البيت الأبيض يحمّل غانتس رسائل لاذعة إلى تل أبيب
لم يتوقع عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، الوزير بيني غانتس، الذي يزور واشنطن حاليًا، حجم الانتقادات الأمريكية تجاه إسرائيل على خلفية الوضع الإنساني في غزة حسبما أفاد الإعلام العبري، اليوم الثلاثاء.
وعقد غانتس سلسة من الاجتماعات مع مسؤولين أمريكيين، من بينهم نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومستشار الرئيس للشرق الأوسط بريت ماكغورك، حيث تلقى منهم رسائل لاذعة وانتقادات لم تشهدها العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من قبل، وفق موقع "واللا" العبري.
وذكر الموقع نقلًا عن مصادر مطلعة، أن ملف المساعدات الإنسانية لسكان غزة وعدم اتخاذ إسرائيل تدابير حقيقية في هذا الصدد، هو الأساس الذي بُنِيَت عليه الانتقادات الأمريكية.
زيارة متأخرة
وبيَّن الموقع أن ردة فعل غانتس كانت كبيرة جراء الانتقادات، وأن ما حدث "ينم عن مشكلة كبيرة في العلاقات يتعين بحث كيفية التغلب عليها، مضيفاً أن هناك نتيجة أخرى خرج بها غانتس من الاجتماعات، وهي أن "زيارة من هذا النوع كان ينبغي أن تجري قبل شهرين"، أي أنها زيارة متأخرة جاءت بعد فوات الأوان.
وأشار المصدر إلى أن لدى غانتس انطباع بأن العلاقات المتوترة بين البيت الأبيض ونتنياهو أدَّت إلى فشل إسرائيل في إقناع الإدارة الأمريكية بنواياها وسياساتها إزاء غزة.
ساعدونا لنساعدكم
وأبلغت نائبة الرئيس الأمريكي ضيفها الإسرائيلي أنه على بلاده القيام بخطوات إضافية بالتعاون مع واشنطن والمجتمع الدولي؛ من أجل زيادة حجم المساعدات وضمان توزيعها على الفلسطينيين.
وقال المصدر المطلع أن رسالة هاريس هي أن واشنطن تريد مواصلة دعمها للإسرائيليين، وأنه على تل أبيب القيام بدورها، حيث قالت لغانتس: "ساعدونا لكي نساعدكم".
وطُرِح ملف الدولة الفلسطينية والخطة الأمريكية لتحقيق هذا الهدف، وأعرب المسؤولون الأمريكية أمام غانتس أن لديهم تشاؤم إزاء عدم تعاون حكومة نتنياهو في هذا الملف، وخصوصًا في ظل وجود مكونات متطرفة بالحكومة.
إخلاء رفح
ودعا جميع المسؤولين الذين التقوا غانتس إسرائيل للقيام بدورها وإيجاد حلول لإدخال المساعدات لغزة، وأبلغوه أنه طالما تعتزم تل أبيب تنفيذ عمل بري في رفح، عليها تقديم خطة واضحة بشأن الوضع الإنساني للسكان هناك.
وتابع الموقع أن غانتس اكتشف أن كل المسؤولين الأمريكيين "لا يصدقون حديث نتنياهو ومستشاريه حول العملية المحتملة في رفح، وبالتحديد خطة إخلاء السكان قبل العملية".
ووجه المسؤولون الأمريكيون عدة أسئلة لغانتس عن نوايا بلاده ومدى قدرتها على إخلاء أكثر من مليون فلسطيني من رفح، مشككين في قدرة الجيش على تنفيذ المهمة، فيما تعهد غانتس بعدم دخول رفح برًا قبل إخلاء السكان، زاعماً أن إسرائيل قادرة على ذلك.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" بدورها عن مصادر ذات صلة بالزيارة، أن غانتس أبلغ المسؤولين الأمريكيين أن إسرائيل لن تقبل نهاية الحرب من دون عملية برية في رفح.
وأبلغ غانتس مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن إسرائيل "عازمة على تدمير سلطة حماس في رفح، وأن نهاية الحرب من دون تطهير المدينة يشبه إرسال طاقم إطفاء ليخمد 80% فقط من الحريق"."
