رحيل "آخر المقاومين" في المغرب.. من هو بنسعيد آيت إيدر؟

توفي السياسي المغربي محمد بنسعيد آيت إيدر، اليوم الثلاثاء، في المستشفى العسكري بالعاصمة الرباط عن عمر ناهز 99 عاما، وهو أحد وجوه المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، وأحد رجال الحركة الوطنية البارزين.

ولد آيت إيدر سنة 1925، في قرية تيمنصور بإقليم "شتوكة آيت بها" وسط المغرب، وانخرط في مقاومة الاستعمار وتعرض للاعتقال في بداية الاستقلال مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير.

تلقى الرجل تعليمه في عدد من مدارس منطقة سوس العتيقة، ثم انتقل إلى مدينة مراكش لمتابعة دراسته في مدرسة ابن يوسف وهناك انفتح على العمل الوطني، كما شارك في قيادة فرق جيش التحرير المغربي وتكوين خلايا المقاومة رفقة قيادات أخرى. 

تعرض المقاوم الذي قاد جيش التحرير في جنوب المملكة للاعتقال بعد حصول المغرب على الاستقلال، ونُفي إلى الجزائر حيث تم التضييق عليه بعد المسيرة الخضراء- مسيرة سلمية شارك فيها 350 ألف مغربي لاستعادة مناطقهم الحدودية مع الجزائر- عندما أبان عن وطنيته ودعمه للوحدة الترابية.

انتقل آيت إيدر إلى فرنسا، وأسهم في تأسيس منظمة 23 مارس، كما أسس بعد عودته إلى المغرب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي سنة 1983، وانتقل المناضل من السرية إلى العمل السياسي المنظم، إذ تولى مهمة الأمين العام لها، وباسمها انتخب نائبا في البرلمان عن إقليم شتوكة آيت باها. 

أسهم آيت إيدر سنة 1992 في تأسيس الكتلة الديمقراطية وتوحيد شتات اليسار في المغرب سنة 2002، من خلال تأسيس حزب اليسار الاشتراكي الموحد وفيه تخلى عن منصب الأمين العام واكتفى بموقع الرئيس. 

انحدر آيت إيدر من عائلة ميسورة، بحسب موسوعة ويكيبيديا، ما جعل سياسته غير مبنية على حب السلطة والمال.

ووشّح العاهل المغربي الملك محمد السادس آيت إيدر في يوليو/ تموز 2015، خلال ترؤسه في القصر الملكي في الرباط مراسيم الذكرى 16 لعيد العرش.

رغم حالته الصحية التي تدهورت في السنوات الأخيرة من عمره، لم يمتنع آيت إيدر من التنقل لحضور الندوات أو التجمعات التي كان يدعو إليها حزبه، أو حفلات تكريمه التي كانت مناسبة بالنسبة له لحشد همم الشباب المغربي.

وحمل المناضل اليساري همّ الشعب الفلسطيني وقضيته وانتقل إلى دول عربية وغربية للتعريف بالقضية.