فرنسا تعتزم تزويد أوكرانيا بأحدث "مسيرات انتحارية"

قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إن باريس تعتزم، خلال الأسابيع المقبلة، تزويد أوكرانيا بأحدث الطائرات الانتحارية بدون طيار، التي تطورها باريس حاليًا.

وتأتي الخطوة الفرنسية على خطى واشنطن ولندن، اللتين وعدتا كييف بتزويدها بآلاف الطائرات المسيّرة المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وقال الوزير الفرنسي في مقابلة مع صحيفة "جورنال دو ديمانش": "من المحتمل جدًا أن نشهد نجاحًا كبيرًا من حيث القدرات العسكرية الجديدة في عام 2024، أحد الأمثلة على ذلك يتعلق بتطوير جيل جديد من طائرات الكاميكازي بدون طيار".

وأشار إلى أن ذلك "المشروع حاليًا في مرحلة الاختبار، وستكون أوكرانيا واحدة من أولى الدول التي ستتسلم هذه الطائرات بدون طيار في الأسابيع المقبلة"؛ وهو ما "سيسمح أيضًا باختبار قدرات هذه المسيّرات والتطوير في ساحة المعركة"، بحسب تعبيره.

وأوضح الوزير الفرنسي أن بلاده "ليست في حالة حرب مع روسيا، ومساعدة أوكرانيا لا تعتبر تواطؤا في الصراع"، لافتًا أن "فرنسا تعمل على إدخال الذكاء الاصطناعي في السيطرة على مدافع الهاوتزر من طراز قيصر، الأمر الذي سيحسن الاشتباك مع الأهداف".

ونوه إلى أن بناء مصنع البارود لشركة "يورينكو" في مقاطعة دوردوني غرب فرنسا سيبدأ في شهر آذار/مارس المُقبل؛ مما سيزيد إنتاج قذائف عيار "155" المستخدمة في مدافع "الهاوتزر سيزار" إلى 150 ألفًا سنويًا، مؤكدًا أن فرنسا تزود أوكرانيا بـ3 آلاف قذيفة من هذا النوع شهريًا منذُ شهر شباط/فبراير.

وذكر الوزير الفرنسي أن فرنسا تعتزم أيضًا زيادة إنتاج القذائف ذات العيار الصغير، التي تشتريها حاليًا من الخارج.

وبين أن الجيش الفرنسي سيتسلم في عام 2024، 253 ناقلة جند مدرعة من طراز "غريفون"، و45 مركبة استطلاع قتالية من طراز "جاكوار"، و97 مركبة "سيرفال"، و13 مقاتلة "رافال" ومقاتلات "ميراج 2000" محدثة، فضلًا عن طائرتي نقل عسكريتين من طراز "إيرباص"، وغواصة نووية وسفينة دورية.

واعتمدت فرنسا في شهر آب/أغسطس من عام 2023 قانونًا بشأن "البرمجة العسكرية، ينص على زيادة قياسية في تمويل الإدارة العسكرية في السنوات السبع المقبلة، حيثُ سترتفع ميزانية وزارة الدفاع خلال الأعوام 2024 -2030 إلى 400 مليار يورو، مقابل 295 مليارًا خُصصت للأعوام 2019-2025.

ويجب أن تصل الميزانية الإجمالية للقوات المسلحة إلى 413.3 مليار يورو (أكثر من 454 مليار دولار)، وفي العام الحالي بلغت ميزانية وزارة الدفاع 47.2 مليار يورو.

ووقع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، يوم الجمعة الماضي، اتفاقية أمنية ثنائية، لمدة 10 سنوات وستكون سارية المفعول حتى انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال ماكرون، إن الاتفاق يتضمن مساعدات عسكرية بقيمة 3 مليارات يورو لأوكرانيا في عام 2024، ويغطي الاتفاق أيضًا توريد المعدات العسكرية الحديثة إلى أوكرانيا، المتوافقة مع الأسلحة التي يقدمها الناتو، وتدريب الجنود الأوكرانيين وتعزيز صناعة الدفاع في أوكرانيا.

وكانت روسيا أرسلت في وقت سابق مذكرة إلى دول "الناتو" بشأن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، حيثُ قالت وزارة الخارجية الروسية إن دول حلف شمال الأطلسي "تلعب بالنار" من خلال إمداد أوكرانيا بالأسلحة.