الإساءة للسيدات.. تهمة تلاحق "نداء تونس" بعد رحيل السبسي
الإساءة للسيدات.. تهمة تلاحق "نداء تونس" بعد رحيل السبسيالإساءة للسيدات.. تهمة تلاحق "نداء تونس" بعد رحيل السبسي

الإساءة للسيدات.. تهمة تلاحق "نداء تونس" بعد رحيل السبسي

أثارت تصريحات أمين عام حزب "نداء تونس" علي الحفصي حول دور النساء داخل الحزب، وعدم مراهنة الحزب على العنصر النسائي الذي اعتبر أنه "غير ضامن للفوز" استياء من نساء الحزب، وجدلًا واسعًا حول توجهات الحزب ما بعد مؤسسه الراحل الباجي قائد السبسي.

وقال الحفصي إنه من الصعب على "نداء تونس" الفوز في الانتخابات التشريعية بنساء يرأسن القوائم، اعتبارًا لضعف الكفاءة لدى المترشحات، وفق تعبيره؛ ما أثار موجة غضب وصلت حد الدعوة إلى إقالته من منصبه بالحزب.

واعتبر مراقبون أن خطاب "نداء تونس" بدأ يتغير، إذ لم يسبق أن تحدث أمين عام للحزب بهذا الشكل الذي اعتُبر مسيئا للمرأة ولدورها النضالي داخل الحزب، مشيرين إلى أن في هذا الخطاب انحرافًا عن المبادئ والأسس الكبرى التي أسس عليها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حزبه، ومنها اعتبار المرأة شريكًا فاعلًا ومساويًا للرجل في جميع المحطات والاستحقاقات التي يخوضها الحزب.

ودعا عدد من المنتسبين إلى "نداء تونس" إلى إقالة أمين عام الحزب، على خلفية هذه التصريحات، محذرين من أن يفقد "النداء" هويته بعد رحيل مؤسسه الباجي قائد السبسي، الذي يُعد مرجعًا في الدفاع عن المساواة بين المرأة والرجل، وقد بدأ بترسيخ هذا المبدأ داخل حزبه قبل العمل على تعميمه من خلال طرح مشروع قانون المساواة في الميراث.

وقال المحلل السياسي ناجي العياشي إن حزب "نداء تونس" تأسس وفقًا لرؤية الباجي قائد السبسي للعمل السياسي والممارسة السياسية، وإن هذه الرؤية ذات بعد تحرري تضع في الاعتبار مكانة المرأة من بين أولوياتها، وهذا ما دفع بقيادات نسائية إلى البروز داخل الحزب ومنهن من تقلدت مناصب وزارية، معتبرًا أن منح المرأة هذه الحظوة خلق لدى الحزب شعبية بين النساء، حتى أنه حسب إحصائيات انتخابات 2014 فإن مليون امرأة صوتن للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.

وأضاف العياشي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن هناك مخاوف حقيقية اليوم من أن يتنكر "نداء تونس" لإرث مؤسسه الرئيس الراحل، خاصة أن قائد السبسي كان يمثل "قائد الأوركسترا" داخل الحزب، يوجهه الوجهة التي تتلاءم وطبيعة المرحلة السياسية، دون المساس بالضوابط والأسس التي بني عليها الحزب موضحًا أن الانقسامات الكبيرة التي شهدها "نداء تونس" على امتداد السنوات الماضية أثرت على مستوى القيادات التي تداولت على شغل المناصب القيادية العليا بالحزب، ومن ثمة على طبيعة الخطاب الصادر عن الحزب.

ورأى المحلل السياسي صالح الحساني أن "نداء تونس" بعد رحيل مؤسسه بدا "حزبًا يتيمًا" فاقدًا لمبادئه وثوابته، مشيرًا إلى أنه بمثل هذه التوجهات التي يعتمدها الحزب اليوم سيفقد جانبًا كبيرًا من حضوره على الساحة السياسية.

وأوضح الحساني لـ"إرم نيوز" أن الاستحقاق الانتخابي المقبل سيمثل اختبارًا جديًّا للحزب وقدرته على الصمود والتموقع داخل هذا المشهد السياسي المتغير، مضيفًا أن الحزب بات عاجزًا اليوم عن تقديم مرشح ذي وزن سياسي للانتخابات الرئاسية؛ ما قد يؤثر على حضوره في التشريعية ويطرح تساؤلات كبيرة حول مصيره بعد رحيل مؤسسه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com