بعد هدوء نسبي.. إسرائيل تشعل قطاع غزة تمهيداً لاجتياح رفح

أنهت إسرائيل عدة أسابيع من الهدوء النسبي، كان قطاع غزة قد شهدها، مع إفساح المجال للتفاوض الدبلوماسي، أملاً بالتوصل لصفقة بشأن هدنة توقف الحرب.

يأتي ذلك في وقت بدأ الجيش الإسرائيلي فيه استعداداته الميدانية لاجتياح مدينة رفح، في انتظار قرار سياسي بشأن ذلك، وسط مساع دولية لثني إسرائيل عن عمليتها.

وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الأربعاء وفجر الخميس، قصف شمال قطاع غزة الفلسطيني لليوم الثاني على التوالي، فيما وصف فلسطينيون القصف بأنه من بين "الأشد" منذ اندلاع الحرب على غزة.

وبدأ فلسطينيون في شمال وجنوب قطاع غزة الفرار مجدداً للنجاة بحياتهم من القصف، بعد تراجع حدة القتال لأسابيع في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ أوائل هذا الشهر.

وناشدت دول غربية، منها الولايات المتحدة، إسرائيل التراجع عن الهجوم على رفح، التي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وكشف مسؤول أمني بارز أن إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين قبل هجومها، واشترت 40 ألف خيمة يمكن أن تؤوي كل منها ما بين 10 إلى 12 فرداً، ولم يبق إلا أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي شمال قطاع غزة، شهدت مدينة "بيت لاهيا" قصفاً مكثفاً لليوم الثاني، بعد يوم من أوامر الجيش الإسرائيلي للسكان بالخروج من 4 مناطق أعلنتها "منطقة قتال خطيرة".

وقالت إسرائيل إن عملياتها هناك استهدفت مناطق أطلق منها الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حماس، صواريخ على مستوطنتين حدوديتين إسرائيليتين، الثلاثاء.

ووصف سكان في الشمال، بدأ كثير منهم في العودة إلى منازلهم التي هجروها في المرحلة الأولى من الحرب، القصف الحالي بأنه "من أعنف نوبات القصف منذ الأسابيع الأولى للحرب".

وتهدد إسرائيل منذ فبراير/ شباط الماضي بشن هجوم شامل على رفح التي تقول إن آلافاً من مقاتلي حماس وكثيرين من قيادات الحركة يحتمون بها.

وقال مصدر في الحكومة الإسرائيلية إن مجلس وزراء الحرب الذي يرأسه نتنياهو يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين الذي من المتوقع أن يستغرق نحو شهر.