بعد انتخاب الغنوشي.. هل اتضحت ملامح المشهد السياسي بتونس؟
بعد انتخاب الغنوشي.. هل اتضحت ملامح المشهد السياسي بتونس؟بعد انتخاب الغنوشي.. هل اتضحت ملامح المشهد السياسي بتونس؟

بعد انتخاب الغنوشي.. هل اتضحت ملامح المشهد السياسي بتونس؟

بدأت ملامح المشهد السياسي في تونس تتضح بعد جلسة افتتاح البرلمان التي انتهت بإعلان تركيبة رئاسة المجلس وانتخاب رئيس حركة "النهضة" الإسلامية راشد الغنوشي رئيسًا له بأغلبية مريحة.

وحصل الغنوشي على الأغلبية في البرلمان بفضل تحالف النهضة غير المعلن مع حزب "قلب تونس" صاحب ثاني كتلة برلمانية وائتلاف الكرامة، صاحب المركز الرابع من حيث حجم الكتل وعدد المقاعد في المجلس الجديد.

وقال مصدر من حزب "قلب تونس" لـ "إرم نيوز" إنّ اللقاء الذي جمع رئيس الحزب نبيل القروي برئيس حركة "النهضة" قبل ساعات من الجلسة الافتتاحية للبرلمان كان حاسمًا في تغيير وجهة التحالفات وفي التقارب بين الطرفين، بعد أشهر من الجفاء والاتهامات المتبادلة خصوصًا من جانب حركة النهضة التي كانت تطلق على حزب القروي "حزب الفساد".

تنازل النهضة

وأضاف المصدر أنّ الحزب "غلّب المصلحة الوطنية وأدرك نوايا حركة النهضة، وتلقى رسالتها بإيجابية، وهي أنّها متمسكة برئاسة البرلمان مقابل التنازل في ملف تشكيل الحكومة".

وأوضح أنّ "النهضة" إن لم تجد مساندًا لمرشحها لرئاسة البرلمان ستتمسك برئاسة الحكومة؛ ما قد يؤدي إلى طريق مسدود بالنظر إلى غياب التحالفات اللازمة، وفق تعبيره.

واعتبر المصدر أنّ نتائج انتخابات رئيس البرلمان كشفت عملية الفرز الحاصلة في المشهد البرلماني الجديد، وتبينت تركيبة القوى التي ستساند حركة "النهضة" في الحكومة الجديدة (وأساسًا قلب تونس وائتلاف الكرامة) وتلك التي اختارت المعارضة وهي الحزب الدستوري الحر وحركة الشعب والتيار الديمقراطي.

ترويكا جديدة

بدوره، قال النائب في البرلمان  التونسي عن حركة الشعب خالد الكريشي، اليوم الخميس إن حكومة ترويكا جديدة بدأت ملامحها تتبلور بتحالف حركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة.

وأوضح خالد الكريشي المنتخب حديثًا في البرلمان التونسي الجديد،  في حوار مع إذاعة "شمس أف إم" ، أن المرحلة الأولى لتشكيل هذه الترويكا بدأت بانتخاب النائب عن قلب تونس سميرة الشواشي نائبًا أولًا لرئيس البرلمان بعد مفاوضات غير معلنة بين النهضة وحزب القروي.

وبتكوّن "الترويكا الجديدة" التي تضم "النهضة" و"قلب تونس" وائتلاف الكرامة، يكون الشاهد خرج عن منظومة الحكم للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الحكومة المنتهية ولايتها، غير أن فرضية انضمام حزب "تحيا تونس" لمشاورات تشكيل الحكومة تبقى قائمة، حسب متابعين للشأن السياسي.

وكانت حركة "النهضة" الفائزة بأغلبية مقاعد المجلس التأسيسي في انتخابات 2011 ترأست أول تحالف ثلاثي (ترويكا) ضمّ -أيضًا- حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، غير أن نهاية التجربة كانت صعبة على الحزبين المتحالفين مع الحركة الإسلامية إذ تدنت شعبيتهما حتى أشرفا على الاندثار.

وبعد انتخابات 2014 التي حلّت فيها "النهضة" في المركز الثاني من جهة عدد المقاعد البرلمانية تحالفت الحركة مع حزب "نداء تونس" الذي حل أولًا وشاركت في حكومته الأولى بوزير واحد، غير أنّها تمكنت بعد ذلك شيئًا فشيئًا من التمدد داخل الحكومة حتى أصبح لها ستة وزراء، بينما تراجع "نداء تونس" وأنهكته الخلافات ولم يحصد في الانتخابات الأخيرة سوى ثلاثة مقاعد.

وتخشى قيادات في حزب "قلب تونس" من أن يعرف حزبها مصيرًا مشابهًا لحزب "نداء تونس" ولحزبي المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات من قبله، وأبدت اعتراضها على التوجه الذي سار فيه الحزب بالتقارب مع "النهضة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com