بين الصراع الداخلي والسعي لكرسي الرئاسة.. ما وراء مطالبة حركة النهضة بتأجيل انتخابات تونس؟
بين الصراع الداخلي والسعي لكرسي الرئاسة.. ما وراء مطالبة حركة النهضة بتأجيل انتخابات تونس؟بين الصراع الداخلي والسعي لكرسي الرئاسة.. ما وراء مطالبة حركة النهضة بتأجيل انتخابات تونس؟

بين الصراع الداخلي والسعي لكرسي الرئاسة.. ما وراء مطالبة حركة النهضة بتأجيل انتخابات تونس؟

طالبت حركة النهضة التونسية الأربعاء، بتأجيل الانتخابات الرئاسية في البلاد المقررة عام 2019، ما أثار تساؤلات داخل الأوساط السياسية عن دوافع تغير موقف الحزب الإسلامي، الذي يتنازع صدارة المشهد السياسي في البلاد، مع حزب الرئيس الباجي قايد السبسي.

واعتبرت الحركة أن ما وصفتها بـ"الأزمة السياسية غير المسبوقة التي تواجهها البلاد" لا تسمح بإجراء الانتخابات في موعدها، وسط حديث عن أن "صراع القيادة داخل النهضة دفع إخوان تونس، إلى التحرك باتجاه تأجيل الانتخابات الرئاسية".

وقال لطفي زيتون، القيادي البارز في حركة النهضة، والمستشار السياسي لرئيسها راشد الغنوشي، في تصريحات لقناة "نسمة"، إنه "نظرًا للأزمة التي تعيش البلاد على وقعها، لا يمكننا إجراء انتخابات في عام 2019".

وأضاف زيتون، أن "الشعب التونسي لن يقبل بإجراء انتخابات في ظل غياب المحكمة الدستورية التي يتطلب تشكيلها توافقًا برلمانيًا"، معتبرًا أن "ذلك الأمر صعب أمام ضعف التوافق الحالي بين حركتي النهضة ونداء تونس".

وفاجأت تصريحات لطفي زيتون المتابعين للشأن السياسي في تونس من حيث توقيتها وأهدافها، والتي أرجعها مراقبون تحدثوا لـ "إرم نيوز"، إلى الصراع القائم داخل حركة النهضة التونسية، خصوصًا منذ صدور تقرير المساواة في الإرث بين الجنسين.

واعتبر المحلل السياسي التونسي، هاشم حجي، في تصريح لـ"إرم نيوز، أن "حركة النهضة الإسلامية تعيش أزمة داخلية عميقة والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد خلال العام المقبل، لا يمنحها الوقت الكافي لتجاوز أزمتها وخوض الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي تراهن عليه  بقوة".

وأضاف حجي أن "النهضة تواجه ارتباكًا واضحًا يهدد فرصها في الفوز بالاستحقاق الانتخابي المرتقب، في ظل مؤشرات على اتساع الشرخ بين مختلف الكتل داخل إخوان تونس".

وأشار في هذا الصدد، إلى الحرب الكلامية الأخيرة بين لطفي زيتون، والوزير السابق والقيادي البارز في الحركة محمد بن سالم، بسبب الموقف من تقرير لجنة الحريات والمساواة الفردية.

ومن جانبه، أكد علية العلاني، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن "النهضة ترفض خوض انتخابات غير مضمونة بالنسبة إليها"، معتبرًا أن "هناك قلقًا كبيرًا داخل الحركة الإسلامية من المرحلة السياسية المقبلة في البلاد لاسيما في ظل وجود رغبة من الحركة في تقدم مرشح للاستحقاق الرئاسي المقبل".

وشدد العلاني على أن "حركة النهضة، تسعى إلى توسيع نفوذها ليطال رئاسة البلاد، بعد أن ضمنت سيطرتها على مفاصل معظم المحافظات وفوزها برئاسة أغلب البلديات في الانتخابات المحلية الماضية".

واعتبر أن حركة النهضة "تعمل على تسريب خبر تأجيل الاستحقاق الرئاسي، بهدف تهيئة نفسها لتأمين الفوز بكرسي الرئاسة".

ويعتبر مراقبون للمشهد السياسي التونسي، أن حركة النهضة "غيرت من تكتيكاتها السياسية بعد فوزها في الانتخابات البلدية، وأصبحت ترغب في الامتداد أكثر".

وقال الباحث التونسي محمد المساوي، إن "النهضة تعمل على التمدد أكثر في مفاصل الدولة، فبعد أن أصبحت لها الكتلة الأكبر في البرلمان، وبعد إحكام قبضتها على معظم وأهم البلديات، أصبحت الآن ترغب في الانتقال إلى معركة أخرى، وهي كسب الانتخابات الرئاسية".

وأضاف المساوي، "لكنها في نفس الوقت تعتقد أن خوض الانتخابات يفترض ترتيب بيتها الداخلي المهدد أولًا وبالتالي الدفع نحو تأجيل الاستحقاق الانتخابي".

وقال الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري، مؤخرًا، إن راشد الغنوشي "يتمتع بكل الإمكانيات ليكون رئيسًا للجمهورية، وإنه خال من أي مانع قانوني يحول دون خوضه غمار الانتخابات الرئاسية لسنة 2019".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com