حزب صالح يتشظى.. العواضي يرفض الشراكة مع الحوثي
حزب صالح يتشظى.. العواضي يرفض الشراكة مع الحوثيحزب صالح يتشظى.. العواضي يرفض الشراكة مع الحوثي

حزب صالح يتشظى.. العواضي يرفض الشراكة مع الحوثي

بدأ حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، بالتشظي رسميًا إلى أكثر من نسخة قبل حلول أربعينية مؤسسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

وأقرّت اللجنة العامة للمؤتمر، وهي أرفع هيئة سياسية داخل الحزب، الأحد، إسناد مهمة قيادة الحزب إلى صادق أمين أبو رأس، في قرار كان متوقعًا وخصوصًا لمن انتظروا نسخة صنعاء، والتي ستكون تحت وصاية كاملة من جماعة الحوثي.

وتخلى أبو رأس، الذي كان أصيب مع صالح في تفجير جامع دار الرئاسة 2011، ثم أصبح نائبًا أول لرئيس المؤتمر، عن مضامين الدعوة الأخيرة التي أطلقها مؤسس الحزب صالح قبل يومين من مقتله، بالانتفاضة ضد الحوثيين وقتالهم وأيضًا فك الشراكة معهم.

سخط وبراءة

وأثار بيان الحزب من سخط نشطائه في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ رأوا أنه تبنى وجهة نظر الحوثيين في كل القضايا المطروحة على الساحة اليمنية، بل أدان علي عبد الله صالح الذي دعا للحرب ضد الحوثيين.

ولم يُلق نشطاء المؤتمر باللوم على الرئيس الجديد للحزب صادق أبو رأس، ففي حين راح البعض يبرر حضور القيادات تحت تهديد السلاح من الحوثيين، أعلن آخرون براءتهم من البيان بشكل عام وبأنه لا يمثلهم.

وقال الأمين العام المساعد للمؤتمر ياسر العواضي، إن "أي بيان لا يعلن بشكل صريح فك الشراكة مع قتلة صالح مرفوض"، كما استهجن ما وصفه بـ"الاستعجال في انعقاد اللجنة العامة للحزب لاختيار قائد جديد".

ولن يكون أبو رأس المولود في 1952، الرئيس الأوحد لحزب المؤتمر، وخصوصًا مع تحركات حثيثة من الجناح الموالي للشرعية، لتشكيل قيادة تخلف صالح في قيادة الحزب برئاسة الرئيس عبد ربه هادي، الذي كان يشغل النائب الأول لرئيس الحزب، بالإضافة إلى تحركات أخرى تسعى لتعيين قيادة ثالثة يكون نجل صالح العميد أحمد، أحد اللاعبين الرئيسين فيها.

ويملك أبو رأس سيرة حافلة في السلك الإداري للدولة، إذ تسيّد عددًا من الوزارات والمحافظات، لكن مراقبين يرون أن الرجل لا يملك كفاءة سلفه صالح، الذي أسس حزب المؤتمر 1982 وظل رئيسًا له لمدة 35 عامًا، حتى مقتله في الرابع من كانون الثاني/ديسمبر الماضي.

كاريزما صالح

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي اليمني صادق القاضي، أنه "لا مشكلة في شخصية أبو رأس، لكن لا أحد من قيادات مؤتمر الداخل، يمتلك كاريزما صالح ولا علاقاته الواسعة، وتأثيره الكبير داخل  الحزب وخارجه".

ورأى القاضي أن "القيادات الجديدة لحزب المؤتمر، ستجد نفسها أمام تحديات كبيرة، لن تتمكن -على الأرجح- من تجاوزها دون خسارة الكثير من قيادات وكوادر الحزب وشعبيته".

وأوضح أن "أول هذه التحديات، هو الفجوة الهائلة التي نشأت مباشرة إثر الاجتماع الأول لهذه القيادات، بسبب الموقف الضعيف الذي اتخذته في اجتماعها وبيانها، الذي كان محل استياء عام من قبل نُخب الحزب وأعضائه".

وقبل أن تتخذ قيادات المؤتمر الموالية للشرعية ولنجل صالح أي قرار بشأن خليفة صالح، يتوقع الكاتب اليمني القاضي، أنه "من المرجح أن يفشل حزب المؤتمر في الحفاظ على كيانه الكبير، وتوجهاته واستقلال قراره في ظل القيادة الجديدة".

موقف صالح

في الثاني من كانون الثاني/ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس السابق صالح، عن موقف غير مسبوق ضد الحوثيين، وذلك بدعوته للانتفاضة المسلحة ووصفهم بالعدوان الداخلي.

ويتوقع مراقبون، أن النهاية السريعة لصالح ومقتله على أيدي الحوثيين بعد أيام من دعوته لمواجهتهم، كشفت عن اختراق حوثي لقيادات وكوادر حزب المؤتمر التي خذلته، وكشفت عن ولائها للقوة المتمثلة بجماعة الحوثيين.

وانتقد نشطاء المؤتمر تغاضي القيادة الجديدة للحزب، عن موقف صالح الأخير بعدم الشراكة مع الحوثيين بل والدعوة لدعم "اللجان الشعبية" التابعة لهم، وكذلك صمتهم عن المطالبة بجثمان صالح.

وعلى الرغم من توقيعه لاتفاق تشكيل المجلس السياسي مع الحوثيين ممثلًا عن حزب المؤتمر، في آب/أغسطس 2016، إلا أنه لا يمكن القول، إن الرئيس الجديد للمؤتمر أبو رأس، يعمل في صف الحوثيين وسيجعل من الحزب مطية لهم خلال الفترة المقبلة، وفقًا لمراقبين.

وفيما يتوقع مراقبون أن قيادات المؤتمر التي تعيش في صنعاء تحت سطوة الحوثيين، قد وصلت إلى قناعة ربما أن صفحة صالح وأسرته قد طويت، يرى الكاتب صادق القاضي، أن "معظم نخب المؤتمر وكوادره السياسية والثقافية والإعلامية وحتى أعضاءه العاديين، مازالوا ثابتين على الموقف الأخير الذي أعلنه صالح ضد الحوثيين".

وقال" لن تستطيع القيادات الجديدة لمؤتمر الداخل تغيير هذا الموقف، ولا جَسْر الهوّة التي أحدثها بيانها الأول؛ الذي كُتب -على الأرجح- تحت ظل مسدسات قادة الحوثيين".

ولا يزال المئات من كوادر وقيادات حزب المؤتمر وأسرته في معتقلات الحوثيين منذ أحداث ديسمبر الماضي، فيما تمكنت قيادات بارزة من أسرة صالح، وعلى رأسهم أخوه غير الشقيق اللواء علي صالح الأحمر، القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري، من الفرار إلى مناطق الشرعية في مأرب ثم الانتقال فيما بعد إلى السعودية.

وسيكون على أنصار حزب المؤتمر، انتظار النسخة القادمة لقيادة حزب المؤتمر، التي يتم الترتيب لها برئاسة أحمد نجل صالح والشيخ سلطان البركاني.

وفي كل الأحوال، من المؤكد أن الجناح الآخر  سيحرص على استكمال ما دعا إليه صالح  ببدء الانتفاض ضد الحوثيين وقتالهم، خصوصًا وأن دائرة العداء قد توسعت وضمت دماءً جديدة على رأسها صالح، والأمين العام لحزب المؤتمر عارف الزوكا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com