توقفت العملية التعليمية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حتى يومنا هذا، فقد دمّرت الحرب الإسرائيلية مئات المدارس، وجميع الجامعات الفلسطينية، ما أدى إلى انتهاء العام الدراسي من دون أن يجلس مئات آلاف الطلبة في القطاع على مقاعد الدراسة أسوة بأقرانهم في العالم.
غير أن المعلم هاني عايش تحدى الظروف المأساوية التي يشهدها القطاع، وحوّل خيمة النزوح إلى فصل دراسي يقوم داخله بتعليم الطلبة في المرحلة الابتدائية مادة الرياضيات، مستخدمًا خبرته ولوحا تعليميا قديما وعددا من أقلام الطباشير.
يقول المعلم هاني عايش: "لقد توقفنا عن الذهاب إلى المدارس لتعليم الطلبة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا سيما بعد أن تحولت المدارس إلى مراكز إيواء لآلاف العائلات النازحة في ظروف معيشية قاسية.
وفي حديثه لـ"إرم نيوز"، قال عايش: "نزحت كمئات آلاف النازحين إلى جنوب قطاع غزة هربًا من بطش الطائرات الإسرائيلية، ومع طول مدة الحرب قررت أن أحوّل الخيمة إلى فصل دراسي أقوم داخله بتعليم الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية مادة الرياضيات".
وتابع: "كان هناك مئات الأطفال داخل الخيام المجاورة لي، وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، وبدأ أولياء أمور الطلاب بمحاولة تسجيل أطفالهم لأخذ دروس في مادة الرياضيات".
وأوضح عايش أنه "في المرحلة الابتدائية من الخطير جدًا على الطلبة أن يجلسوا كل هذه المدة من دون تعليم ومن دون تأسيس تحديدًا في مادة الرياضيات، لا سيما أن المراحل اللاحقة تعتمد بشكل أساسي على المراحل الابتدائية، ومدى قدرة الطالب الطفل على حل المسألة الرياضية".
وقال: "أقوم بتعليم الأطفال في فترات تمتد من الصباح حتى ما قبل أذان العصر، وعلى شكل مجموعات، كل مجموعة تعرف موعد درسها، إذ قررت منح ثلاثة أيام أسبوعيًا للطلبة الذكور، وثلاثة أيام للطلبة الإناث".
ولفت: "لا تخلو دروس الرياضيات من الأحداث المؤلمة التي يمر بها سكان قطاع غزة، حيث نسمع أصوات القصف والصواريخ ونحن داخل الخيمة، كما يتعرض بعض الطلبة الأطفال إلى صدمات عنيفة بسبب تلقيهم خبر مقتل أحد أفراد عائلتهم بقصف إسرائيلي، وقد حدث ذلك مرات عدة داخل الخيمة".
وختم عايش حديثه: "يتعمّد الجيش الإسرائيلي تدمير المدارس والجامعات وحرمان مئات آلاف الطلبة من حقهم في التعليم؛ بغرض تجهيل الجيل وتحويله إلى جيل غير متعلم جاهل، وتدمير المسيرة التعليمية في قطاع غزة، حيث ستحتاج عملية الإعمار إلى سنوات عديدة قبل أن تصبح المؤسسات التعليمية صالحة لاستقبال الطلبة من جديد".