الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ أ ف ب

تايوان ومصادر الردع الحقيقية.. على أمريكا طمأنة الصين

شدّدت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية على أهمّية الدّعم الأمريكي العسكري لتايوان، لكنّها أكدت على عدم كفايته لردع بكين، حيث ترى المجلة أن هناك مصادر ردع حقيقية تشمل ضرورة أن تطمئن واشنطن بكين، فعلى إدارة بايدن أن لا تكتفي "بمجرد التهديد".‎

في مقال تحليلي مطوّل قالت الصحيفة إن القوة المتنامية للمؤسسة العسكرية الصينية وموقفها "العدواني المتزايد" تجاه تايوان جعل من ردع الصّين في مضيق تايوان تحدياً غاية في الصعوبة.

ولفتت "فورين أفيرز" إلى ضرورة أن تدعم الولايات المتحدة جهود تايوان الرامية إلى تطوير "استراتيجية القنفذ" للدفاع عن نفسها، لكنها استدركت أن "ردع الصين لا يجب أن يقتصر على ترسانة الأسلحة أو الجنود على الأرض والطائرات والسفن والاستراتيجيات، لأنّ "التهديدات العسكرية وحدها قد تفشل في منع نشوب حرب بشأن تايوان".


وترى المجلة أن الاعتراف بوجود تهديد عسكري حقيقي من الصين يعد جزءا من استراتيجية الردع الناجحة، لكن الأمر يتطلب أيضا "ضمانات لإبعاد الخصوم المحتملين"، فكما كتب توماس شيلينج رجل الاقتصاد المتوّج بجائزة نوبل، فإن عبارة "خطوة أخرى وسأطلق النار" لا يمكن أن تشكل تهديدا رادعاً، إلا إذا كانت مصحوبة بتأكيد ضمني مفاده "وإذا توقفت، فلن أتوقف".

وأوضحت المجلة أنّ الأطراف الثلاثة المعنيين بمضيق تايوان لا تقدم لبعضها الضمانات الكافية.

وقالت المجلة إنه ولتعزيز الردع في تايوان، على واشنطن أن تشير بوضوح إلى أنها تعارض أي تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن في مضيق تايوان، كما يجب عليها تجنب "إعطاء الانطباع بأنها تتحرك نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية الرسمية أو التحالف الدفاعي مع الجزيرة".

وأردفت فورين أفيرز: "إذا ما قامت الولايات المتحدة بالتهديد المشروط والموثوق برد عسكري (من قبل واشنطن وتايبيه) تجاه أي استخدام للقوة ضد الجزيرة، فإن ذلك يعتبر ضمانا من شأنه أن يساعد في منع حدوث الحرب".

أخبار ذات صلة
بكين وواشنطن تتبادلان الاتهامات بشأن سفينة أمريكية في بحر الصين الجنوبي

انتقادات لإدارة بايدن

كررت إدارة بايدن بانتظام أنها "لا تدعم استقلال تايوان" وتعارض التغييرات الأحادية الجانب في الوضع الراهن من قبل أي من الجانبين.

ورأت المجلة أن هذه التصريحات تتوافق مع السياسة الأمريكية التقليدية المتمثلة في "الغموض الاستراتيجي" والتي تتجنب واشنطن من خلالها تحديد الظروف التي ستتدخل فيها في صراع المضيق.


واستدركت المجلّة قائلة: "لكن مصداقية تلك التصريحات أصبحت موضع شك بسبب إصرار بايدن المتكرر على أن الولايات المتحدة ستهب للدفاع عن تايوان إذا تعرضت للهجوم على الرغم من أن الولايات المتحدة لم يكن لديها التزام رسمي بالدفاع عن تايوان منذ ذلك الحين.

وأردفت أن إدارة الرئيس بايدن تصرّ على أنها لم تدخل أي تغييرات على سياسة "صين واحدة"، لكن تصريحات بايدن خالفت مراراً وتكراراً الغموض الاستراتيجي.

أخبار ذات صلة
رئيسة تايوان تستبعد غزوًا صينيًا في الوقت الحالي‎

لتجنّب نشوب حرب ..


ومن أجل تجنب نشوب الحرب، تقول الصحيفة الأمريكية إنه يتعين على تايوان أن تسمح لزعماء بكين بالاعتقاد بأن الوحدة السلمية ما زالت ممكنة.

كما أشارت إلى أنه من مصلحة واشنطن أن تظل الصين متفائلة بأنها قد تتمكن في وقت ما في المستقبل من حل خلافاتها مع تايوان دون اللجوء إلى العنف، ويتعين على الصين أن تقنع شعب تايوان بمزايا التكامل السلمي.

كما يجب على الولايات المتحدة، بحسب المجلة، أن تتجنب الإدلاء بتصريحات أو اتخاذ إجراءات قد تدفع بكين إلى استنتاج أن "التوحيد" لا يمكن تحقيقه إلا من خلال القوة.

كما لا ينبغي للحكومة الأمريكية أن تستخدم في اتصالاتها الرسمية رموز سيادة تايوان، أو الإشارة إلى تايوان كدولة أو حليف، كما فعلت إدارة ترامب في تقرير وزارة الدفاع لعام 2019.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com