قبل أشهر من الانتخابات.. عمليات "سبر الآراء" تشعل الصراع "الانتخابي" بين الأحزاب التونسية
قبل أشهر من الانتخابات.. عمليات "سبر الآراء" تشعل الصراع "الانتخابي" بين الأحزاب التونسيةقبل أشهر من الانتخابات.. عمليات "سبر الآراء" تشعل الصراع "الانتخابي" بين الأحزاب التونسية

قبل أشهر من الانتخابات.. عمليات "سبر الآراء" تشعل الصراع "الانتخابي" بين الأحزاب التونسية

تسابق الأحزاب السياسية -في تونس- الزمن، استعدادًا للاستحقاق الانتخابي المرتقب بنهاية العام الحالي، وذلك عبر حملات انتخابية تبدو سابقة لأوانها، لكنّها "ضرورية" في منظور هذه الأحزاب سعيًا منها إلى التموقع في المقدّمة وكسب ثقة الناخبين.

وقبل أكثر من خمسة أشهر على موعد الانتخابات التشريعية أعلنت أحزاب مثل: "نداء تونس" و"التيار الديمقراطي" و"تحيا تونس" و"آفاق تونس"، حالة "تعبئة سياسية" غير مسبوقة، وسارعت إلى عقد مؤتمراتها واختيار قياداتها وتنظيم هياكلها، والإفصاح عن برامجها للمرحلة المقبلة وقياس درجة قدرتها على تعبئة قواعدها واستقطاب متعاطفين جدد معها.

اجتماعات ماراثونية

ولا تكاد الساحة السياسية في تونس تخلو من أنشطة سياسية لافتة خصوصًا في المحافظات، حيث تُقام الاجتماعات العامة وكان آخرها اجتماع حزب "البديل التونسي" الذي يرأسه رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة في مدينة سوسة الساحلية، واجتماع الحزب الدستوري الحر بمدينة سيدي بوزيد (الوسط الغربي) واجتماعات يعقدها الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي من حين إلى آخر في الجنوب التونسي وفي مناطق أخرى من جهات البلاد، واجتماعات لحزب حركة "النهضة" أيضًا بشكل شبه دوري بمدينة الحمامات السياحية شمال العاصمة.

ويقول متابعون للشأن السياسي في تونس، إنّ هذه الاجتماعات "تعكس حجم التصعيد الذي يعرفه الخطاب السياسي السائد في تونس بين مختلف مكونات المشهد السياسي وخصوصًا بين الأحزاب السياسية ذات المرجعيات المتضاربة من حيث المبدأ والرؤية والتصور لإدارة الشأن العام".

وعلّق المحلّل سعيد المنصوري، على هذا الحراك بالقول إنّ "الطبقة السياسية في تونس تعمل على استثمار مختلف المناسبات من أجل التسويق لبرامجها وتصوراتها، ومنها شهر رمضان، حيث لا تتردّد بعض الجهات السياسية في استثمار حالة الفقر والخصاصة لدى فئات مهمشة من التونسيين لمساعدتهم في عملية أشبه بشراء أصواتهم".

ويضيف المنصوري، أنّ أحزابًا أخرى تعمد إلى طريقة أكثر تهذيبًا في استقطاب الناخبين من خلال تنظيم حملات تشجّع المواطنين على التسجيل في قائمات الناخبين، وهو ما يقوم به حزب "آفاق تونس" على امتداد الأسبوعين الماضيين، وكذلك حزب التيار الديمقراطي، الذي قام بعدة حملات توعية للتسجيل ضمن السجل الانتخابي، في مناطق مختلفة من البلاد، في مسعى إلى إقناع الناس بضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات وتغيير الوضع الحالي.

عمليات سبر الآراء تؤجّج المنافسة

وبالتوازي مع ذلك تعمل شركات سبر الآراء على إذكاء "نار" المنافسة بين الأحزاب السياسية، من خلال نشر نتائج نوايا التصويت، من حين إلى آخر، وهو ما يُعتبر حافزًا للأطراف السياسية للتحرّك وتفادي النقائص الممكنة، وفق ما أكده المحلّل سعيد الهمامي.

 وقال الهمامي، في تصريح خاص لموقع "إرم نيوز"، إنّ ما تنشره شركات سبر الآراء "زاد الوضع تأزّمًا وأذكى الخلافات بين الأحزاب المتنافسة، لا سيما أنّ البعض منها يتهم هذه الشركات بإعداد أرقام على مقاس مجموعات سياسية نافذة".

 ورجّح الهمامي، أن يتأجّج هذا الحراك والجدل مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، وهو ما يصرف الأنظار ولو جزئيًّا عن المشاكل اليومية التي يواجهها التونسيون، وخصوصًا مسألة غلاء الأسعار وفقدان بعض المواد الأساسية فضلًا عن المشاكل التي تمس جميع القطاعات الحيوية من نقل وتعليم وصحة وغيرها، وفق قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com