تونس.. الغنوشي يعرقل مفاوضات "النهضة" لتشكيل حكومة جديدة

أنهت حركة "النهضة" في تونس، سلسلة مشاوراتها الأولية مع الأحزاب المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة دون التوصل إلى مواقف مؤيدة لتصورها، ما قد يدفعها إلى التنازل واختيار شخصية "توافقية"، بعد الرفض الواسع لطرح اسم راشد الغنوشي لرئاسة الحكومة.

واستقبل رئيس حركة النهضة، اليوم السبت، وفدًا عن ائتلاف الكرامة، الحاصل على 21 مقعدًا بالبرلمان الجديد.

وقالت مصادر بالحركة إنّ اللقاء يأتي "في إطار مواصلة المشاورات التي تجريها الحركة مع مختلف الأطراف في الساحة السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة"، وأنه يمثل اختتامًا لسلسلة لقاءات شملت كبرى الكتل البرلمانية كالتيار الديمقراطي وحركة الشعب.

تحفظات قادة الحركة

وأضافت المصادر، لـ"إرم نيوز"، أنّ الحركة لا تزال تواجه مصاعب من الأحزاب التي التقتها، وشروطًا للتفاوض حول هوية رئيس وشكل الحكومة وبرنامج عملها، رغم طرح الحركة الخطوط العريضة لهذا البرنامج ضمن الوثيقة التعاقدية التي عرضتها أمس الجمعة على شركائها.

وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم الإفصاح عن هويتها، إلى أنّ الحركة تشهد تململًا بين عدد من قياداتها بسبب تمسكها بترشيح شخصية من داخلها لرئاسة الحكومة، وهو آخر موقف عبرت عنه الحركة أمس خلال ندوة صحفية لتقديم وثيقتها لبرنامج عمل الحكومة.

وأوضحت أنّ قيادات داخل الحركة تتحفظ على ترشيح رئيسها راشد الغنوشي لهذا المنصب، وفق ما ينص عليه القانون الداخلي للحركة، غير أنها لم تستبعد الذهاب في خيار ترشيح شخصية مستقلة تكون ذات قابلية لدى الرأي العام لمنصب الحكومة الجديدة إذا ما تواصلت حالة الرفض لتوجهات الحركة الحالية.

حكومة ثورة

وكان القيادي والوزير السابق محمد بن سالم دعا إلى استبعاد فرضية ترشيح رئيس الحركة راشد الغنوشي لرئاسة الحكومة المقبلة، وتشكيل ما سماه بـ"حكومة ثورة" تستبعد فيها الوجوه القديمة والأطراف التي انتهجت سياسة التوافق مع حزب "نداء تونس" عقب انتخابات 2014، وهو التوجه العام، الذي عبّر عنه ائتلاف الكرامة في لقائه برئيس الحركة راشد الغنوشي اليوم السبت.

واعتبر أنّ هذه المرحلة تقتضي القطع مع الماضي وتشكيل حكومة تقودها قوى تؤمن بقيم الثورة ومبادئها وأهدافها، ما يعني استبعاد كل من عمل في الحكومات التي أعقبت انتخابات 2014 والقيادات التي ذهبت في خيار التوافق مع "نداء تونس".