وصفه البعض بـ"المذل".. خطاب بن صالح أمام بوتين يثير جدلًا بين الجزائريين (فيديو)
وصفه البعض بـ"المذل".. خطاب بن صالح أمام بوتين يثير جدلًا بين الجزائريين (فيديو)وصفه البعض بـ"المذل".. خطاب بن صالح أمام بوتين يثير جدلًا بين الجزائريين (فيديو)

وصفه البعض بـ"المذل".. خطاب بن صالح أمام بوتين يثير جدلًا بين الجزائريين (فيديو)

أثار خطاب للرئيس الجزائري المؤقت، عبد القادر بن صالح، أمس الخميس، أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جدلًا قويًا بين الجزائريّين، وصل حدّ وصف بعضهم له بأنه "مذل".

وخاطب بن صالح الرئيس الروسي قائلًا: "إن كنت طلبت لقاءكم فلأطمئنكم أن الوضع في الجزائر وضع متحكم فيه، وأننا قادرون على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة.. رغم أن وسائل إعلام تضخم ما يجري في الجزائر وتسعى إلى تقديم معلومات تنقصها الدقة”.

وقوبلت التصريحات بردود فعل متباينة، بين مستنكر لاعتبارها "توددًا" و"تدخلًا روسيًا في الشأن الداخلي للجزائر"، وبين توصيفها بأنها "عادية وتمت ضمن أطر رسمية وقنوات دبلوماسية معروفة وعلنية".

واجتمع بن صالح وبوتين على هامش قمة سوتشي حول التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية، حيث دافع الرئيس المؤقت عن إجراءات الحكومة الجزائرية، وتعاطي الجيش مع الأزمة السياسية المستمرة منذ 22 شباط/فبراير الماضي.

هفوات الدبلوماسية

واعتر الباحث في الشؤون الإستراتيجية زكرياء بورزق، أن "مضمون وصيغة كلام عبد القادر بن صالح أثناء لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش اللقاء الذي جمعهما في القمة الروسية الأفريقية، هوى إلى هفوة سياسية ودبلوماسية خلفت تجاوبًا سلبيًا لدى غالبية الشارع الجزائري".

ويوضح بورزق في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن طريقة العرض التي اعتمدها الرئيس الجزائري المؤقت بدت وكأنه "يقدم تقريرًا لنظيره الروسي عن تفاصيل شأن داخلي محض، ومدى سيطرة السلطة عليه وفرصها في النجاح في تنظيم الانتخابات الرئاسية في وقتها، حتى وإن كانت من باب تقديم التطمينات لدولة حليفة".

ويضيف الباحث بالمدرسة العليا للعلوم السياسية أنه  "كان من المفترض أن يكون حديثه عامًا عن طبيعة العلاقات التي تجمع البلدين، وفرص تعزيزها مستقبلًا والموقف الروسي المعبر عنه سابقًا، الرافض لأي تدخل أجنبي في الأزمة السياسية الجزائرية".

إجراءات البروتوكول 

وعلى النقيض يرصد الباحث في العلاقات الدولية خالد بوعكاز، أن كثيرًا من المنتقدين لمباحثات بن صالح مع بوتين، يجهلون "ما معنى المجال الحيوي الروسي؟"، ثم يتساءل "هل تعلمون بأيّ فلك حيوي تسبح الجزائر بالنسبة للقوى العظمى؟".

ويضيف بوعكاز لـ"إرم نيوز" أن "روسيا بترسانتها الاستخباراتية لا تنتظر التقرير من القائم بأعمال الرئاسة في الجزائر، وذلك مرتبط أيضًا بمدى عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، التي لا تخضع لتقارب أو تنافر نظامين بقدر ما تخضع لإرادة دولتين".

وتابع الباحث الجزائري أن كثيرين يجهلون أو يتجاهلون أن "روسيا تدخلت بشكل رهيب في آخر انتخابات بالولايات المتحدة الأمريكية، وأنها في حالة بلاده تظل روسيا حليفًا إستراتيجيًا له كلمته في المحيط الدولي، مع العلم أن فرنسا وهي الشريك التقليدي للجزائر، زمن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لا يعجبها التوجه الجزائري الحالي صوب موسكو".

ويبرز بوعكاز أن الصورة التي بدا عليها فلاديمير بوتين وهو ينظر إلى ضيفه، وقد فسرها البعض بأنها تكبر وتعالٍ، ليست سوى صورة تتكرر كثيرًا في الإدارة الجزائرية قبل أن تصدر عن الدب الروسي"، في إشارة إلى ممارسات بيروقراطية ظلت قائمة في التنظيم السياسي والإداري في الجزائر.

تأويلات بنوايا سيئة

إلى ذلك، شددت الصحفية المتخصصة في الشؤون السياسية حكيمة ذهبي، على أن "تصريحات عبد القادر بن صالح، ربما لم تكن ستأخذ هذا الحجم من الانتقاد لولا الصورة التي ظهر فيها الرئيس الروسي يُحرّك رأسه بابتسامة عريضة بدت للجزائريين أنها استهتار، ولذلك انتقدوا جلوس رئيس بلادهم المؤقت أمام فلاديمير بوتين".

وذهبت ذهبي في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى اعتبار أن جملة "جئت لأطمئنكم" هي التي جلبت الانتقادات لبن صالح الذي كان عليه أن ينتقي كلماته بعناية، حتى يكون اللقاء عاديًّا، وخصوصًا أن القائم بأعمال الرئاسة الجزائرية سياسي مخضرم، وله باع طويل في الممارسة الدبلوماسية وقد بدأ حياته صحفيًّا وقاد وفودًا دبلوماسية وبرلمانية عديدة إلى الخارج".

وتعتقد حكيمة ذهبي أن "كثيرين روجوا بنية سيئة لمقطع فيديو يتحدث فيه بن صالح فقط، لأنه لو واصلنا مشاهدة حديث الطرف الروسي لوجدناه لقاءً عاديًّا، لا يمكن أن ننسى أن روسيا حليف إستراتيجي للجزائر على مرّ التاريخ، لذلك يهمها كثيرًا استقرار الجزائر، وهكذا هي العلاقات الدولية مبنية على المصالح المشتركة".

وخلال اللقاء المثير للجدل، جزم بن صالح أن حكومته "رسمت تصورًا وخطة، ونسير في إطارها وهي في مراحلها الأخيرة، وقد اعتمدنا الحوار مع الشركاء وممثلي المجتمع المدني، وكوّنا لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وانسحبت الحكومة والرئاسة والمؤسسة العسكرية من المسار الانتخابي نهائيًا”.

بدوره، لم يتردد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين،  في توفير دعم دبلوماسي دولي للجزائر، قائلًا: “نحن من جهتنا جاهزون لتقديم كل الدعم على أساس الصداقة التقليدية التي بيننا والثقة المتبادلة بين بلدينا وشعبينا”.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com