مظاهرة لليمين المتطرف في فرنسا احتجاجا على وجود المهاجرين
مظاهرة لليمين المتطرف في فرنسا احتجاجا على وجود المهاجرين أرشيف - ا ف ب

هل ساهم اليسار الأوروبي في دفع المجتمع نحو اليمين المتطرف؟

رأى محللون فرنسيون أن انقسامات اليسار الأوروبي، تسببت في فتح ثغرة لتسرب اليمين المتطرف إلى المجتمع.

جاء ذلك قبيل انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في يونيو/حزيران المقبل، والتي يسيطر اليمين المتطرف على نوايا التصويت في استطلاعات الرأي.

وقال أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات السياسية الفرنسي "سيانس بو" بليون، فيليب كوركوف، إنه "في مواجهة النتائج القياسية التي حققها التجمع الوطني (يمين متطرف) في السنوات الأخيرة واقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو، فإن اليسار لعب دوراً في التطور الهائل لليمين المتطرف في فرنسا".

وأضاف مؤلف كتاب (أصحاب السلاح من اليسار)، الذي تناول فيه رسائل مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزعيم حركة "فرنسا المتمردة" (يسار متطرف) جون لوك ميلانشون، ورموز اليسار بشكل عام، أن "مشكلاتهم سبب انصراف المجتمع الفرنسي عن اليسار واللجوء إلى اليمين المتطرف".

وأوضح لـ"إرم نيوز"، أنه "مع اقتراب الانتخابات الأوروبية، لم تكن التوقعات بالنسبة لليسار هي الأكثر إيجابية، فهم لا يزالون يعانون من الانقسام بين الاشتراكيين وعلماء البيئة والشيوعيين والمتمردين (اليسار المتطرف)".

ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة "إبسوس" أخيراً، يتفوق حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) إلى حد كبير على حزب الرئيس الفرنسي (النهضة) واليسار  في نوايا التصويت بنسبة تبلغ 31%.

أخبار ذات صلة
لوموند: الإعلام الفرنسي يتجه نحو "اليمين المتطرف"

وفند كوركوف أسباب أزمة اليسار:" كان القرن الـ 20 خاضعًا لسيطرة قطبين عالميًا: الشيوعيين والديمقراطيين الاشتراكيين".

وأضاف: "كلاهما انهار، ولكن لأسباب مختلفة، تدهور القطب الشيوعي بسبب الستالينية، وتدهور القطب الاشتراكي بشكل أبطأ، من تحول الديمقراطية الاجتماعية الأوروبية إلى شكل معين من الليبرالية الجديدة".

ووفقاً للمحلل السياسي الفرنسي، فإنه "بدلاً من مواجهة هذا التحدي، فإن العديد من القوى التي يتكون منها اليسار تميل أكثر إلى منطق التدمير الذاتي".

وبالنسبة لفيليب كوركوف، فإن الجمع بين الأزمة التاريخية والتدمير الذاتي لليساريين يفسر الحالة الراهنة لليسار، أدى إلى تفضيل الفرنسيين السياسات اليمينية المتطرفة.

وقال إن "اليسار ينسى رسالة التحرر التي ولدت خلال الثورة الفرنسية، والتي تحولت مع الحركة العمالية، والحركة النسوية، والحركة المناهضة للاستعمار والعنصرية".

وأوضح أن "تلك المطالب بالتحرر يتم تسطيحها في نهاية المطاف حول هذين القطبين اللذين يبدوان غير قابلين للتوفيق، لكنهما بطرق مختلفة، يشاركان في التدمير الذاتي لليسار.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية الفرنسي: "في رأيي أن نجاحات اليمين المتطرف في فرنسا ليست مجرد نتائج لعملهم السياسي، بل هي نتيجة الانهيار الفكري لليسار واليمين المعتدل، وهو ما أسميه الارتباك وهذا يعني أن الفرنسيين سيخلطون بين موضوعات اليمين المتطرف واليمين واليسار.

أخبار ذات صلة
بعد نجاح اليمين المتطرف في تمريره.. هل يدخل "ميثاق الهجرة" الأوروبي حيز التنفيذ؟

وبدوره، قال الباحث السياسي في المعهد الفرنسي للدراسات الدولية والاستراتيجية (إيريس) هشام لهميسي، إن "انطلاق حملة الانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران المقبل يعطي فرصة جديدة لليسار لكشف انقساماته".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "القوائم الأربع لليسار في انتخابات البرلمان الأوروبي، مشتتة، ويسعى كل منها إلى احتكار قيادة اليسار".

وأوضح أنه من هذا المنطلق فإن حزب فرنسا المتمرد (يسار متطرف)، الذي يستفيد من نتائجه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والاشتراكيين بقيادة رافاييل جلوكسمان، الذي يتقدم في استطلاعات الرأي على اليسار، يتلقان ضربة تلو ضربة.

ووفقاً للباحث الفرنسي، فإن "زعيم الحزب الاشتراكي رافاييل جلوكسمان، ينتقده الفرنسيون لقربه الأيديولوجي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما ينتقد اليسار المتطرف لتساهله تجاه روسيا".

ومن جهته، قال السيناتور الاشتراكي ريمي فيرود: "ليس لدى اليسار في فرنسا، الرؤية ذاتها للعالم، موضحاً أن "الانقسامات بين اليسار في أوروبا تشهد حرباً وليست مجرد انقسامات ثانوية في وجهات النظر"، بحسب الموقع الرسمي لمجلس الشيوخ الفرنسي "PublicSenat".

وأضاف: "لا يمكن لليسار أن يجتمع على شكل من أشكال التسامح تجاه الأنظمة الديكتاتورية والإمبريالية وتراجع الديمقراطية ورؤية غير عالمية لحقوق الإنسان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com