر انتخابات محلية.

ويذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع مجددًا يوم الأحد، لكن أولوسوي يقول إن الانتخابات البلدية ما هي إلا مسرحية أخرى تؤديها السلطات التركية، بعدما حذر الرئيس رجب طيب أردوغان من أن الدولة ربما تعين مجددًا أشخاصًا محل المسؤولين المنتخبين.

وقال أولوسوي الذي يمثل مسرحيات باللغة الكردية منذ نحو 30 عامًا: "ما نراه ليس ديمقراطية... الانتخابات ليست سوى إجراء شكلي لإكساب أردوغان مظهر الشرعية. ولا يزال بإمكانه فعل ما يريد".

ويشكل الأكراد نحو خمس سكان تركيا البالغ عددهم 82 مليون نسمة، وتحمّل جنوب شرق البلاد ذو الأغلبية الكردية، وطأة صراع مستمر منذ 3 عقود بين الدولة ومسلحي حزب العمال الكردستاني الساعين للحصول على حكم ذاتي، وأودى الصراع بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

ويقول أردوغان الممسك بزمام السلطة منذ 16 عامًا، إن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد لديه روابط بحزب العمال الكردستاني، وينفي الحزب أن له صلات بالجماعة المسلحة المحظورة.

ويأمل حزب "الشعوب" الذي يحظى بدعم قوي في الجنوب الشرقي، أن يستعيد السيطرة على بلديات انتزعت الدولة إدارتها منه عام 2016، بعد نحو عامين من آخر انتخابات محلية في 2014، وعينت الدولة مسؤولين، يعرفون باسم "القيومين"، لإدارة هذه المجالس.

لكن أردوغان يقول، إن الدولة ربما تعين "القيومين" مجددًا، إذا وجدت أن رؤساء البلديات الجدد لهم صلات بالمسلحين مثل من سبقوهم.

وهناك 31 ممثلًا في المسرح البلدي بمدينة "ديار بكر" من بين 15 ألف موظف في البلديات، يقول حزب "الشعوب" الديمقراطي إنهم فقدوا وظائفهم بعد تعيين "القيومين".

وقال أولوسوي الذي أنشأ فرقة مسرحية جديدة مع زملائه: "قاد ذلك إلى قدر هائل من الدمار والظلم والقمع في الفن والثقافة، وكل مناحي الحياة الأخرى في ديار بكر".

وليس أولوسوي وحده الذي ينظر للأمور بهذه النظرة القاتمة، إذ يشاركه فيها أنصار حزب "الشعوب" الديمقراطي الذين كانوا بين عشرات الآلاف من الأكراد الذين يحتفلون بعيد "النيروز" في ديار بكر، والذين ينتقدون بشدة الإجراءات الأمنية التي تتخذها الدولة وحملة أردوغان الانتخابية.

وقال جيلاني ألباي (63 عامًا) شاكيًا من تفتيش مركبته 3 مرات في طريقه إلى احتفالات عيد "النيروز"، التي تصادف بداية فصل الربيع: "الرئيس يستخدم لغة مثيرة للانقسام الشديد، أي شخص لا يؤيده يوصم بالخيانة".

وعلى مقربة أمسك آلاف الشبان بأيادي بعضهم بعضًا، ورقصوا على إيقاعات موسيقى كردية تدوي من مبكرات الصوت، بينما لوح آخرون بأعلام حزب الشعوب الديمقراطي بألوانها الحمراء والصفراء والخضراء.

وفاز الحزب الموالي للأكراد بآخر 3 انتخابات برلمانية منذ 2015 بفارق مريح في "ديار بكر"، وأجزاء كثيرة من الجنوب الشرقي، ولا ينافسه جديًا سوى حزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه أردوغان.

ويقول أنصار حزب "العدالة والتنمية"، إنه بعد أن عينت الدولة جومالي أتيلا رئيسًا لبلدية "ديار بكر"، شهد العامان الأخيران تحسنًا في الأمن والخدمات، بعد ضخ استثمارات قدرها 1.25 مليار ليرة (224 مليون دولار) للطرق والمتنزهات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com