رضا زاراب.. تاجر كسر العقوبات عن إيران وفجّر التوتر الحالي بين واشنطن وأنقرة
رضا زاراب.. تاجر كسر العقوبات عن إيران وفجّر التوتر الحالي بين واشنطن وأنقرةرضا زاراب.. تاجر كسر العقوبات عن إيران وفجّر التوتر الحالي بين واشنطن وأنقرة

رضا زاراب.. تاجر كسر العقوبات عن إيران وفجّر التوتر الحالي بين واشنطن وأنقرة

كشف التوتر المتصاعد بين واشنطن وأنقرة خلال الأسابيع الماضية، حالة الفتور الحالية في علاقات البلدين، ووصولها إلى منعرجات خطيرة بسبب بعض الملفات الشائكة والعالقة بينهما، ويتصدر تلك الملفات قضية تاجر الذهب التركي ـ الإيراني والذي تستعد السلطات الأمريكية لبدء محاكمته بتهمة غسيل الأموال والاحتيال.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدا صريحًا في هذه القضية، داعيًا السلطات في واشنطن إلى الإفراج عن رجل الأعمال رضا زاراب، مؤكدًا أن الأخير تعرض للضغط كي يكون "شاهد زور" حول قضية فساد، وهذا التصريح زاد من حدة التور حيال هذه القضية.

ورأى مسؤولون أمريكيون في قيام تركيا الأسبوع الماضي باعتقال موظف في القنصلية الأمريكية، محاولة من أنقرة للضغط من أجل الإفراج عن زاراب قبل بدء محاكمته المقررة في نيويورك في 27 تشرين ثاني/نوفمبر المقبل.

ويخطط المسؤولون الأتراك والأمريكيون للقاء الأسبوع المقبل لإجراء محادثات لتخفيف حدة التوتر القائم بين البلدين.

رشاوى بالملايين.

وجاء في المذكرة التي قدمها للمحكمة المدعي العام الاتحادي في الولايات المتحدة بريت بهارارا في شهر أيار/مايو 2016، نقلاً عن تقرير المدعي العام التركي في شهر كانون الأول/ديسمبر 2013، أن الأدلة التركية تصف مخطط رشوة ضخمة نفذه "زاراب" وآخرون، بدفع عشرات الملايين من اليورو والدولارات لمسؤولين حكوميين على مستوى مجلس الوزراء التركي وموظفين رفيعي المستوى في أحد البنوك لتسهيل معاملات "زاراب" لصالح إيران للتهرب من العقوبات الأمريكية ضد طهران.

وأشارت مذكرة بهارارا إلى أن هذه "الاستنتاجات تم إثباتها برسائل البريد الإلكتروني التي تم الحصول عليها من خلال التحقيق الذي قام به مكتب التحقيقات الفدرالي".

وكانت حملة أردوغان لتحرير "زاراب" غير عادية، ففي جلسة خاصة مع نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن  في 21 أيلول/سبتمبر العام 2016، طالب أردوغان بالإفراج عن "زاراب" بالإضافة إلى عزل بهارارا .

وفي ذات الجلسة التي قال مسؤولون أمريكيون إن نصف وقت المحادثة التي استمرت لـ 90 دقيقة كُرّس للحديث عن "زاراب"، كما ذكرت زوجة أردوغان القضية في تلك الليلة إلى جيل زوجة جو بايدن.

وقام وزير العدل التركي "بكر بوزداغ" في ذلك الوقت بزيارة النائب العام "لوريتا لينش" في تشرين الأول/أكتوبر للقول إن القضية "ليست قائمة على أي دليل"، وإنه ينبغي إطلاق سراح "زاراب" فوراً.

قضية أردوغان الأولى.

وناشد أردوغان شخصياً الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، حول هذه المسألة في آخر مكالمتين هاتفيتين في كانون الأول/ديسمبر وأوائل شهر كانون الثاني/يناير، كما قال مساعدوه السابقون.

وقال مسؤول كبير سابق في إدارة أوباما: " افترضنا أن هوس "أردوغان" بهذه القضية إذا ما استمرت إلى الأمام، أن المعلومات التي ستتكشف ستضر بأسرته وبه شخصياً في النهاية".

وبدأت حكومة "أردوغان" بالتقرب إلى فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل الانتخابات، حيث تم التعاقد مع أحد مساعدي الحملة الانتخابية لترامب، مايكل فلين، كواحد من جماعات الضغط الموالية لتركيا، واستمرت شركته بتلقي الأموال التركية خلال الفترة الانتقالية.

وبعد استقالة "فلين" من منصبه كمستشار لشؤون الأمن الوطني في شباط/فبراير، بدأ الأتراك بالعمل مع مستشار ترامب المقرب رودي جولياني.

وبحسب ما أوردت صحيفة واشنطن بوست، فإن القضية "سامة" لـ "أردوغان" ، لأنها تتقاطع مع خصمه رجل الدين التركي المنفي فتح الله غولن، الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا.

ويُلقي أردوغان باللوم على "غولن" في جمع وتسريب الأدلة حول زاراب في العام 2013، التي قالت تقارير وسائل الإعلام التركية إنها شملت ادعاءات ضد أسرة أردوغان.

وعندما التقى أردوغان مع بايدن قبل سنة، ادّعى بشكل غريب أن بهارارا كان أداة بيد غولن، وفقاً لمسؤول سابق.

إلى ذلك، تأتي مشاركة جولياني كأحد أطراف القضية المضطربة، حين قام بالاتصال ببهارارا يوم 24 شباط/فبراير لإبلاغه أنه يعتزم السفر إلى أنقرة نيابة عن زاراب.

وفي شهر آذار/مارس قام ترامب بصرف بهارارا من منصبه، وفي ذلك الوقت بدأ جولياني بالضغط على وزارة العدل من أجل الوصول إلى "قدر من الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا" من أجل "المصالح الأمنية" الأمريكية ومساعدة زاراب، كما قال جولياني في الملفات المودعة لدى المحكمة.

اتساع دائرة الاتهامات.

ورغم كل هذه المحاولات المختلفة للكف عن ملاحقة زاراب، إلا إن القضية استمرت بالتصاعد حتى توسعت الاتهامات الشهر الماضي لتتضمن اسم وزير سابق في الحكومة التركية وثلاثة أتراك بارزين.

وفي 11 أيلول/سبتمبر، أدان وزير العدل التركي بوزداغ، هذه الاتهامات الموسعة كمحاولة أخرى لـ"الانقلاب".

ويرى أردوغان أن المتآمرين من أتباع "غولن" هم وراء ادعاءات العام 2013 ضد حاشيته والانقلاب العسكري في شهر تموز/يوليو العام 2016.

وترى الصحيفة، أنه قد يكون أردوغان يأمل بأن يقوم ترامب بتأييده من أجل الضغط لتحرير زاراب.

وبحسب مراقبين، فإنه يبدو أن ترامب يتعاطف مع الزعيم التركي، ودعاه إلى عقد اجتماع في واشنطن في شهر أيار/مايو. ولكن تلك الزيارة تشوّهت عندما قامت مجموعة من حراس أردوغان بمهاجمة المحتجين خارج مقر إقامة السفير التركي، إضافة إلى أن حلقة مناورات ترامب قد ضاقت بسبب التحقيقات التي تحيط بإدارته.

هامش المناورة.

ويخشى بعض المسؤولين الأمريكيين من أن أردوغان قد يسعى إلى المساومة في احتجاز القس "أندرو برونسون"، الذي اعتُقل العام الماضي بتهمة دعم غولن، وإلقاء القبض في الأسبوع الماضي على الموظف منذ فترة طويلة في القنصلية الأمريكية في إسطنبول ميتين توبوز، الذي ادعت صحيفة تركية أنه كان على اتصال مع المدعي العام الموالي لـ "غولن" في العام 2013.

وكان أردوغان قد اقترح بنفسه الشهر الماضي مبادلة "برونسون" مع "غولن".

وتشير التطورات على الصعد المختلفة إلى أن واشنطن ما عادت تقتنع بعبارة حليف الناتو، حيث يصعب فهم كيف أصبحت الممارسات التركية الأخيرة "موجّهة" بـ"الخصومة والحكم الاستبدادي" ما يشعر واشنطن بالقلق إزاء ما هو قادم حيال أنقرة، بحسب ما يشير محللون مختصون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com