عناصر في "فاغنر" بشوارع روستوف
عناصر في "فاغنر" بشوارع روستوف (رويترز)

خاص لـ"إرم نيوز".. محلل سياسي: غايات خفية وراء "افتعال" تمرد فاغنر

يشكك مراقبون بحقيقة "التمرد العسكري" الذي نفذته مجموعة "فاغنر" العسكرية بقيادة يفغيني بريغوجين، ضد القيادة الروسية، وتثور تساؤلات حول ما إذا كان مفتعلاً أم حقيقياً.

ويرى المحلل السياسي والعسكري السوري المقرب من دوائر صنع القرار في دمشق كمال الجفا، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن التمرد "مفتعل لغايات خفية ستتضح خلال الأيام والأسابيع المقبلة".

وقال إن "العلاقة التي جمعت بوتين وبريغوجين، عبر أعوام من العمل المشترك، أجبرت الرئيس الروسي على عدم استخدام القوة المفرطة في التعامل مع تمرد (فاغنر) المسلح".

بريغوجين لدى خروجه من روستوف
بريغوجين لدى خروجه من روستوفرويترز

ورأى أن "بوتين قدّر تضحيات (فاغنر) خلال الأعوام السابقة في معارك سوريا وليبيا والسودان، وصولاً لأوكرانيا؛ ما جعله يفكر بحكمة ويتريث قبل فتح معركة للقضاء على عناصر المجموعة، خاصة وأن الجيش الروسي يخوض عمليات عسكرية دفاعية في شرق أوكرانيا مع بدء الهجوم الأوكراني المضاد بدعم كبير من الدول الغربية".

وتابع: "تعداد عناصر (فاغنر) لا يتعدى 25 ألف مقاتل، مقابل تعداد هائل للجيش الروسي الذي يصنف كثاني أقوى جيوش العالم، وبالتالي فإن أي معركة كانت ستحصل، ستكون الغلبة للقوات الحكومية الروسية.. لذا لم يكن هناك داع للسحق العسكري".

وأردف الجفا: "عناصر (فاغنر)، بالنهاية كما كان يردد بوتين، من أبناء روسيا وحاربوا وحققوا انتصارات بموازاة الجيش الروسي.. لذا، لا يريد بوتين، تضييع التضحيات التي قدمتها المجموعة، ولا أن يستغل جيش كييف أي فراغ في جبهات القتال شرق أوكرانيا".

أخبار ذات صلة
بطلب من بوتين.. لوكاشينكو يتوسط لحل النزاع بين موسكو و"فاغنر"

وتساءل الجفا: "كيف يمكن أن يتخيل المرء أن دولة عظمى كروسيا، بكل تلك الإمكانيات العسكرية والمساحة الجغرافية والقدرة الحيوية، تخيفها مجموعة مسلحة، أكثر ما يمكن أن تفعله هي عمليات تخريب".

وأكد أن "هذا أمر مضخم إعلامياً.. والأنباء عن تقدم 5 آلاف من المجموعة صوب موسكو كانت عبارة عن ضجة إعلامية مبالغ فيها".

واستبعد المحلل السياسي السوري أن يكون بريغوجين "صندوق بوتين السري"، قائلاً: "تلك معلومات بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فمن السذاجة أن يسلم بوتين أسراره لأحد معاونيه مع أن الرجل كان محل ثقة لدى الكرملين".

وأكمل قائلاً: "من المرجح أن قائد (فاغنر) لا يمتلك أي أسرار عن الرئيس الروسي، ولا يوجد أي أسباب ظاهرة للعيان سوى خلافات شخصية بين القادة العسكريين وبريغوجين، أدت للتمرد".

واعتبر المحلل السوري أن "هذا أمر طبيعي كون المدرسة العسكرية التي تنتمي لها (فاغنر) وزعيمها مختلفة كلياً عن المدرسة العسكرية الروسية عقائدياً، إذا كان الأمر كما صور إعلامياً، والتفاصيل الخفية وراء التمرد ستتضح مع الأيام المقبلة".

وأكد أن "مدرسة (فاغنر) غريبة عن الجسم العسكري الحقيقي في روسيا، حيث جاءت بها الظروف أو المصالح ولا يمكن لها الاستمرار".

وواصل الجفا حديثه قائلاً: "إذا قارنا تصرفات بعض مجموعات الدفاع الوطني في سوريا وسلوكها، بسلوك (فاغنر)، فسوف نرى تشابهاً في التصرفات والمصير من ناحية (التطعيم بالضباط العاملين وتقييد الصلاحيات وتغيير القيادات في كثير من الألوية والفيالق التي أسسها مدنيون سوريون في بداية الحرب في سوريا)".

أخبار ذات صلة
الهدوء يسود "روستوف" بعد مغادرة بريغوجين ومقاتلي "فاغنر"

أما بالنسبة للوساطة التي نتجت عن تدخل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، لنزع فتيل الأزمة، قال الجفا إنه "لم يكن لتلك الوساطة حاجة إلا من أجل إكمال صورة ستتضح فيما بعد، والجميع في روسيا كان يعيش بشكل طبيعي، ولم يقلق أحد سوى المغرضين".

وفيما يتعلق بإعلان القوات الشيشانية استعدادها للتدخل لحسم أمر "فاغنر" عسكرياً، قال الجفا، إن "بوتين لم يعلن عن الاستعانة بقوات رمضان قديروف، ضد (فاغنر)، لكن بحكم التحالف الوثيق بين الزعيمين، أعلن الأخير استعداده لمحاربة بريغوجين، وبالتالي فالإعلان أمر والبدء بعملية عسكرية أمر آخر".

وختم قائلاً: "قديروف، جزء أساسي من منظومة الحكم في روسيا وجزء من الجغرافيا الروسية السياسية وليس هناك أي منحى ديني أو طائفي لقراره التصدي لمقاتلي (فاغنر)، إلا الانتماء لروسيا الموحدة، وهذا الأمر هو ما دفعه للمسارعة إلى دعم بوتين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com