والد يزن يقارن صورة ابنه قبل وبعد حرب غزة
والد يزن يقارن صورة ابنه قبل وبعد حرب غزة إرم نيوز

الجوع يفتك بأطفال غزة .. يزن تحول لهيكل عظمي قبل وفاته

"لم يعد يأكل شيئًا، أصبحت غير قادر على توفير الطعام والدواء اللذين يمنحانه الطاقة، لذا بدأ طفلي يزن يفقد الوزن مع مرور الأيام حتى بات هيكلا عظميا قبل وفاته بسبب الجوع".

هكذا بدأ محمد الكفارنة والد الطفل يزن حديثه لـ"إرم نيوز" وهو يروي تفاصيل مؤلمة عن وفاته جوعا.

يقول الكفارنة، "نزحت من بيت حانون إلى مخيم جباليا، ومن ثم إلى مدينة رفح، وذلك فقط من أجل طفلي يزن ومحاولة توفير بيئة صحية له؛ إذ كان يعاني من مرض وراثي نادر يمنعه من القدرة على هضم البروتينات، بالإضافة إلى إصابته بضمور حاد بالعضلات واضطراب عقلي، ولذلك كان له طعام خاص خال من البروتينات، بالإضافة إلى دواء كان يشعره بالتحسن بشكل مستمر، ولكنه مات بسبب الحرمان الذي عاشه خلال فترة الحرب".

ويتابع، "لم أستطع توفير طعامه الخاص، وأصبحت مرغمًا على إطعامه من الموجود، وبحثت في جميع الصيدليات عن دوائه ولم أجده، كل ذلك سبّب انتكاسة حادة في حالته أفقدته أكثر من نصف وزنه، وتحول إلى هيكل عظمي".

ويشير الكفارنة إلى أن حالة يزن الذهنية والعقلية ساءت بشكل كبير، وصولًا إلى تراكم السموم في جسده، بسبب عدم تناول الدواء والطعام الخاص، بالإضافة إلى عدم تناول الفواكه والخضراوات حتى توفي فجر اليوم داخل مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح.

يزن يصارع المرض قبل وفاته في مستشفى أبو يوسف النجار
يزن يصارع المرض قبل وفاته في مستشفى أبو يوسف النجار إرم نيوز

"توفي يزن بين يدي وهو يتألم من شدة الجوع ، بعد أن ناشدت المؤسسات الدولية والأممية التي تهتم بشؤون الأطفال بضرورة توفير الطعام والدواء المخصصين له" يضيف الكفارنة.

وعلّق الطبيب المختص بالأطفال حسام أبو صفية على حالة الطفل يزن قائلًا: "إن هذا النوع من الأمراض يسمى فينيل كيتونوريا، وهو مرض وراثي نادر يصيب الجين المسؤول عن هضم الأحماض الأمينية (البروتينات) وبالتالي يحتاج المصاب به إلى طعام خاص خال من الأحماض الأمينية".

وأضاف أبو صفية في حديث لـ"إرم نيوز": "يعتمد المصاب بهذا المرض على الفواكه والخضراوات بشكل كبير وأساسي، لعدم وجود الأحماض الأمينية، وفي حال عدم تناول المريض الأدوية الخاصة والطعام المخصص إلى جانب كميات وفيرة من الخضراوات والفواكه، فإنه يتعرض إلى انتكاسة حادة تسبب له نقصا حادا في الوزن واصفرارا في الجلد، إلى جانب ضمور العضلات والتأخر العقلي، وصولًا إلى الوفاة.

وأكد أن السوق يعاني من نفاد المخزون الغذائي الخاص بهؤلاء الأطفال المصابين بهذا المرض، إلى جانب نفاد أدويتهم الخاصة من مستودعات وزارة الصحة؛ ما يعني أننا أمام حالات موت مؤكد بحق هذه الفئة من الأطفال.

وقال الطبيب المختص: "الحالات الطبية النادرة التي تشبه حالة الطفل يزن، كانت تعيش بصحة جيدة قبل الحرب، لا سيما مع إيجاد الدواء الخاص بتنشيط العضلات ومحاربة ضمورها وضبط المستوى المعرفي في الدماغ، إلى جانب الطعام المخصص والخالي من الأحماض الأمينية والبروتينات، لكن مع انعدام هذه العوامل يدخل الطفل في حالة انتكاسة شديدة تؤدي إلى الوفاة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com