كيف علق الأكراد على تهديدات وزير الدفاع السوري لمناطق الإدارة الذاتية؟
انتقدت الإدارة الذاتية الكردية، الثلاثاء، تصريحات وزير الدفاع السوري علي أيوب، والتي تضمنت تهديدًا للمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق البلاد.
وقال مكتب الدفاع في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، في بيان، إن "استخدام لغة التهديد ضد قوات سوريا الديمقراطية التي قامت بتحرير وحماية كل شمال وشرق سوريا من القوى الإرهابية، يخدم فقط القوى التي تعمل على تقسيم وحدة سوريا".
وأوضح البيان، الذي تلقت "إرم نيوز" نسخة منه، أن تصريحات وزير الدفاع السوري، تؤكد أن النظام السوري يصر على إنتاج نفسه من خلال الحسم العسكري والأمني، خلافًا لما نهدف إليه في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في تحقيق الأمن والاستقرار عن طريق تسوية سياسية شاملة".
وكان وزير الدفاع السوري قال، الأحد، خلال اجتماع عسكري مع رئيسي الأركان في كل من العراق وإيران، عقد في دمشق، إن الجيش السوري سيقوم "بتحرير" المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "بالقوة"، أو عبر "المصالحات الوطنية".
وتتألف قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيًا، من فصائل كردية وعربية، وهي تسيطر على نحو ثلث مساحة البلاد في شمال شرق سوريا، وهي تخوض حاليًا معركتها الأخيرة ضد تنظيم داعش في آخر جيب له في قرية الباغوز، على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، قرب الحدود العراقية.
ورأى بيان الإدارة الذاتية، أن هذه التصريحات تدل على "إصرار" الحكومة السورية على "سياسة القمع"، لافتًا إلى أن الإدارة "مع خيار الحل السياسي المبدئي، ولكن لن نتهاون في الدفاع المشروع عن حقوقنا".
وكان مجلس سوريا الديمقراطي، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، خاض جولة مفاوضات مع الحكومة السورية، الصيف الفائت، دون أن تسفر عن أية نتائج.
وفي أعقاب الحديث عن انسحاب أمريكي وشيك، سعى مجلس سوريا الديمقراطي، من جديد، إلى فتح قنوات للحوار مع السلطات السورية برعاية روسية، من دون التوصل، حتى اللحظة، إلى تفاهمات محددة.
وكانت دمشق استقبلت رئيسي أركان كل من سوريا والعراق، اللذين اجتمعا مع وزير الدفاع السوري؛ لبحث مكافحة الإرهاب، بحسب ما أعلن رسميًا.
ورأى مراقبون، أن هذا الاجتماع العسكري الرفيع لم يخل من رسائل سياسية خفية، عبر التلميح إلى أن محور طهران بغداد دمشق، يمثل تحالفًا استراتيجيًا على مختلف الأصعدة.
